"الكلام طوبة والفعل أمشير".. نواب ينتقدون زيادة أسعار الأضاحي: لمن استطاع إليها سبيلا
الجمعة، 17 أغسطس 2018 11:00 ص
الارتفاع الجنوني لأسعار لحوم الأضاحى، قبل أيام من عيد الأضحى شهد مستويات لم تعهدها مصر من قبل رغم عدم زيادة في أسعار الأعلاف أو الضرائب أو العوامل المؤثرة بشكل عام على قطاع تربية المواشي خاصة الأدوية البيطرية التى تتحكم بشكل رئيسي في الأسعار مع انتشار الأوبئة، لكن لا مكان للأوبئة أو زيادة العلف إلا أن أسعار المواشي الحية "قائم" أو المذبوحة بل وأيضًا المستورد "المجمدة" زادت جميعًا بسبب الموسم، وهو الأمر الذى يحتاج لتفسير من جانب نواب الشعب تحت قبة البرلمان.
ورصد تقرير لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، اليوم الخميس، عن أسعار اللحوم داخل الأسواق المحلية، تسجيل المنيا، أعلى المحافظات من حيث سعر اللحم البتلو، إذ تراوح سعر الكيلو ما بين 120 و170 جنيهًا، ووصل سعر كيلو لحم الضأن ما بين 120 و200 جنيه، وبلغ سعر كيلو الكندوز ما بين 100 إلى 180 جنيهًا، بينما تراوحت أسعار اللحوم البتلو بعظم في محافظة الجيزة ما بين 130 و140 جنيهًا، وسجل كيلو لحم الضأن بالعظم ما بين 120 و200 جنيه، لتكون محافظة الإسكندرية الأعلى سعرًا، وبلغ سعر كيلو اللحم كندوز صغير فى الإسكندرية، ما بين 105 و150 جنيهًا، فيما بلغ سعر لحم الكندوز الكبير ما بين 70 و165 جنيهًا، لتصبح محافظة بورسعيد الأعلى.
قال طارق متولى عضو مجلس النواب عن محافظة السويس، إن التجار يستغلون المواطنون في فرض أسعار جبرية عليهم في ظل عدم تفعيل الأجهزة الرقابية على الأسواق ويقع المستهلك في قبضة المستغلين بينما التصريحات الحكومية مثل المواشي الحية التى تشرب مياه بملح لتكون ثقيلة على الميزان لكنها لا تثمن ولا تغني من جوع، فنجد مسئول يهدد وأخر يحذر بينما الواقع أن "الكلام طوبة والفعل أمشير"، كما يقول المثل الشعبي، دلالة على أن الكلام والأسعار المعلنة من جانب الحكومة شئ في حين أن أسعار السوق تدل على أمور أخرى.
النائب طارق متولى
وأضاف متولى في تصريح لـ"صوت الأمة"، أن الرقابة على الأسواق تحتاج لمراجعة ووضع ضوابط منظمة لها لأن ما يحدث الأن فيها يُعد استهانة بحق المستهلك في الحصول على سلعة بجودة معقولة وسعر مناسب، رافضًا تحميل الحكومة وحدها السبب وراء التلاعب بالأسعار والزيادة غير المبررة في المواسم المختلفة مؤكدًا على أن التاجر فرد من أفراد المجتمع وللأسف هو من يقوم باستغلال جاره فيقوم جاره باستغلاله في مجاله وهكذا نجد البعض يستغل البعض وهى ظاهرة تنمي الجشع وتدمير المجتمع بالتصوير البطيء وهو ما نرفضه ويجب من وقفه لمواجهته تمامًا.
وخلال مؤتمر صحفي اليوم بمقر الوزارة، أكد الدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، على أنه تم طرح 8100 رأس ماشية لتباع لحوم طازجة بسعر 85 جنيها للكيلو جرام، كما أكد على أن سعر كيلو اللحوم الطازجة لم يرتفع منذ العام الماضى إذ ظل السعر بدون زيادة.
وتعهد المصيلحى، بتكثيف الرقابة على الأسواق والمخابز للتأكد من توافر الخبز للمواطنين وكذلك التنسيق مع الطبى البيطرى للرقابة على محلات اللحوم كما سيتم توفير و1225 طن لحوم مجمدة سعر الكيلو 45 جنيها بدلا من 60 جنيها للكيلو، كما تم توفير 1420 طن دواجن مجمدة بسعر 33 جنيها للكيلو، و15500 خراف مذبوحة وطرح كيلو الضأن المبرد بـ 90 جنيها إضافة إلى، 2650 خروف بلدى حى سعر الكيلو قائم 62 جنيها.
من جانبه، انتقد سعد بدير عضو مجلس النواب عن محافظة الجيزة، ترك الجهات الرقابية بالدولة للمواطنين فريسة سهلة للمتحكمين في الأسعار من التجار مؤكدًا أن جهاز حماية المستهلك على سبيل المثال يمكنه أن يلعب دورًا أشد تأثيرًا مما هو عليه الأن بإعلان الأسعار الحقيقة لتكلفة إنتاج كل شئ فالمواشي على سبيل المثال تحتاج لعلف وأدوية ونقل من مكان لأخر فإذا ما تم إعلان تكلفة هذه التفاصيل وبالتالى تكلفة السلعة نفسها سواء حية أو مذبوحة فسوف يمنح ذلك المواطن وعيًا بهامش الربح الذى يحققه كل طرف في العملية الانتاجية.
النائب سعد بدير
وأضاف بدير في تصريح لـ"صوت الأمة"، أن هامش ربح التاجر في قطاع التجزئة هو الذى يؤثر بشكل كبير ونجد ذلك في سلع كثيرة يتم تسعيرها مثل السجائر فنجد أن تسعيرتها جبرية لكنها تباع بأسعار متباينة من كشك سجائر لأخر وفي السوبر ماركت بسعر ثالث، فما بالنا بسلعة أساسية مثل اللحوم التى تمثل مكونًا ثقافيًا غذائيًا مهمًا في حياة المصريين، لذلك يجب الوقوف بحزم للتصدي لاستغلال البعض للمواطنين، وعبر عن استياءه بأن أسعار اللحوم أصبحت للفقراء مثل "حج البيت الحرام في مكة لمن استطاع إليها سبيلًا".