د عبدالوهاب حدوتة مصرية !!
الإثنين، 20 أغسطس 2018 12:20 م
أمام الرئيس السيسي في مؤتمر الشباب الاخير قالت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة انه في إطار مبادرة الرئيس لإنهاء قوائم انتظار العمليات الجراحية تم إجراء 6 حالات زراعة كبد منهم 5 في المنصورة لم يستغرق الأمر 4 ثواني فقط ذكرت فيها الوزيرة كلمة "المنصورة" ولم يكلف احد من الإعلاميين نفسه لكى يبحث عما وراء هذه الكلمة أين ومتى وكيف؟ ولماذا المنصورة تحديدا التي أنجزت أكثر من 80% من مبادرة رئيس الجمهورية فيما يخص عمليات زراعة الكبد التي تعتبر أكبر وأهم عملية جراحية في مجال الطب؟ حيث تحتاج 18 ساعة في غرفة العمليات لكل من المريض والمتبرع وماهو المكان الذي أنجز هذه المهمة؟ ومن هم الابطال الذين انجزوها؟ انه مركز جراحة الجهاز الهضمي والكبد بجامعة المنصورة والابطال هم فريق زراعة الكبد بكلية طب المنصورة والذي يشرف عليه العالم الجليل الدكتور محمد عبدالوهاب قد يكون مجهولا للكثيرين ومعروفا خارج بلده أكثر من داخلها
ولكنه احد أعلام الطب المصري ومن مؤسسي مركز جراحة الجهاز الهضمى وبرنامج زراعة الكبد بالمنصورة،
في احد الأيام كنت جالسا معه وفجأة دخل علينا رجل من إحدى قرى الشرقية وهو يبكي وحينما سأله د عبدالوهاب عن سبب بكائه أخبره أن موعد العملية اقترب وليس معه نفقاتها وعرض منزله للبيع ولم يجد مشتري فسأله د عبدالوهاب أين تذهب انت واولادك في حالة بيع منزلك؟ أجاب يتولناه الله برحمته فتحولت الدموع من عين المريض إلى عيون الطبيب ثم قال يكفي المريض هموم مرضه ولا يجب أن يحمل أيضا هموم نفقاته وطمأن الرجل بأنه سوف يجري له عملية زرع الكبد في موعده ولن يتكلف جنيها واحدا أو يترك منزله وقام أحد رجال الأعمال بالدقهلية بسداد 200 الف جنية تكاليف العملية ،
مرة أخرى دخلت علينا فتاة من كفر الشيخ واهدته باقة ورد وتقول هذا كل املك وحينما سألته عن حكايتها قال إنه اجرى لها ولشقيقها عمليتين زراعة كبد ولم يدفعا جنيها واحدا حيث تحملت إدارة جامعة المنصورة تكاليف العمليتين بالكامل لأنهما طلبة بالجامعة
هذه بعض القصص من مئات الحالات التي تعامل معها د عبدالوهاب من منطلق الطبيب الإنسان ملاك الرحمة،
د محمد عبدالوهاب المشرف على فريق زراعة الكبد بجامعة المنصورة رغم أنه على مشارف ال 70 عاما الا انه مازال يعطي ويعمل أكثر من الأطباء الشبان وينتج أبحاثا علمية ويتواجد من الصباح الباكر في المستشفى وفي الإجازات والأعياد الرسمية شارك في إجراء أكثر من 600 عملية زراعة كبد وبسبب ثقة المجتمع فيه استطاع أن يجمع لمستشفيات جامعة المنصورة أكثر من 70 مليون جنية لتجهيز وإنشاء مراكز طبية أصولها الحالية تتجاوز النصف مليار أيضا يتم حاليا انشاء مركز متخصص لزراعة الكبد تبرعا من أحد رجال الأعمال ثقة في د عبدالوهاب وسوف يكون أول مركز متخصص في ذلك على مستوى منطقة الشرق الأوسط وثقة في الدكتور عبدالوهاب أيضا تقدم جمعية ساويرس 100 الف جنية تبرع لكل مريض فقير يزرع كبد بالمنصورة
كما أن حاكم الشارقة تبرع بمليون درهم إماراتي لمركز زراعة الكبد ثقة في د عبدالوهاب
القصص والحكايات كثيرة عن د عبدالوهاب ولا يتسع المقال لذكرها انه حدوته مصرية عاشق لتراب وطنه وكلما فكر في الاستراحة منعه ألم فقراء المرضى الذين يأتون إليه حتى من الدول الشقيقة التي دمرتها ثورات الربيع العربي،
من المؤكد أن هناك كثيرون أمثال د عبدالوهاب ولكن الإعلام يتجاهلهم ولم ولن يعرف طريقهم طالما أنه يلهث وراء التافهين والتافهات،
ما يقرب من نصف قرن والدكتور عبدالوهاب يخدم وطنه ومواطنيه وما كان ينجح وحده ولكن بفضل تعاون زملائه وتلاميذه في فريق زراعة الكبد ومركز الجهاز الهضمي وأيضا دعم عمداء كلية الطب ورؤساء جامعة المنصورة فكل هؤلاء شركاء في النجاح ويستحقون التكريم من الرئيس السيسي لأنهم يقدمون خدمات جليلة للمجتمع وينجزون في صمت بعيدا عن الأضواء وضوضاء العاصمة وبدون تسول أو اعلانات تهين مصر وشعبها،
دعوات فقراء المرضى هي الرصيد الحقيقي للدكتور عبدالوهاب وزملائه وسوف تنير ظلمات قبورهم وتشفع لهم يوم القيامة حيث لا ينفع مال ولا بنون وشاء القدر أن أكتب هذه السطور المتواضعة عن هذه الشخصية العظيمة في هذا اليوم المبارك لتمنحنا طاقة امل وتفاؤل نحن في حاجة إليها خلال الاحتفال بعيد الأضحى المبارك وكل عام ونحن جميعا بخير وأكثر حبا لبلدنا وتحيا مصر