سفاح تركيا يبدد ثروات ليبيا.. هل تضيع أموال الليبيين بسبب فشل أردوغان وسوء إدارته؟
الثلاثاء، 14 أغسطس 2018 12:00 ص
أزمة حادة يشهدها الاقتصاد التركي في الآونة الأخيرة، مع تراجع الليرة وخسارتها أكثر من 70% من قيمتها. هذه الأزمة تهدد تركيا، ويتوسع تهديدها ليشمل دولا أخرى، منها ليبيا للأسف.
على مدى السنوات الماضية، وفي ضوء دعم تركيا لقطاعات من الفصائل الليبية والسياسيين والجماعات الدينية النشطة في ليبيا، وطدت أنقرة علاقتها بأطراف رسمية وغير رسمية في الداخل الليبي، ما كان سببا في تسرب ملايين الدولارات من الثروات الليبية للبنوك التركية، والآن أصبحت هذه الأموال مهددة بقوة بسبب فشل أردوغان وسوء إدارته للسياسة المالية والاقتصادية.
سياسيون ليبيون طالبوا بضرورة التحقيق فى حجم الإيداعات الليبية فى المصارف التركية؛ لحمايتها بسبب الانهيار المستمر لـ «الليرة» التركية، ووصولها إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات، وهو ما يرجح تعرض الاقتصاد التركى لهزات قوية في الأيام المقبلة.
أحد المطالبين، المرشح الرئاسى الليبى عارف النايض، طالب مجلس النواب الليبى وديوان المحاسبة بالتحقيق العاجل فى حجم ووضع إيداعات مصرف ليبيا المركزى فى المصارف التركية، والتحرك الفورى لحماية أموال ليبيا من استمرار انهيار العملة التركية، ومحاسبة من وضعها هناك.
وقال اليوم الإثنين إن محافظ ليبيا المركزى المقال الصديق الكبير، وبتواطؤ مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين، والتى تسيطر على مفاصل المصرف المركزى فى طرابلس، أودع مليارات الدولارات فى مصارف تركية لا ترقى للتصنيفات الدولية الآمنة، وعرض بذلك أموال الليبيين لمخاطر تفوق المعتاد.
وأكد النايض أنه مع الانهيار اليومى لليرة التركية، يجب على نواب الشعب الليبى والجهات الرقابية التنبه لاحتمال تعرض أموال ليبيا لكارثة حقيقية إذا ما بقيت فى البنوك التركية.
عارف النايض
في سياق متصل، طالب الدكتور على الصلح، الخبير الاقتصادى الليبى، بضرورة التدخل لحماية أموال واستثمارات الشعب الليبى في كافة دول العالم وخاصة تركيا، مؤكدًا أن المؤسسة الليبية للاستثمار تم تأسيسها عام 2006 تمتلك استثمارات ضخمة فى كل دول العالم.
وتحدث الصلح عن وجود مافيا تقودها شخصيات ليبية منها على دبيبة، حاولت نهب الاستثمارات الليبية فى الخارج، مشددًا على أهمية حماية استثمارات ليبيا وأموالها فى تركيا التى تتعرض لانهيار عملتها المحلية.
ودعا إلى ضرورة إنشاء جهاز للأموال العامة للحفاظ على الأموال الليبية لمكافحة غسيل الأموال، موضحًا أن ما جرى بعد 2015 هى غسيل الأموال الليبية ما أدى لانخفاض الاحتياطى النقدى لليبيا وبالتالى انخفاض للعملة الرسمية.
وتسيطر جماعة الإخوان فى ليبيا عبر قياداتها ومجلس الشورى الخاص بها وعدد من قيادات حزب العدالة والبناء الذراع السياسى للإخوان بزعامة محمد صوان على مفاصل مصرف ليبيا المركزى فى طرابلس، وهو ما يشكل تهديدا على الاقتصاد الليبى والأموال الليبية المودعة فى المصارف التركية.
الصديق الكبير
ومكن محافظ مصرف ليبيا المركزى المقال في طرابلس، أحد صقور جماعة الإخوان الإرهابية فى ليبيا سليمان عبدالقادر مراقب عام الجماعة، من السيطرة على معهد الدراسات المصرفية فى طرابلس.
ويحمل عبد القادر شهادة فى الهندسة الميكانيكية وعمل فى شركات تعمل بهذا المجال فى مدينة زيورخ كما تولى رئاسة رابطة مسلمى سويسرا إضافة لأنشطته كمراقب لإخوان ليبيا وكان له دور بارز فى مؤتمر الإخوان الأول الذى عقد فى مدينة بنغازى نهاية 2011 وحضره قادة الجماعة وأبرزهم محمد صوان وعبد الرزاق العرادى وبشير الكبتى وأحمد السوقى وآخرين.
وظهرت عدة صور تؤكد هيمنة جماعة الإخوان فى ليبيا على مصرف ليبيا المركزى فى العاصمة طرابلس حيث نظم معهد الدراسات المصرفية فى طرابلس دورة تدريبية فى فبراير 2017 ، موضحا أنها تمت برعاية محافظ مصرف ليبيا المركزى الصديق الكبير.