مصل الارهاب والاقتصاد

الخميس، 16 أغسطس 2018 12:04 م
مصل الارهاب والاقتصاد
د. ماريان جرجس

" ودا هيعود عليا بايه ؟" ...تكاثر ذلك السؤال تكاثر النيران فى الهشيم على ألسنة الكثير ، أصبح كالعدوى ، يرددها الجميع دون قسط ضئيل من التفكير ! عندما يرى افتتاح مشروع جديد أو حتى يسمع بقرار دولى أو موقف سياسي.


على قدر ما يحمل ذلك السؤال من الاستنكار وبعض الشئ من الامبالاه والسخرية ،قدر ما يحمل الكثير من الاجابات .


ان المواطن الذى يستنكر بهذا السؤال ما يراه  هو الشخص الذى يريد أن يري شيئًا ملموسًا  يعود بالنفع المباشر عليه  وهو نفس الشخص الذى مهما حاولت اقناعه بأن فى ذلك اعادة هيكلة للاقتصاد والوضع الدولى وثمار للأجيال القادمة وسنجنى ثماره قريبًا سيغلق أذانه وسيعتبر كلماتك "اسطوانة مشروخة" ؛ كما يطلقون عليها .


وبغض النظر عن الثمار التى نتكلم عنها جميعًا فى الاعلام والصحافة وعن حظ أجيالنا القادمة الأوفر مننا ، فلتلك المشروعات التى تٌقتتح اليوم أثارًا كثيرة ،  مباشر بشكل طردى مع حياة المواطن ومصلحته الشخصية  وأشياء ملموسة  حقيقية  منها :-


ارتفاع أسهم البورصة اثر افتتاح المشاريع الكبرى والمحطات الكهربائية والخ من الافتتاحات العملاقة مما يعود بالنفع على رجال الأعمال والمشتغلين بالبورصة المصرية والشركات الكبرى والعاملين بها ، فلكل من يراقب البورصات العالمية ويرى خسارة رجال الأعمال وأصحاب الأسهم بعد مواقف سياسية معينة واستقرار غير سياسى فى بلدان بعينها  مثل تركيا  فعلى سبيل المثال ، بعد القرارات الأوحادية التى أتخذها أردوغان  ومنع الواردات الأمريكية وحظر الصادرات التركية تأثر كل رجال الأعمال وحتى التجار الصغار، اذًا فافتتاح تلك المشاريع لا يثقل ميزانية كل بيت مصرى على العكس فهو ضمان لهم باستقراروعدم غلق الحكومة ولا الاقتصاد ولا البورصة  ويضمن الأمان والاستدامة الاقتصادية.

منها أيضًا:- وهى المشكلة التى واجهها كل من حاول السفر للخارج وخاصة للعالم الغربى ومشاكل التأشيرة  التى نواجهها عندما  يحاول أحدنا السفر لأول مرة ليواجه مخاوف الخارجية لكل دولة غربية ، تتوقع وترى فى كل مواطن عربى اما مهاجر غير شرعى أو ارهابى حتى أن يثبت العكس ولكن عندما ترى تلك الدول مواطنًا مصريًا ينعم بالف فرصة عمل فى بلده وعلى أعتاب اقتصاد من أقوى الأنظمة فى العالم سيؤثر ايجابًا ذلك على قيمة الجواز السفر المصرى الذى سيلقى احترامًا أكثر .ولا يمكن أن ننسى أن تلك المشاريع الكبيرة التى نتهمها أنها تقام على أنقاض الرخاء الشخصى للفرد أنها هى التى ستسوعب الكثير من العمالة الزائدة فى الجهاز الادارى وتقلل البطالة وتكون كمصل وقائى من الاف الأمصال ضد الارهاب ، ولا شك أنها تضمن استمرارية الخدمة الجيدة التى يستحقها المواطن مثل محطات الكهرباء العملاقة والقناطر فى الصعيد وغيرها الكثير.


من الممكن أن يكون دخل الفرد فى مجتمعنا أرقامًا وهمية ولكن مقابلها لا يوحد كهرباء ولا ماء نظيف وتتفحل البطالة والارهاب وانعدام احترام الغرب للمواطن المصرى فى الخارج وغياب السلع الأساسية عن الأسواق ؛ وقتها سنعرف اجابة السؤال " هيعود عليا باية" !

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق