الدور القومي لقطاع البترول في محطات سيمنز
الأحد، 19 أغسطس 2018 10:44 ص
تحدث الكثير عن محطات كهرباء سيمنز العملاقة الثلاثة ( البرلس/ بنى سويف / العاصمة الإدارية)، ولا شك أننا أمام إنجاز غير مسبوق في تاريخ الدولة المصرية في تطوير البنية التحتية للشبكة القومية للكهرباء، نعم إنجاز تاريخي بكل المقاييس، سواء مقياس رفع كفاءة التشغيل لشبكة الكهرباء للعمل في درجات حرارة أعلى من الظروف الطبيعية، أو مقياس الجودة في إنجاز المشروع بنسبة 100%، أو حتى بمقياس الوقت وقصر المدى الزمنى في التنفيذ بالمقارنة بمشروعات مماثلة في العالم.
تحدث الكثير عن محطات كهرباء سيمنز وتدعيم البنية التحتية لشبكة الكهرباء و الدور التاريخي لشركة سيمنز والشركاء المصريين أوراسكوم والسويدي الكتريك.
ولكن لم يتحدث الكثير عن الدور القومي والملهم الذى قام به قطاع البترول المصري، والذى مهما تحدثت عنه، لن أوفيه حقه أبداً، فهو لم يتوان لحظة عن تقديم كل أسباب الدعم للدولة المصرية، فرجاله الشرفاء الأشداء لم يدخروا جهدًا في العمل على توفير مصدر الطاقة اللازم لتشغيل المحطات العملاقة الثلاث.
فلم يتحدث الكثير عن الدور الحيوي الهام الذى أضافته شركات البترول المصرية الوطنية في هذا الحدث الهام، لم يتحدث الكثير عن إنجاز وتنفيذ وتشغيل أكثر من 8 خطوط غاز و ٣ محطات تخفيض وقياس لإمداد محطات الكهرباء الثلاث بالغاز الطبيعي بتكلفة 4 مليار جنيه كما أعلنت وزارة البترول، لم يتحدث الكثير عن شمولية التصميمات الهندسية لمشروعات الخطوط ومحطات التخفيض، أو دقة الدراسات الهيدروليكية للشبكة القومية للغاز، لم يتحدث الكثير عن التزام شركات قطاع البترول المصري الرائد بالجدول الزمنى وفقا للمخطط.
فعند قيام شركة سيمنس الألمانية بإنشاء ثلاث محطات توليد كهرباء مركبة عملاقة بالعاصمة الادارية والبرلس وبني سويف بإجمالي قدرة كهربائية 14400 ميجاوات، كان من اللازم توفير مصدر طاقة ثابت لتشغيل تلك المحطات بشكل مستمر وبلا أي انقطاع، وبعد الدراسة والتمحيص تم تحديد كمية الغاز المطلوب توفرها لهذه المهمة، حيث استلزم توفير كمية غاز تقدر ب 777 مليون قدم3/يوم لكل محطة كهرباء على حده.
فبدأت مرحلة تحديد المشروعات المطلوبة لضمان زيادة كفاءة الشبكة القومية للغاز وتدعيم قدرتها على تغذية المحطات المطلوبة بالغاز الطبيعي، فتم إضافة عدد من مشروعات خطوط الغاز الطبيعي ومحطات التخفيض والقياس اللازمة لذلك.
وأذكر لكم هنا أهم شركة ساهمت في هذا الحدث الضخم - بكل تفانٍ وشجاعة والتزام- الشركة المصرية للغازات الطبيعية (جاسكو).
فمنذ اللحظة الأولى التي أسندت لها الخطة العاجلة لتغذية محطات الكهرباء الثلاث بالغاز الطبيعي، أبدًا لم تُضيع الوقت، واستثمرت طاقات وخبرات رجالاتها المتخصصين في تنفيذ خطوط الغاز الثمانية ومحطات التخفيض والقياس الثلاث في الوقت المحدد وبالكفاءة المطلوبة.
جاسكو: وفضلًا لا تنسوا هذا الاسم، هو اسم لشركة وطنية مصرية، فكانت ومازالت تقدم لمصر وشعبها الكثير والكثير، فهي المسئولة عن مسار كل نقطة غاز في الجمهورية سواء استخدم في تشغيل المصانع أو محطات الكهرباء أو استخدم فى إمداد المدن والمنازل والسيارات بالوقود اللازم، وهي صاحبة المسئولية القومية في إدارة وتشغيل وصيانة ودعم ورفع كفاءة وزيادة سعة الشبكة القومية للغازات الطبيعية المنتشرة خطوطها في كل أرجاء المعمورة.
ولو تحدثت عن قطاع البترول المصري بشركاته ورجاله، لن تكفيني السطور، ولن تُسعفني الكلمات، فكما كان لهذا الوطن رجال يحمون أرضه، ويصونون عرضه، رافعين رايته، محافظين على ذرات رماله من كل عدوٍ حاقد غادر، وهم رجال الجيش والشرطة حفظهم الله، فهناك أيضًا جنود ولكن من نوع آخر، جنود خارج دائرة الضوء، يرفعون راية بلادهم بالعمل والبناء، ويسعون لرفعة شأن وطنهم ببذل أقصى جهد مع تجاوز أصعب التحديات.
فبناء الأوطان يحتاج ليد تبنى، ويد تحمي الحدود، يد تُعمر ويد تحمل السلاح.
والآن وبعد طول صبر وانتظار، أستطيع أن أقولها وبكل قوة وعزة واستعلاء، وأعلنها مدوية صريحة كحقيقة بلا أي مغالاة في الوصف أو ادّعاء، أنه ومن اليوم وصاعدا، بات من حقنا أن نحكى ونتفاخر بأن أصبح لدينا شركات بترولية وطنية مصرية خالصة 100%، تُنجز أضخم المشروعات، بنسبة كفاءة تشغيل 100%، في وقت زمني تنافسي محدد، وبدون حدوث أي إصابات في العنصر البشرى أو خسائر في المعدات، كل ذلك دون الاستعانة بخبرات أجنبية.
لم أقل لكم سابقًا أنها شركات وطنية مصرية خالصة.
و والله لو كنت أعلم أسماء من شاركوا في هذا المشروع الضخم من قطاع البترول سواء بالتخطيط أو التصميم أو الإدارة أو الإشراف أو التنفيذ، لذكرتهم اسمًا اسمًا، فأنتم تستحقون التقدير والفخر بما حققتموه، والاعتزاز بما قدمتموه.