300 راهب في أمريكا وغيرهم في إسبانيا وفرنسا.. التحرش والجنس يهددان الكنائس
الجمعة، 17 أغسطس 2018 03:00 م
في مطلع العام الجاري خرج البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، معتذرا عن عدد من وقائع التحرش الجنسي من جانب رهبان وكهنة بالكنيسة بالأطفال، وبعد شهور من اعتذار البابا يتكرر الأمر في أنحاء أخرى.
على مدى سنوات طويلة مضت أثارت الصحافة الأوروبية والأمريكية مسألة التحرش الجنسي في أوساط الرهبان والكهنة أكثر من مرة، وأدى الأمر إلى الإطاحة بمسؤولين في كنائس عديدة، ومؤخرا شهدت الولايات المتحدة أزمة كبيرة بتورط 300 راهب في وقائع تحرش بالأطفال في ولاية بنسلفانيا، وهو الأمر الذي تكرر في أنحاء أخرى باتهام رهبان وكهنة بالتحرش أو التستر على عمليات اغتصاب في استراليا وفرنسا.
وكانت الكنائس الكاثوليكية الغربية شهدت الكثير من الاتهامات والفضائح الجنسية واعتداءات على أطفال قصر، وهو ما أدى في أحدى الوقائع إلى دفع الكنائس في الولايات المتحدة أكثر من 2 مليار دولار على سبيل تعويض مادى للضحايا، وفي قضية ولاية بنسلفانيا كشفت التحقيات عن فضيحة تورط فيها رجال دين كاثوليك بحماية أكثر من 300 من الرهبان المعتدين.
لجنة محلفين كبرى أصدرت تقريرًا أمس الأربعاء، يفيد بأن قادة الكنيسة كانوا يهتمون بحماية سمعتها، حيث لم يراعوا حقوق الضحايا التي وصل عددهم أكثر من ألف طفل، تم التحقق منهم من خلال سجلات الكنيسة، متهمًا التقرير قادة الكنيسة بعدم تشجيع الضحايا، فى ست أبرشيات رومانية كاثوليكية فى أنحاء الولاية، على الإبلاغ عن الانتهاكات التى امتدت لأكثر من 60 عاما.
ولم تكن هذه الحادثة الأولي التي يتورط فيها قادة الكنيسة في فضائح كنسية، ولكن في قضية بنسلفانيا قبل البابا فرنسيس قبل أيام استقالة ثيودور مكاريك كبير الأساقفة السابق فى العاصمة الأمريكية واشنطن وأحد أبرز شخصيات الكنيسة الكاثوليكية وذلك بعد مزاعم انتهاكات جنسية بحق قصر وشبان، كما اصدرت محكمة أسترالية حكما الثلاثاء الماضي بالسجن لمدة عام على الأسقف الأسترالى السابق فيليب ويلسون بتهمة التستر على الاعتداءات الجنسية على الأطفال.
وأقرت محكمة نيوكاسل فى الساحل الشرقى لأستراليا العقوبة التي بدأت من غدّا، ولكن من الممكن أن يطلب ويلسون إفراجا غير مشروطا فى فبراير المقبل، حيث أكد أنه يخطط للاستئناف ضد حكم إدانته، بقضية تستره على زميله جيمس فليتشر فى سبعينيات القرن الماضى.
والعام الماضى كشفت فضيحة فى أوروبا تتعلق ب 547 على الأقل من أطفال جوقة راتيسبون الكاثوليكية الذين كانوا ضحايا تجاوزات، ومنها عمليات اغتصاب بين 1945 وبداية التسعينيات، وسلط الإعلام الضوء على القضية بصورة واسعة ووضع في الصورة شقيق البابا السابق بنديكتوس السادس عشر والكاردينال جيرهارد لودفيج مولر رئيس مجمع العقيدة والإيمان.
وفى عام 2014 رصدت بعض المنظمات الحقوقية أرقام التي تتعلق بهذا الملف، حيث كان هناك نحو 8 آلاف قس من مجموع 414 ألف فى أنحاء العالم يتحرشون بالأطفال.
وبالرجوع إلى قضية ويلسون ففي مايو الماضي أدين صاحب الـ 67 عاما والذى ولد فى أديليد، بعدم البوح للشرطة بانتهاك ارتكبه قس آخر هو جيمس فليتشر وذلك بعد أن أبلغه اثنان من الضحايا بالأمر فى 1976، أحدهما صبى مذبح وكشف له عن الأمر فى حجرة الاعتراف بالكنيسة، وفى نهاية شهر يوليو أعلن الفاتيكان استقالة رئيس الأساقفة الأسترالى فيليب ويلسون، وهو أبرز رجل دين كاثوليكى فى العالم يدان بالتستر على الاستغلال الجنسى للأطفال فى الكنيسة الكاثوليكية.