دراسة "محبطة".. الشرق الأوسط الأكثر تأثرا بتغيرات المناخ وبعض المدن لن تكون صالحة للعيش
الأربعاء، 15 أغسطس 2018 12:00 م
لا يبدو العالم متشائما بشيء ما فى المستقبل بقدر تشاؤمه من التغيرات المناخية، وارتفاع درجة الحرارة، ففى دراسة قد تسبب الإحباط لقارئها نشر معهد ماساتشوستس لأبحاث العلوم والتكنولوجيا، ما قال إن منطقة الشرق الأوسط قد تكون الضحية الأكبر لارتفاع درجة الحرارة بسبب الانبعاثات الحرارية وظاهرة الاحتباس المناخى، بل إن الأمر قد يؤثر على التواجد البشرى فى المنطقة بأكمله
وبدأت الدراسة بحديثها عن قدرة الجسد البشرى على التكيف مع درجات الحرارة البسيطة عبر "العرق"، وحتى درجة حرارة 35 يمكن للجسم البشرى أن يكون بخير ما دام فى مكان جيد التهوية أو الهواء الطلق، لكن مع ارتفاع درجة الحرارة أكثر من ذلك فإن الجسد البشرى يمكن أن يبدأ فى مواجهة مشاكل مع وظائفه الحيوية والجسدية.
المنطقة العربية فى الخليج العربى وشمال أفريقيا والتى تتجاوز فيها تلك العتبة ستواجه مشكلات أكبر، بسبب سيناريوهات لتركز الغازات الدافئة الناتجة عن الانبعاث الحرارى فوقها، وهو ما قد يؤثر على السكن البشرى فى المستقبل، ومن المتوقع أن تشهد تلك المنطقة مستويات حرارة لا تطاق بسبب زيادة تركيزات الغازات الحرارية المنبعثة، وسط حاجة لفهم التاثيرات الاجتماعية على الإنسان، خاصة فى ظل توقع زيادة درجات الحرارة والرطوبة.
المشكلة ليست فى الإنسان وحده والذى قد يستطيع التكيف، فالآلات الحالية مصممة على مناخ معين قد تواجه عطلا كبيرا، فالطائرات قد لا تعمل بشكل صحيح أثناء الإقلاع والهبوط، وخطوط السكك الحديدية يمكن أن تواجه مشكلات فى ظل ارتفاع درجة الحرارة ما قد ينجم عنها مشكلات فى السكك الحديدية، مع مخاوف من ارتفاع سطح مستوى البحر فى المدن الساحلية.
وأكدت الدراسة أن ارتفاع سطح مستوى البحر من الممكن أن يجعل ربع الساحل فى مدينة مثل الإسكندرية يتآكل مع مرور الوقت، لكن المشكلة الأكبر فى دلتا النيل التى سيتسبب ارتفاع سطح مستوى الماء فى زيادة نسبة الملوحة فى التربة بالنسبة لها، وهو ما قد يعنى فى النهاية خسارة آلاف الأفدنة الزراعية.
وحذرت الدراسة أن الارتفاعات المتطرفة لدرجة الحرارة لتتجاوز 45 درجة مئوية قد تصبح أمرا طبيعيا في معظم المدن المنخفضة عن سطح البحر، بل إن بعض المدن نتيجة موقعها قد تتجاوز فيها درجات الحرارة 60 درجة مئوية فى ظرف سنوات قليلة مثل مدينة "الكويت" و"العين"، فى حين قد تصل الحرارة فى مدينة جدة إلى 55 درجة مئوية.
وأشارت الدراسة أن ارتفاع درجة الحرارة فى جدة ومكة إلى 55 درجة مئوية قد يعرض الحجاج المسنين للكثير إلى المتاعب الصحية وقد يهدد أحيانا بعض مواسم العمرة والحج، وتوقعت الدراسة أن يكون هناك اختلافا كبيرا فى حجم استخدام جهاز التكييف فى المنطقة كلها، لكن هذا من الناحية الأخرى سيجعل هناك ضغطا كبيرا على طلب طاقة الكهرباء، وهو الأمر الذى قد لا يكون مزعجا كثيرا فى دول الخليج النفطية، لكن فى بعض دول المنطقة الفقيرة مثل اليمن مثلا قد لا يصبح هذا ممكنا، وهو ما قد سيؤدى إلى أن تصبح الحياة صعبة لـ "الضعفاء" مثل الأطفال وكبار السن الذين قد يكونوا أول ضحايا التغيرات المناخية.
وشددت الدراسة على ضرورة عمل الدول على مواجهة التغيرات المناخية عبر الاتجاه أكثر لطاقة نظيفة والتقليل لأقصى حد من انبعاثات الغازات الساخنة، وإلا فإن المصير هو منطقة غير قابلة للسكن.