"بدا فيه هزيلا وضائعا".. سجين داعشي يروي كواليس "الرمق الأخير" للبغدادي في سوريا
السبت، 18 أغسطس 2018 03:00 م
يوما بعد يوم تنكشف أسرار وكواليس عن زعيم الدواعش أبو بكر البغدادي، آخرها ما كشفه سجين داعشي في سوريا عن خفايا لقاء سري جمعه مع زعيم التنظيم الإرهابي في مايو 2017.
"بدا هزيلا وضائعا".. هذا مجمل ما حكاه السجين الداعشي عن البغدادي، قبل أن يكشف التوترات الداخلية للتنظيم، وظهور علامات انهيار التنظيم على أرض الواقع.
"كان مريضا متدهور الصحة، لا تختلف حاله كثيرا عن التكوين الداخلي للتنظيم نفسه الذي أصبح عليلا إلى حد التفكك، مصير عائلات المقاتلين كانت مجهولة، الكل يبحث عن مهرب ما قبل الانهيار".. وفقا لما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن السجين الداعشي الذي التقى البغدادي في مكان سري بالمناطق النائية القاحلة شرق سوريا.
الرواية الأخيرة تتحدث عن موت البغدادي سريريا، على خلفية تعرضه مع قادة داعش إلى غارة جوية عراقية في مكان داخل الأراضي السورية كانوا يعقدون فيه اجتماعا لهم في يونيو 2018، وأكدت مصادر عديدة الخبر إلى أن ظهرت على السطح خلافات بين قياديي التنظيم حول وراثة المنصب الذي شغر بمقتل البغدادي وصولاً إلى تحديد محور الصراع الداخلي بقبول أو رفض تولي شخص يدعى أبو عثمان التونسي زعامة التنظيم واعتراض مسؤولي التنظيم العراقيين على التونسي، وفقا للروايات المسربة من التنظيم نفسه في تقارير لمواقع أجنبية.
التحالف الدولي امتنع عن تأكيد أو نفي النبأ مكتفياً بالقول إنه أخذ علما بالتقارير التي تتحدث عن موت البغدادي سريريا، بحسب ما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية. ويقلل هذا الامتناع من صدقية الخبر ويحيطه بظلال من الشكوك حول الهدف من نشره في وسائل الإعلام التي اعتمدت كلها رواية واحدة وزعها مصدر عراقي رسمي.
غياب المصادر الصحافية المستقلة والعزلة الجغرافية لميدان الأحداث، والتكتم الشديد الذي يحيط «داعش» نشاطه به في هذه المرحلة، عوامل تحول دون إجراء تقييم موضوعي أو تقاطع للمعلومات على ما ينبغي لكل صحافي أن يفعل؛ ما يترك الباب مفتوحاً للتكهنات والتأويلات. بيد أن ذلك لا يمنع إضافة عدد من التفاصيل الأساسية للإحاطة بالحدث. ومنها أن الخلفية التي ظهر عليها التنظيم الإرهابي لم تجر مقاربتها سياسياً بالتزامن مع المقاربتين العسكرية والأمنية. يثبت ذلك ما تنقله تقارير صحافية عن استمرار وجود نوع من السطوة للتنظيم في مناطق شمال العراق وفي مخيمات اللاجئين الفارين من الموصل وغيرها من المدن والبلدات التي خضعت ذات يوم لـ«داعش». بكلمات ثانية: اختلال العلاقات السنية - الشيعية العراقية الذي أعقب الغزو الأميركي في 2003، لم يجد حلاً سياسياً له؛ ما يهدد بظهور قوى جديدة تعيد تجربة «داعش» على نحو أو آخر بعد حين. ويبدو أن سلوك بعض مجموعات «الحشد الشعبي» يعمل على صب الزيت على النار، حيث تصر على التعامل مع سكان المناطق التي كانت تحت سيطرة «داعش» كقوات احتلال.