«ضربت الودع ملقيتش صاحب جدع».. هل تستمر قطر في دعم تركيا؟ (فيديو)
الثلاثاء، 14 أغسطس 2018 05:00 م
يبدو أن العلاقات القائمة على المصالح لا يمكنها الإستمرار طويلًا، فمن المؤكد أنها ستصطدم يومًا ما بعضها البعض، ما يدفع أحد الأطراف في التراجع، أو إتخاذ المواقف المتضاربة.
تساؤلات عدة من قبل الخبراء والمتابعين لشؤون الشرق الأوسط، حول أسباب تأخر الموقف القطري تجاه حليفتها تركيا في أزمتها الإقتصادية وخلافها مع الولايات المتحدة الأمريكية بسبب احتجاز أنقرة للقس الأمريكي، أندرو برونسون، ما دفع أمريكا إلى إتخاذ إجراءات ضد النظام التركي.
وكعادة تنظيم الحمدين - حكومة قطر - لم يجد سوى أذرعه الإعلامية ليلجأ لها مجددًا لتحسين صورته أمام الحلفاء والرأي العام العالمي، الذي اعتاد على اقتران اسمه بالغدر والخيانة؛ وأخذت تلك الأذرع في الترويج إلى تأييد تركيا ورئيسها في أزمته، مع شعارات زائفة حول الموقف الأمريكي منها. هذا إلى جانب الترويج لإتصال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني مساء الأثنين، وكأنه حدث جللّ دون الإشارة إلى توضيح ماهية الإتصال وما دار خلاله، حيث اكتفت وكالة الأنباء التركية، الأناضول بذكر خبر الإتصال وما حمله من تأكيد على تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات، ذلك الأمر الذي يُعد تقليديًا ومتسقًا مع ما بين الجانبين من اتفاقات موقعة على مدار الأشهر الماضية ويجب الإلتزام بها.
وجاءت تغريدات رئيس وزراء وزير الخارجية القطري السابق، حمد بن جاسم بن جبر الداعمة لتركيا، الأثنين، ربما لتعكس أن هناك خلافًا في أروقة النظام القطري، بين الحمدين (حمد بن جاسم وحمد بن خليفة) و«تميم» في آلية القرار الواجب إتخاذه تجاه تركيا حاليًا وفي ظل ما تعانيه قطر من أزمات سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي.
اقرأ أيضًا: حمد بن جاسم يدعم الاقتصاد التركي ويواصل تحدي العرب.. وخليجيون: «وفر نصايحك»
وانتقدت صحيفة تقويم التركية موقف النظام القطري الغير واضح، مشيرة إلى صمته تجاه أزمة تركيا الإقتصادية ومع واشنطن، مطالبة «تميم» بأن يثبت أنه حليف حقيقي لتركيا، كما فعلت الأخيرة لقطر في أزمتها منذ إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) مقاطعة قطر دبلوماسيًا وتجاريًا في 5 يونيو من العام الماضي.
اقرأ أيضًا: قطر وتركيا وإيران تحت المجهر.. هل تنقلب الإدارة الأمريكية على الحلفاء الثلاثة؟
الإعلامي الكويتي فؤاد الهاشم أكد أن قطر حاولت وضع وديعة بيقمة مليار دولار في البنك المركزي التركي، ولكنها انصاعت إلى الضوء الأحمر الأمريكي، على حد تعبيره، وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «لا أعتقد أن الأتراك يعون جيدًا أنهم كانوا يعيشون داخل فقاعة كبيرة اسمها الإخوان، فهم كانوا يتحدثون دائمًا بصيغة واحدة وأن أردوغان يبني الجوامع والمطارات وغيرها، إلى جانب ذكر أرقامًا هنا وهناك.. أردوغان كان يأخذ طربوش هذا ويلبسه على طربوش ثاني، ولا شك أن الاقتصاد التركي لو كان متينًا ما كان ينهار بهذه السرعة».
وأضاف أن «الدوحة في وضع مزري.. هى لا تدافع عن أردوغان بقدر دفاعها عن بقاءها وبقاء جزيرتها الصغيرة كشوكة في خاسرة الأمة العربية كلها».
وتابع «الهاشم» بأن «قطر لن تستطيع الاستمرار في دعم تركيا أو إيران لأن خصمهما أمريكا التي تسعى الدوحة بكل جهدها أن تمنحها أرضها كقاعدة عسكرية».
وقال «الداخل القطري ليس لها حساب عند تنظيم الحمدين، الذي يعامل البقر الذي استورده من الخارج معامله تفوق معاملته لشعبه».
وأكد الباحث المتخصص في الشؤون التركية، محمد حامد على دلالة تأخر الموقف القطري تجاه تركيا في أزمتها، على الرغم من تهليل إعلام تنظيم الحمدين في البداية لصالح تركيا ومحاولة الحشد لمناصرتها على حساب أمريكا، لافتًا في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» على رؤيته بأن تغريدات حمد بن جاسم تؤكد على وجود انقسام بين الحمدين وتميم؛ فهم مستمرين في مسار مقاطعة الدول العربية والاساء إلى المملكة العربية السعودية، والتعامل مع أنقرة وتبني ورقة الإخوان المسلمين، في الوقت الذي يبدو فيه أن «تميم» له رأي آخر في ملف المصالحة مع دول الرباعي العربي، أو على الأقل تعديل المواقف التي إتخذتها قطر في الفترة الأخيرة وتسببت في عزلة بلاده.
في السياق ذاته قال رئيس تحرير «السياسة» الكويتية، أحمد الجارالله عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر، الثلاثاء: «الصديق وقت الضيق.. تركيا وإيران في ضيق الله يعين قطر إن إلتفتوا لها وطلبوا منها ثمن الاستقواء بهم الوضع سيكون مكلف».
الصديق وقت الضيق تركيا وإيران في ضيق الله يعين قطر إن إلتفتوا لها
— أحمد الجارالله (@Ahmadaljaralah) August 14, 2018
وطلبوا منها ثمن الاستقواء بهم الوضع سيكون مكلف من الان القرضاوي بدأ يطبل إنقذوا الاسلام في تركيا وكأن الاسلام فقط في تركيا
والخليفه أردوغان والله لن يضر تركيا إلافتاوي الاخوان المسلمين كما أضروا مصر ودول الخليج
ويستمر انهيار سعر الليرة التركية أمام الدولار، وسط توقعات بمزيد من الإنهيار الغير مسبوق بالنسبة لتركيا منذ عام 2001، فيما لازال «أردوغان» يكابر معلنًا تعنت نظامه تمامًا مثلما فعلت قطر الحمدين في أزمتها منذ يونيو من عام 2017، ما يجعل «أردوغان» ونظامه في ورطة حقيقية.