ما لن تجده فى مقال هذا الأسبوع !

الأربعاء، 22 أغسطس 2018 12:14 م
ما لن تجده فى مقال هذا الأسبوع !
د. ماريان جرجس

 
دائمًا ما يرصد القلم رؤى سياسية جديدة لقضية ما، أو زاوية مختلفة للأحداث ليمتع القارئ من خلالها بوجهة نظر جديدة، لكن كيف للقلم هذا الأسبوع أن يصف أو يرسم أو حتى يفتح نافذة جديدة وكل الأحداث التى جاءت فى أيام فريحة ما هى الا أحداث تتحدث عن ذاتها.
 
جاءت أولى أيام العيد مقرونة بابتهاج وسعادة الغارمين والغارمات الذين حررتهم نزعات الرحمة والحكمة بمبادرة "سجون بلا غارمين " تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، التى حالت دون اصطياد هؤلاء الذين تعثر بهم الحال وضاق بعض الشئ فى شبكة الإرهاب أو التحول النفسى الغير الصحيح، وعبرت بهم من مراحل العوز الانسانى وليس المادى إلى شخوص لديهم الفرصة أن يعودوا إلى حيواتهم الطبيعية  مرة أخرى.
 
كما جاءت زيارة الرئيس التفقدية صباح أول أيام العيد لمشروع إنشاء الميناء الغربى برأس التين، لتؤكد على أن العمل عبادة بل له قدسية خاصة، اتخذت القيادة السياسية المصرية على عاتقها أن تحول رمال الصحراء لأبراج ومشاريع قومية.
 
زاد المشهد جمالا عندما حرص بعض من الشباب والقمامصة على توزيع بعض الهدايا بعد صلاة العيد، ولم يكن ذلك الطبيب الذى اصطحب مريضه الصغير إلى صلاة العيد بمنأى عن كل هؤلاء الذين رأوا أن هذا الوطن يستحق كثير  من العطاء والحب الذى يذلل ويذيب أى مشاعر سلبية تجاه مواقف بعينها علقت بنا.
 
تتمنى بعض من الدول التى لا تحب أن ترى مصر بخير وسلام أن تملأ ربوعها كل أنواع الفتن الطائفية والأحداث الطائفية، يتمنى البعض أن يرى مصر فى مزيد من تفشى الإرهاب وعرقلة مسيرتها على خطوات الإصلاح الاقتصادي، لكن كل تلك الأحداث التى رأيناها على مدار يوم واحد جاءت لتدحض أمالهم فى كل ما سبق .
 
أن ضلع هام تعلمه مصر جيدًا فى محاربة الإرهاب، إلا وهو الحرب المعنوية، تلك القوى الناعمة التى تستطيع إنهاء بؤر الإرهاب أو حتى استثارتها !.. فالقوى الناعمة فى الحرب هى السلاح الذى يدوم مفعوله لسنوات طوال، تتمثل القوة الناعمة فى تلك المواقف المشرفة التى حدثت وستحدث، تتمثل فى وقاية النفس البشرية من أى تسلل لقوى الشر بداخلها ونسيجها بسياج الانتماء والمواطنة والوقوف بجانب المواطن المصرى فى وقت شدته حتى لا يتحول الحزن إلى سخط، فالسخط هو أولى بداية إشارات استقبال لعداء الشخص لوطنه، السخط وغياب العدل وإحساس الفرد بالظلم أو بالرفض وأنه  غير مقبول ممن حوله .
 
نجحت القوات المسلحة فى تطهير بؤر الإرهاب بكل غالٍ ونفيس، لكن نجح العقلاء من الشعب أيضًا فى إبراز تلك القوة الناعمة التى تقوى إحساس الانتماء ليمت الحاقدون بغيظهم مننا !
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق