كيف تلقي أزمة الليرة بظلالها على الإرهاب؟.. أزمات تعاني منها الجماعات المتطرفة بعد انهيار اقتصاد تركيا
الإثنين، 13 أغسطس 2018 08:00 م
لم تكن حالة النواح والبكاء التي تعيشها جماعة الإخوان بفعل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تمر بها تركيا وتهاوي عملتها المحلية خلال الفترة الأخيرة سوى تخوفات من جانب الجماعة وتنظيمها الدولي أن تنعكس كل هذه التغيرات على الدعم التركي للإخوان والجماعات الإرهابية في المنطقة العربية.
خلال الأعوام الماضية، شهدت قيادات الإخوان والجماعات الإرهابية سواء في مصر أو سوريا أو العراق أو ليبيا دعم تركي بلا حدود، حيث تمتلئ السفن التركية بشكل دوري بالأسلحة والمعدات التي تذهب إلى شمال شرق ليبيا لدعم الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى ذلك تقوم تركيا بصفقات مع جماعات إرهابية في سوريا لتوفير رعاية وملاذات أمنة لهم على رأسهم جبهة النصرة، كما تقدم الدعم لجماعات الإخوان وتوفر لهم ملاذات أمنة في مدينة إسطنبول من فتح قنوات لبث تحريضها ضد المنطقة العربية إلى استغلالهم في الداخل التركي لتوسيع نفوذ أردوغان.
الأموال الضخمة التي تضخها تركيا لدعم الجماعات الإرهابية، لن تكون متوفرة بنفس خلال الفترة الحالية، بسبب انشغال النظام التركي في مواجهة الأزمة الاقتصادية الحادة التي تشهدها أنقرة مع انخفاض الليرة التركية، وهو ما سيكون له تأثير على تحركات الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية وبالتالي قلة العمليات الإرهابية.
محمد حامد، الباحث في الشؤون التركية، أكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استطاع مع حلفاءه في المنطقة أن يعيد عقارب الساعة للوراء ويغير حركة الدينمو في كسر النفوذ القطري التركي ومن وراءه الإخوان المسلمين وما اكتسبوه من جراء الربيع العربي بهدف إعادتهم إلى قواعدهم، وإضعاف دورهم في غزة وليبيا ومصر وسوريا.
وأضاف الباحث في الشؤون التركية، أن الأزمة مع الولايات المتحدة الأمريكية هى أحد أسباب الأزمة الاقتصادية على تركيا، وليس عامل أساسي ولكنه عامل محفز لوقوع الاقتصاد في هذا الوضع، حيث إن أردوغان قال صراحة ترامب أصلح لنا ولمشروعتنا السياسية القادمة وليست هيلاري الداعمة للانقلاب الفاشل ربيبة أوباما ولكن انقلب الحال تماما وترامب دعمه لفترة بعد أزمة القس تبدل الأمر.
وتابع الباحث في الشؤون التركية: إبعاد أهل الكفاءة وتقريب أهل الثقة مثل براء البيرق صهر أردوغان الذي رفض من الموالاة قبل المعارضة التركية بالإضافة إلي طرد محمد شيمشك وناجي اعبال من الحكومة وهم عصب السياسة المالية للحكومة بالإضافة إلى التصريحات غير محسوبة لأردوغان عجلت بهذا التهاوي للعملة.
واستطرد الباحث في الشؤون التركية: استنزاف الاقتصاد التركي في معارك في سوريا والعراق ثم الأزمة الخليجية التي خسرت فيها أنقرة كل من السعودية والإمارات معا، وانكفاء تركيا على نفسها أثر بشكل كبير على اقتصادها، مشيرًا إلى مظاهرات جيزي بارك قبل 5 أعوام والتي تم احتواءها سريعًا، مؤكدًا أن كثير من العارفين بالشأن التركي يعلم أن الليرة التركية كانت ستهوي إلى ما هوت إليه من بداية العام بل وقت حكومة دواود أوغلوا التي أقرت قانون الجنسية التركية بمقابل دولاري أو من يشتري عقار قيمته 3 مليون دولار ولكن حرب عفرين والانتخابات المبكرة أجلت الأزمة التي انفجرت الآن.
في المقابل قال هشام النجار، الباحث الإسلامي، إن مصادر تمويل الإخوان متشعبة وأهمها قطر بل تركيا كانت وإلى الآن مستفيدة ماديًا من هذا التحالف مع الإخوان وقطر ويعود عليه بعائدات اقتصادية مباشرة وغير مباشرة.
وأضاف الباحث الإسلامي، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، أن كل من الإخوان وقطر يدعمان تركيا في الأزمة الاقتصادية، فقطر تمولها بشكل مادي، بينما الإخوان تمولها دعائيا.