وزارة الأوقاف تهاجم شيخا بالأزهر وترفض رأيه.. هل صكوك الأضاحي بدعة يا رجال الدين؟
الجمعة، 17 أغسطس 2018 08:00 ص
في الأعياد والمناسبات الدينية يبحث كل الناس عن الوسائل المتاحة للتكافل ومساعدة الآخرين. في هذا الأمر يرى كثيرون أن ابتكار وسائل لمساعدة الناس أمر جيد، لكن شيوخا ورجال دين يتعاملون مع الأمر بمنطق البدعة.
أحدث الخلافات حول هذا الأمر جاءت بسبب عيد الأضحى وتوزيع اللحوم والأضاحي على المحتاجين، ففي السنوات الماضية جرى ابتكار وسيلة للتكافل وإيصال المساعدة للمحتاجين عبر صكوك يتشارك فيها المتبرعون، وتتولى جهات أهلية خيرية عملية شراء الأضاحي وذبحها وتوزيعها. كثيرون من رجال الدين البارزين امتدحوا الأمر وشاركوا في الترويج له، لكن آخرين يرونه بدعة للأسف.
ظلت فتاوى قبول صك الأضحية من باب توكيل مؤسسة متخصصة للذبح الحلال عن المضحى مترسخة عند كثير من الناس على اعتبار أن الأضحية أو الهدى عن الحجاج توزع على المستحق، ولكن بالتزامن مع ذلك خرجت الكثير من الأصوات التي تطالب بالتخلى عن التعامل بصك الأضحية كونه بدعة.
وكان من أبرز هذه الأصوات العالية التي تطالب بالتخلي عن صك الأضحية الشيخ محمد عباد الأزهر، والذي اتخذ صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي منبرًا لوقف ما وصفه ببدعة صك الأضحية، مؤكدًا أن هذا الأمر ليس له علاقة بتجديد الخطاب الديني لاسيما وأن الأخير يتعلق بالتمسك أكثر بشعائر الدين وكل السنن، وأن التنازل عن أي شئ عن الدين مهمًا كان صغير سيكون عند الله كبير.
وحرم الشيخ محمد عياد التعامل مع صكوك الأضحية، مؤكدا أنها حرام شرعا بالأدلة والاسباب والتي نشرها على صحفته الشخصية، وأولها أن الصكوك لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا ان شرط قبول الأعمال الإتباع وهذا غير موجود فى الصكوك، كما أن العبادات توقيفية وغير خاضعة للتغير، مؤكدًا أن هناك سببًا آخر أن هذه الصكوك تعتبر عبادة جديدة، فلا يمكن الابتداع بسبب عدم وجود مكان تدبح فيه..قائلًا على صفحته: «نوفر مكان للذبح أو عربيات الزبالة تنزل ترفع المخلفات مش نبتكر ولو كان ينفع فالأولى بقى نبنى الكعبة فى أكتوبر مثلا ونبقى شغلنا الأيدى العاملة ووفرنا على الحجاج وكمان أنقذنا ناس كثير من الموت بسبب شدة الزحام».
وأكد أن هناك أسباب آخري وهى أن الجمعيات الخيرية -إلا ما رحم ربى- نصابين ولا فيه حاجه بتوصل للمستحقين وحتى اللى بيوصل ليه أضرار مثل «لو الجمعية تابعة لحزب يبقى لازم تدى صوتك للحزب دا وإياك تخالف فكره أو رأيه»، مؤكدًا أن أكتر ناس مستفيدة العاملين عليها وأقاربهم.
وبناء على منشوره قال الشيخ محمد عياد،أن هذا رأي الشخصى بناء على تجربة فقد لا تصل اللحوم لبعض الفقراء الذين لا يعلم بحالهم أحد إلا الله، مؤكدًا عدم تشكيكه في نوايا أحد مشيرًا إلى أراء وزارة الأوقاف ودار الإفتاء اللذان يوفقان على طرح الصكوك.
في المقابل رفض علماء الدين تحريم الشيخ عياد للصكوك، حيث قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن صك الأضحية بدعة حسنة لسهولة العملية، وتمكين المستطيع الذى يرغب فى التضحية ولا يستطيع القيام بالعملية من التضحية وكذلك فى ظل زحام الحج، مضيفًا أنه إذا وجدت مؤسسة أمينة مثل الأوقاف فإن الصك جائز، كما يوجد مصارف أمينة فى الحج تقوم بنفس العملية، والوسيط يقوم عنك بذبح الأضحية وإطعام الفقير.
الشيخ جابر طايع، المتحدث الرسمى باسم وزارة الأوقاف، ورئيس القطاع الدينى، أكد أن الذبح والأضحية عبر صك متوافق عليه في أغلب الدول الإسلامية حيث تساعد عليه مصر والسعودية ولم يعد أمرًا محل خلاف بل تقرره المؤسسات الدينية، مؤكدًا أن الحج الذي يؤدي الفريضة هل سيكون لديه متسع وقت للذبح والتوزيع، مؤكدًا أن فى مصر ايضًا الامر ليس عليه خلاف والمتستغرب مثل هذه الدعوات تعودب بالزمن إلى الوراء ولا تبحث عن التطور، مؤكدًا أن الأوقاف المصرية تتبع المتفق عليه على الفكر الوسطى والذى يوافق فكر وفتوى الأزهر وفتوى دار الإفتاء.