هل تتجه الدولة لتبني مشروع "الزراعات الذكية" لتوفير استهلاك المياه؟

تتجه بعض دول العالم لما يعرف بالزراعات الذكية أو الزراعات الدقيقة، والتي تساعد على توفير استهلاك المحاصيل الزراعية للمياه، فيما عرض الدكتور هشام العسكري، الخبير المصري وأستاذ علوم الأرض بالولايات المتحدة الأمريكية، تفاصيل ذلك المشروع على كل من وزير الزراعة ووزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج.

الدكتور هشام العسكري، قال إنه بسبب ما يتعرض له العالم أجمع في الوقت الحالي لتأثير التغيرات المناخية في إحداث الجفاف، كما هو الحال في نهري دجلة والفرات وبعض مناطق جنوب أفريقيا، وكما تشير وكالة ناسا إلى تضاؤل حجم تواجد المياه الجوفية في مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا، يتجه البعض إلى الزراعات الذكية.

وأكد أن المشروع سيمثل نقلة نوعية لمصر في مجال الزراعة لما سيساهم به استخدام نظم علوم الأرض في تحديد احتياجات النبات من مياه أو أسمدة وإمداده بها، وهذا ما حدث في عدد من الدول المحيطة التي استخدمت نظم علوم الأرض في مجال الزراعة الدقيقة، لتحديد التركيبات المحصولية في مراحل النمو المختلفة بما يعظم من إدارة مياه الري وتحديد مخصصات مائية دقيقة تقلل الفاقد في المياه.

الدكتور هشام العسكري

وأشار «العسكري» إلى أن ٨٦٪‏ من موارد مصر المائية تستهلكها الزراعة، وانخفضت هذه النسبة إلى ٧٥٪‏ بسبب الزيادة السكانية، ولفت إلى استخدام نظم الأقمار الصناعية لمحاولة ترشيد استهلاك المياه في المجالات الزراعية، موضحًا أنه عند تطبيق ما يُعرف بـ "الزراعات الدقيقة" أو "الزراعات الذكية" فإن ذلك سيقلل بشكل كبير في الفجوة بين كمية المياه والإنتاجية المطلوبة لسد الاحتياجات.

والتقى وزير الزراعة الدكتور عزالدين أبوستيت بالسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة والدكتور هشام العسكري، مؤكدًا حرص الدولة المصرية في الوقت الحالي على الاستفادة من خبرات العلماء المصريين بالخارج بالقدر الذي يفيد مصر في تنميتها المستدامة.

وأكد وزير الزراعة، على ضرورة نشر التوعية الزراعية بين المزارعين وتعريفهم بالمحاصيل وتوقيتات زراعتها وفق دراسات دقيقة تقضي تمامًا على احتمالية وقوع أية مفاجآت بشأنها الإضرار بالمحاصيل الزراعية، فضلاً عن المساهمة في ارتفاع نسبة الإنتاجية من المحاصيل، وكذلك أهمية إيجاد سبل متعددة تساعد على إيصال هذه التوعية للمزارعين، من بينها طرح تطبيق إلكتروني يتضمن منهجًا علميًا بطريقة بسيطة تساعد المزارع للخروج بأفضل إنتاجية.

وزير الزراعة

وأضاف الوزير أنه سيتم العمل على هذا المشروع من خلال نموذج مصغر يُجرى عليه الاختبارات اللازمة لضمان نجاحه بالقدر المطلوب، وإذا ما تم ذلك سيتم وضع استراتيجية لتعميم هذا النموذج بشكل عام، هذا وتم الاتفاق على عقد اجتماع آخر خلال الفترة القليلة المقبلة للوقوف على موعد البدء في تطبيق هذا النموذج.

من جانبها، أعربت وزيرة الهجرة عن شكرها للدكتور عز الدين أبو ستيت، لتعاونه مع وزارة الهجرة في تنفيذ توصيات مؤتمرات "مصر تستطيع" التي تنظمها الوزارة للاستفادة من عقولنا المهاجرة في الخارج، مشيرة لتضافر الجهود الحكومية في تسهيل المهمة على الخبراء المصريين بالخارج وفتح الأبواب أمامهم لتنفيذ رؤاهم المختلفة في عديد المجالات.