رضا سالم خارج الأسوار في العيد.. ما يفسده الاقتراض يصلحه الرئيس (فيديو)
الثلاثاء، 21 أغسطس 2018 05:01 ممصطفى الجمل
لم يكن يتخيل أن سعيه لكسب الرزق بالحلال، سيقوده في يوم ما إلى غياهب السجون، كانت البداية صعبة وتحتاج إلى رأس مال ليس بكبير لافتتاح مشروع يأكل منه هو وأولاده، ونظراً لأنه غير متوفر في يده لجأ إلى الاقتراض المثبت بإيصال أمانة.
افتتح رضا مشروع بيع الخضار، أملاً في أن تسايره الدنيا وتعينه بالربح على سداد ما اقترضه من أجل بناء هذا المشروع، إلا أن الرياح أتت لتقتلع السفن، فالمشروع لم يربح والخسائر زادت يوماً بعد يوم، وبات يصرف مما اقترضه على المشروع والمنزل في آن واحد، وفي منتصف الطريق لم يكن أمامه سوى حلين إما أن يغلق هذه «العتبة» ويبحث عن بديل، أو أن يستدين مرة أخرى أملاً في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، اختار الحل الثاني واقترض مبلغاً آخر من نفس الشخص، حتى وصل المبلغ كله إلى 25 ألف جنيه، وبعد أشهر خسر رضا كل ما اقترضه، وحان وقت الدفع، كل توسلاته لم تفلح في إثناء المقرض عن التقدم بإيصالات الأمانة لأجهزة إنفاذ القانون.
قبض على رضا سالم القاطن منطقة القناطر، بتهمة التهرب من سداد إيصالات بمبلغ 25 ألف جنيه، فجأة تحول الحلم إلى كابوس، ومصدر الرزق بات «كلابشات» تقوده إلى السجن، وساطات عديدة وتوسلات من الزوجة كلها باءت بفشل بعد فشل لحل الأزمة وإخراج رب الأرسة من السجن حتى يتمكن من أن يعول ما لديه من أطفال، وبعد مرور فترة من الزمن، سمع رضا عن قائمة في طريقها للخروج بعد تبرع صندوق تحيا مصر بسداد ديونهم.
لاح الحلم أمام أعين رضا، ولأنه اعتاد من الدنيا الأسود قبل الأبيض، نفض عن عينيه أي أمل للخروج، حتى لا يمني النفس بشيء بعيد المنال، وذات يوم استيقظ على نبأ الإفراج عنه ضمن القائمة التي قرر صندوق تحيا مصر بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتبرع بسداد ما عليهم من ديون، والإفراج عنهم، لتعم الفرحة محيط أسرته التي كانت في انتظاره لحظة خروج من سجن القناطر.
يذكر أن قطاع السجون بإشراف اللواء زكريا الغمرى مساعد وزير الداخلية، أفرج صباح اليوم الثلاثاء عن مئات السجناء على مستوى الجمهورية؛ تنفيذًا لقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي رقم 391 لسنة 2018 بشأن العفو عن باقى العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الأضحى المبارك الموافق العاشر من ذى الحجة لعام 1439 هجرية.
وانتهت أعمال اللجان المشكلة إلى انطباق القرار على عدد من النزلاء ممن يستحقون الإفراج عنهم بالعفو، ومستحقى الإفراج الشرطى لبعض المحكوم عليهم، والذى سيتم الإفراج عنهم خلال ساعات المقبلة.