من البنك الدولي إلى حكومات العالم: إذا أردتم الرخاء فاستثمروا فى البشر
السبت، 18 أغسطس 2018 06:00 ص
استثمروا فى البشر، فهذا قادر على أن يسد الفجوة بين البلدان الغنية والبلدان الفقيرة، هذا ما قاله البنك الدولى فى تقريره عن واقع "الاستثمار فى البشر" والتعليم، الذى عرض فيه كيف تعاى دول العالم من أزمة كبيرة فى مسألة الاستثمار فى البشر خاصة الأطفال.
وقال البنك الدولى فى تقريره إن ربع الأطفال دون الخامسة فى العالم يعانون من سوء التغذية، فى حين يفشل 60% من تلاميذ المدارس الابتدائية يفشلون فى الحصول على تعليم أولى، فى حين لا يتلقى 260 مليون طفل حول العالم التعليم على الأطلاق والغالبية العظمى من هؤلاء فى الدول الفقيرة بطبيعة الحال.
المسألة وبحسب البنك الدولى ليست مجرد عملية مبرر اخلاقى فى حق البشر فى الحصول على غذاء وتعليم كافى، لكنه هو الاستثمار الأهم على المدى الطويل لأى بلد يتمنى تحقيق ازدهار شعبه ورفع نوعية حياته مستقبلا، التقرير بدا محبطا من أن الحكومات استثمرت طويلا فى تحقيق النمو الاقتصادى عن طريق التركيز فى بناء الطرق والكبارى والبنية التحتية، لكنها استثمرت بأقل فى مواطنيها، ما جعل العالم يواجه فجوة فى الرأس المال البشرى، وجعلنا أمام العديد من البلدان غير المستعدة للمستقبل.
البنك طالب بلدان العالم بان تستعد الان لإعداد القوى العاملة لمواجهة التحديات الضخمة الناجمة عن التغير التكنولوجى، ودعا دول العالم للتضافر، وإلا فإن اعدادا كبيرة من البشر، بل والبلدان والحكومات ستكون معرضة لخطر الحرمان من الرخاء، وتزايد الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ومواجهة مشكلات فى صحة الأطفال.
وأعلن البنك الدولى عن اطلاق مؤشر جديد فى اكتوبر القادم، هو رأس المال البشرى، الذى سيقيس قدرة الدول على الاستثمار فى البشر، مثل الالتحاق بالتعليم، وبقاء الاطفال على قيد الحياة، معربا عن امله بان يكون هذا المؤشر اداة لدفع الناس والحكومات إلى المطالبة بخدمات أفضل، وزيادة كفاءة الانفاق، محذرا من أن انخفاض الاستثمار فى راس المال البشرى يمثل خطورة شديدة على كافة بلدان العالم، وان المستقبل الذى يحلم به الجميع هو عالم يستطيع فيه كل الاطفال الوصول إلى المدرسة وقد حصلوا على تعليم جيد، وتغذية جيدة، ليكونوا قادرين على دخول سوق العمل متمتعين بالصحة الجيدة والمهارات والقدرة على الانتاج.