بعد توجهه إلى تركيا.. من يدفع بأمير قطر إلى الهاوية ؟.. سياسي سعودي يجيب لـ«صوت الأمة»
الخميس، 16 أغسطس 2018 06:00 م
منذ بداية أزمة قطر مع محيطها العربي ولاسيما الخليجي، وتتجه جميع المؤشرات بحسب الخبرء السياسيين والمتابعين لشؤون الشرق الأوسط إلى أن هناك من يدفع بأمير قطر إلى إتخاذ مواقف متهورة، من المتوقع أن تكلفه وبلاده الكثير.
عدد من المواقف على مدار أشهر الأزمة التي بدأت رسميًا منذ إعلان الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) في 5 يونيو من العام الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة إثر ثبات دعمها وتمويلها للإرهاب في المنطقة؛ عكست تناقض السياسات القطرية، فكثيرًا ما يظهر اتجاهًا من قبل تميم بن حمد آل ثاني، في حين يأتي التصرف الحكومي أو الفعلي مغايرًا له.
ولعل الموقف القطري تجاه تركيا وتوجه «تميم» إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان وإعلان دعم أنقرة بما يُعادل 15 مليار دولار أمريكي، بعد أيام من صمت قطري تجاه الأزمة التركية الأمريكية، وما تعانيه تركيا من أزمة اقتصادية بسبب إنهيار سعر الليرة أمام الدولار الأمريكي؛ لدليل على ما سبق ذكره، وخاصة أن صمت أمير قطر تزامن معه تغريدات رئيس وزراء ووزير خارجية قطر السابق، حمد بن جاسم بن جبر التي نادت بضرورة دعم ومساندة قطر، حتى لو كان الأمر على حساب الأشقاء وعلاقات قطر الاستراتيجية مع واشنطن. هذا إلى جانب نداءات من قبل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية والأذرع الإعلامية التابعة لتنظيم الحمدين، والموجهة من قبل عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، مستشار تميم، عزمي بشارة بضرورة دعم تركيا، وإصدار فتاوى من قبل «شيوخ الفتنة» بأن مساندة أردوغان واجب ديني.
اقرأ أيضًا: «الحرة» الأمريكية تفتح النار على قطر.. وسياسي سعودي: الدوحة ستقع بشر أعمالها (فيديو)
المحلل السياسي السعودي، فهد ديباجي قال «قد لا يعلم البعض أن زيارة تميم إلى تركيا لم تأتي إلا بعد هجمة إعلامية تركية من وسائل موالية للحكومة، تبعتها هرولة قطرية بزيارة لأنقرة، تلك الزيارة التي اعتبرها مراقبون استجداءًا قطريًا للجانب التركي، حيث جاءت بعد يوم واحد من هجوم الإعلام الموالي لأردوغان على الدوحة، بسبب التخلي عن أنقرة في أزمتها الحالية مع واشنطن، مذكرة إياها بما قدمته أنقرة للدوحة من أفضال خلال المقاطعة العربية».
وأضاف أن «البعض لم يلاحظ أن الزيارة حضرت مباشرة بعد تغريدات نشرها حمد بن جاسم بن جبر ذكر فيها أهمية الدعم والوقوف مع تركيا في أزمتها وضرورة مساندة أردوغان، الأمر الذي تسبب في إحراج لتميم ووضعه تحت ضغط شديد للقيام بزيارة أردوغان، وتقديم مساعدة جاءت في شكل دعم غير مباشر من خلال استثمارات بمقدار 15 مليار دولار».
اقرأ أيضًا: حمد بن جاسم يدعم الاقتصاد التركي ويواصل تحدي العرب.. وخليجيون: «وفر نصايحك»
وتابع «ديباجي»: «يبدو لي أن هذه التغريدات جعلت من تميم وكأنه ينفذ أوامر حمد بن جاسم تجاه تركيا على حساب الشعب القطري المغلوب على أمره بالإضافة للضغط التركي من الإعلام التركي، ول يُمكن أن نتناسى مواقف الإخوان الواضحة عبر وسائل الإعلام التباعة لهم والسوشيال ميديا، وفتاوي وتغريدات يوسف القرضاوي.. أنا أرى أن جميع ما سبق ذكره وضع تميم تحت ضغط مباشر حتى يُقدم على تلك الخطوة».
كان أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني توجه الأربعاء إلى تركيا في زيارة عمل، دعمًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبلاده في أزمتها الاقتصادية، معلنًا استثمارات قطرية بقيمة 15 مليار دولار في تركيا، متحديًا بذلك؛ الموقف الأمريكي الذي يُلوح بمزيد من التصعيد تجاه أنقرة إثر قضية اعتقالها القس الأمريكي، آندرو برونسون.