عيد الأضحى.. لماذا لا يؤمن اليهود بقصة فداء السماء لإسماعيل بكبش عظيم؟
الأربعاء، 15 أغسطس 2018 06:00 ص
«خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِى تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِى أَقُولُ لَكَ».. هذا ما جاء فى العهد القديم - التوراة فى سفر التكوين.
وفق المعتقد اليهودى فإنه يحل عيد رأس السنة العبرية «روش هشانا» بعد انتهاء شهر أيلول العبرى والذى يوافق ذكرى أضحية إسحاق.
فى رأس السنة العبرية وقعت قصة تضحية إسحق - وفق معتقدهم التوراتى، لذلك فهم يروا أن النفخ فى قرن الخروف «الشوفار» وهو رمز لكبش الفداء الذى نزل من السماء على النبى إبراهيم الخليل عندما امتثل لأمره وهمّ بذبح ابنه اسحاق.
فى عيد «روش هشانا» يتناول اليهود شرائح التفاح المغموس بالعسل، آملين أن تصبح السنة الجديدة حلوة، كما إنهم يتوجهون إلى البحر أو أحد الأنهار أو ينبوع ماء، ليتلون بعض الآيات ويلقون قطع من الخبز فى الماء، ما يعد وفق معتقدهم بمثابة إلقاء جميع ما ارتكبه الإنسان من خطايا خلال عامه الماضى خلف ظهره.
أما ما يسمونه «أيام التوبة العشرة» فهى الأيام التى تقع ما بين الأول والعاشر من شهر تشرين العبرى والتى تتضمن عيدى روش هشاناه أو رأس السنة ويوم كيبور أو يوم الغفران.
فيما يسمى بـ«أيام التوبة العشرة» يحاسب جميع البشرعلى أفعالهم خلال السنة المنقضية، ويتم البت فى مصائرهم للعام الجديد وتسمى عندهم «فترة صدور الحكم الإلهى».
كما يعتقد اليهود أنه يمثل اليوم الذى بشرالملائكة فيه سارة بولادة إسحاق، لذلك فهم يحتفلون برأس السنة العبرية وفق معتقدهم التوراتى.
ويقدم اليهود القرابين «الأضاحى» عند هيكل سليمان المزعوم والذى يعتقد اليهود إنه يقع تحت المسجد الأقصى.
أما فى العقيدة الإسلامية فقد رأى سيدنا إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ولده إسماعيل ويقول الله تعالى فى القرآن الكريم : «قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ» الآية «سورة الصافات».
تقول كتب تفسير القرآن : ورؤيا الأنبياء وحي فأخبر بذلك ولده كما جاء في القرءان: «فَانظُرْ مَاذَا تَرَى» الآية «سورة الصافات» فلم يقصد إبراهيم أن يشاور ولده في تنفيذ أمر الله ولا كان مترددا إنما أراد أن يعرف ما في نفسية ولده تجاه أمر الله.
جواب سيدنا إسماعيل المحب لله أكثر من حبه للحياة جاء كالتالى:«قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ»، «سورة الصافات»، وأما قوله :«إِن شَاء اللَّهُ» لأنه لا حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله تكون.
أخذ إبراهيم النبي ابنه اسماعيل وابتعد به حتى لا تشعر الأم وأضجعه على جبينه ،قال تعالى: «فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ»«سورة الصافات». فقال إسماعيل: يا أبت اشدد رباطي حتى لا أضطرب واكفف عني ثوبك حتى لا يتلطخ من دمي فتراه أمي فتحزن، وأسرع مر السكين على حلقي ليكون أهون للموت علي. فإذا أتيتَ أمي فاقرأ عليها السلام مني.
وفق كتب التفاسير الإسلامية فقد أقبل عليه إبراهيم يقبله ويبكي ويقول نعم العون أنت يا بني على أمر الله. فأمر السكين على حلقه فلم يحك شيئا وقيل انقلبت. فقال له إسماعيل ما لك؟ قال انقلبت فقال له أطعن بها طعنا فلما طعن بها نبت ولم تقطع شيئا، وذلك لأن الله هو خالق كل شيء وهو الذي يخلق القطع بالسكين متى شاء.
وقد علم الله تعالى بعلمه الأزلي الذي لا يزيد ولا ينقص ولا يتجدد الصدق في تسليمهما. ونودى «أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا» هذا فداء ابنك فنظر إبراهيم فإذا جبريل معه كبش من الجنة، قال تعالى: «وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ».