كيف تحول الركام إلى ذهب؟.. «أحمد» أحد اللاجئين الذين صنعوا «اقتصاد خاص»؟

الجمعة، 17 أغسطس 2018 02:00 ص
كيف تحول الركام إلى ذهب؟.. «أحمد» أحد اللاجئين الذين صنعوا «اقتصاد خاص»؟
ركام- أرشيفية
رانيا فزاع

لا يتوقف تأثير اللاجئين على البلاد التي يذهبون لها على المستوى الثقافي فقط، والخاص باندماجهم في المجتمع، ولكن الأمر يمتد لتأثير اقتصادي عن طريق تكوين شبكة اقتصادية لإرسال وتحويل الأموال .
 
ومن هذا المنطلق نجح أحد اللاجئين في تأسيس شركة هدفها إرسال الأموال للوطن، الشركة التي أسمها (WorldRemit)، لديها (600) موظف، وتتعامل مع (1.1) مليون دفعة في الشهر. وتهدف إلى مساعدة (10) ملايين شخص بشكل منتظم بحلول عام (2020).
 
يمكن إرجاع جذور الشركة إلى عام (1988)، عندما اندلعت الحرب في الصومال وتم تهريب أحمد إلى خارج البلاد في شاحنة نفايات. بعد تعرض موطنه في هرجيسا لأضرار بالغة في القتال.
 
وقال أحمد بحسب تصريحات لموقع (cnn money) الرجل الذي ساعدني اخذ مخاطرة كبيرة، كنت أعمل كعامل يساعده بينما كان يخفي جواز سفري في الشاحنة. «لم يكن لدي اتصال مع عائلتي، اعتقدوا أنني قتلت».
 
استغرق الأمر أكثر من شهر للوصول إلى وجهته النهائية في المملكة المتحدة. وبمجرد الوصول إلى هناك، حصل على وظائف لدعم أفراد الأسرة الذين فروا إلى مخيم للاجئين في إثيوبيا.

أهمية إرسال الأموال إلى الوطن
كان إرسال الأموال إلى الوطن هو طبيعة ثانية. تذكر أحمد مدى أهمية التحويلات المالية لعائلته في شبابه، عندما يرسل الأقارب العاملون في الشرق الأوسط أرباحهم إلى هرجيسا.
 
«لقد كان مثل الاندفاع الذهب بالنسبة لنا» يتذكر، متابعا: «سواء كنت كاتبا، أو عامل بناء، إذا كنت قد عبرت البحر الأحمر، فبإمكانك كسب الكثير من المال».
كانت المعاملات مكلفة، واستغرقت شهورا لاستكمالها، لكن عائلة أحمد اعتمدت عليها لثلث دخلها. كان تأثير النقد الأجنبي واضحا في هرجيسا، حيث استخدمه الناس لشراء العقارات وبدء الأعمال التجارية.
 
وقال: «التحويلات المالية حوّلت مسقط رأسنا عندما كبرت.. بعد الحرب ساعدت التحويلات المالية من اللاجئين في إعادة بناء الاقتصاد».

رؤية المشكلة عن قرب
اكتشف أحمد مدى إحباط عملية التحويلات خلال سنوات دراسته في المملكة المتحدة، عندما حاول إرسال أموال إلى المنازل حصل عليها من قطف الفراولة خلال فصل الصيف.
 
استغرق أقرب مكان يمكنه إجراء معاملة ساعتين ونصف للوصول إلى القطار. وتابع: «كانت تكلفة الوصول إلى هناك باهظة للغاية بالنسبة ليٌ... هذا عندما اعتقدت أنه يجب أن تكون هناك طريقة أفضل للقيام بذلك».
 
درس أحمد التحويلات قبل الذهاب للعمل لدى البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أثناء العمل في الأمم المتحدة، قام أحمد بتفجير الصافرة حول الفساد المزعوم وعانى ما اعترفت به المنظمة لاحقاً بأنه «رد انتقامي».
 
وتلقي (200000) دولار من الأمم المتحدة في عام (2010) كتعويض عن المعاملة غير العادلة، استخدمها أحمد لتأسيس الشركة في نفس العام. ومنذ ذلك الحين، حصلت (WorldRemit) على تمويل بقيمة (220) مليون دولار من مستثمرين من بينهم (Accel Partners)، و(TriplePoint Venture Growth)، و(Silicon Valley Bank).
 
وقال أحمد إن تجربته كلاجئ ساعدته على فهم ما يحتاجه العملاء، وكيفية بناء شركة تقدم. واحدة من أهم أولوياته هي القوى العاملة المتنوعة، وأضاف: «الكثير من المهاجرين متشابهون.. لقد مر الكثير من عملائنا بنفس التحديات».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق