دعم الحوثي لأردوغان في أزمة الليرة.. السلطان المفلس خنجر في ظهر الخليج
الثلاثاء، 14 أغسطس 2018 01:00 م
فضح دعم الحوثيين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أزمته الاقتصادية الأخيرة علاقة النظام التركي مع الميلشيات الإرهابية في اليمن، كاشفًا عن الموقف التركي الحقيقي من ما يحدث في اليمن والمصالح المترابطة بين إخوان تركيا و المليشيات الحوثية على واقع التفاهم بين الحلفاء بعواصم طهران أنقرة الدوحة لضرب مصالح المنطقة العربية والخليج وخاصة المملكة العربية السعودية.
وظهر الدعم الحوثي لأردوغان في أزمة تهاوي قيمة الليرة التركية مقابل الدولار والعملات الأجنبية جليًا عندما وجه القيادي البارز في جماعة الحوثي المتمردة محمد علي الحوثي نصائحه، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخصوص كيفية التعامل مع انهيار الليرة التركية، في إشارة حوثية مدافعة عن تركيا وملمحة إلى أنهم مصير واحد مع إيران وقطر.
تغريدة القيادي محمد على الحوثي عبر "تويتر" والتي وجه فيها نصيحة للنظام التركي قائلًا : «قلناها قبل، والآن للرئيس التركي، ما يحدث لليرة فعل أمريكي باشتراك الوكلاء لها بالمنطقة»، هي رسالة دعم مبطنة لأردوغان مفادها أن الحوثيين (التابعون لإيران في اليمن) معك في الأزمة الاقتصادية على واقع العلاقات الحميمية بين إيران وتركيا في الآونة الأخيرة.
اقرأ أيضًا: بعد انهيار الليرة... أزمة تواجه أردوغان بسبب أسعار اللحوم البيضاء في تركيا
القيادي الحوثي الذي يلقبه المليلشيات برئيس الهيئة العليا للجماعة أكمل نصائحه لأردوغان ووجه بعزل أردوغان صهره بيرات البيرق ، والتقليل من التصريحات وتنفيذها بالميدان، وإزالة القيود بالمناقشة مع القطاع الخاص لبناء الثقة وإيقاف الاستيراد عبر الدول الضالعة بالحرب الاقتصادية.
وجاءت تصريحات الحوثي بعدما فقدت الليرة التركية أكثر من 40 % من قيمتها مقابل الدولار هذا العام، وهبطت إلى مستوى قياسي جديد الجمعة الماضية، حيث انخفضت بنحو 18 % في أكبر خسارة يومية لها منذ 2001، ليجري تداول العملة بأكثر من 7 ليرات للدولار و8 ليرات لليورو حتى أمس.
ولا تنفصل هذه التصريحات بشكل أو بأخر عن المعركة الدائرة في اليمن، التي يتمثل فيها الميلشيات الحوثية التابعة لطهران أحد أضلاعها الساعية للفوضى بالانقلاب على الشرعية واستمرار انتهاكاتها ضد دول الجوار، فيما يحقق فيها الجيش اليمني تحت دعم التحالف العربي الداعم للشرعية باليمن الذي يقوده المملكة العربية السعودية انتصارات عدة لعودة الحياة إلى طبيعتها، وإعادة الاستقرار للبلاد، إذ توضح تغريدات الحوثي المدعمة لتركيا موقف أنقرة من المعركة الدائرة بوقوفها على طول الخط بجانب حلفاء إيران، ليكون ضمن المواقف التركية المتعددة المثيرة للجدل في المنطقة.
ولم تكن هذه التصريحات الحوثية هي المؤشر الوحيد على الموقف الحقيقي لتركيا من ما يحدث في اليمن، فكان أبرز ما يشير إلى دعم أنقرة للحوثين ضد دول الخليج، هو التظاهرة الواسعة التي نظمت في تركيا يوليو الماضي مؤيدة للحوثيين ومعادية للسعودية، حيث رأي كثيرون في هذه الظاهرة بأنها جاءت بموافقة السلطات التركية لإعلان صراحة تأييدها لتحركات المليشيات باليمن.
التظاهرة التي كانت أول تحرك من نوعه على الأراضي التركية بخصوص اليمن جاءت في ظل دفاع أنقرة بإعلامها الرسمي عن الحوثي وحقه في ممارسة سلطاته معززة بذلك حملات الأذرع الإعلامية المناهضة للسعودية وحلفائها في المنطقة، إذا أكد نشطاء سعوديون وخاصة حساب «وطني السعودي» على تويتر أن تركيا تشن حربًا كيدية ضد السعودية بحشد مظاهرات مدعمة من قبل قطر وإيران.
ولم تكن التصريحات الحوثية عن الليرة التركية رسالة بالدفاع عن نظام أردوغان فقط، بل هي رسالة محتواها الانفتاح على كافة صفوف جماعة الإخوان، بما فيهم إخوان اليمن الذين يتمثلون في حزب الإصلاح اليمني، حيث أكدت مواقع يمنية أن المليشيات اليمنية تغازل الإخوان علنا بالدفاع عن أردوغان في أزمته على خلفية أن الأخير يعد الزعيم الروحي للجماعة المتشددة في العالم .