قطر تتحدى ترامب لصالح أردوغان.. ضخت 15 مليار دولار بالخزانة التركية وتعرض نفسها للعقوبات
الأربعاء، 15 أغسطس 2018 06:24 م
فى تحد مباشر من قطر للولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت تركيا أنها تلقت مبلغ 15 مليار دولار كاستثمار مباشر من قطر، فى محاولة لفك أزمة انهيار الليرة التركية وهو ما يضع قطر فى مواجهة مباشرة مع الإدارة الأمريكية الغاضبة وبشدة من استمرار اعتقال القس الأمريكى أندرو برانسون، والذى تحتجزه تركيا منذ عام 2016 بتهمة التعاون مع أعضاء حركة "الخدمة" الدينية التى يرأسها الداعية فتح الله غولن.
واعتبرت الإدارة الأمريكية قضية القس الأمريكى مسألة هامة للغاية بالنسبة لها، فقد كتب على موقع تويتر "من العار تماما ألا تفرج تركيا عن قس أمريكى محترم وهو أندرو برانسون، لقد تم اعتقاله فترة طويلة وعلى أردوغان أن يفعل شيئا لتحرير هذا الزوج والأب المسيحى الرائع".
وفى يونيو الماضى وجهت الولايات المتحدة الأمريكية تحذيرا شديد اللهجة على لسان ترامب ونائبه مايك بينس بأن تركيا إذا لم تفرج عن القس الأمريكى فعليها توقع عقوبات كبيرة، وهو ما حدث فعلا إذ فرضت تركيا عقوبات على وزير الداخلية سليمان سويلوو ووزير العدل عبد الحميد غل لدورهما فى اعتقال واحتجاز، وتوعدا بمزيد من العقوبات وإلغاء الإعفاءات على واردات المعادن من تركيا، وهو ما دفع الليرة التركية للإنهيار وبشدة.
وبتدخل قطر فى المسألة بضخها هذا المبلغ الضخم، والحديث الإعلامى من بعض المحللين أن هذا الضخ ليس سوى مجرد فاتح شهية، فإن قطر وضعت نفسها أمام الأسد الأمريكى الذى يشعر بالخديعة، فوفقا لتسريبات إعلامية سابقة فإن صفقة ثلاثية تمت للإفراج عن القس الأمريكى تضمنت كل من تركيا وإسرائيل وأمريكا، وتقضى بأن تفرج اسرائيل عن المواطنة التركية إبرو أوزكان المتهمة بالتواصل مع حماس، فى مقابل أن تفرج تركيا عن القس الأمريكى، وبالفعل قامت اسرائيل بالجزء الخاص بها من الصفقة لكن تركيا بدلا من الإفراج عن القس الأمريكى وضعته قيد الإقامة الجبرية فى انتظار محاكمته.
وإذا صدق ما تردده وسائل الإعلام "القطرية" و"التركية" من أن الإعلان عن ضخ هذا المبلغ اليوم، قد يخفف من حدة أزمة الليرة، فإن قطر بهذا تضع نفسها فى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لصالح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وهى المواجهة التى من المؤكد أن تخرج منها قطر خاسرة، خاصة فى ظل وضعها الحرج بسبب مقاطعة الدول العربية لها، وهو ما قد يسبب ضغطا وعبئا داخليا على المواطن القطرى الذى يواجه مشكلات يومية بسبب المقاطعة العربية.
ويتخذ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مسألة القس الأمريكى كقضية حيوية يوليها أهمية كبرى، ومن المتوقع أن يواصل المزيد من الضغوط وفرض العقوبات على تركيا لحين الإفراج عنه، خاصة فى ظل انغلاق أفق الحل السياسى فى القضية، وهو ما قد يطرح أن تنال قطر جانبا هى الأخرى من العقوبات كى لا تكون مجرد بوابة خلفية للهروب التركى من العقوبات الأمريكية، والمماطلة فى الإفراج عن القس المحتجز.