ما لا تعرفه عن العذراء مريم.. سر الاسم المثير للخلاف والصراع بين الطوائف المسيحية
الثلاثاء، 14 أغسطس 2018 12:00 م
العذراء مريم شخصية استثنائية، إذ تكاد تكون الشخصية الإنسانية الوحيدة التي يُجمع عليها كل البشر، ويُحبها الجميع دون أية حسابات. لكن رغم هذه المحبة الفياضة كانت في وقت من الأوقات سببا مباشرا في صراع قوي.
في الأيام الماضية بدأ الأقباط صوم السيدة العذراء، الذي يستمر خمسة عشر يوما تنتهي الثلاثاء 21 أغسطس الجاري. هذا الصوم السنوي المهم يُمثل واحدا من الطقوس المسيحية المهمة والأساسية لدى عموم الأقباط، وتزامنا مع هذا الاحتفال نقترب بشكل أكبر من البتول والدة السيد المسيح.
تُعرف العذراء مريم بأسماء عديدة بين الأقباط، منها: البتول، والممتلئة نعمة، والسماء الثانية، وأم النور، وكلها أسماء وردت في العهد الجديد أو أقوال آباء الكنيسة، إلا أن هناك اسمًا آخر للعذراء كان سببا مباشرا في صراعات قوية بين فئات وطوائف من المسيحيين، وهو اسم "والدة الإله".
بحسب مطبوعات مؤتمر العقيدة الذي عقدته الكنيسة الأرثوذكسية خلال العام الماضي. يقول الأنبا موسى، أسقف الشباب، إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تُكرّم العذراء مريم التكريم اللائق بها، دون مبالغة أو إقلال من شأنها، إذ تُسمّى "ثيوتوكوس" وهي كلمة يونانية تُعني "والدة الإله" وليس "والدة المسيح"، وهو الاسم الذي تختلف عليه الكنائس الأخرى التي لا تؤمن بمبدأ الطبيعة الواحدة للمسيح.
في الإنجيل تُلقّب العذراء بـ"الممتلئة نعمة". ويؤكد المُتنيح البابا شنودة الثالث أن المعجزات في حياة العذراء مريم بدأت قبل ولادتها، واستمرت بعد وفاتها، فالحمل فيها حدث بمعجزة من أبوين عاقرين وبعد بُشرى من الملاك، ثم حملت بالمسيح أيضًا بمعجزة دون أن يمسسها بشر، فالنعمة تملؤها كلها بعدما وهبتها أمها لخدمة الله منذ كان عمرها ثلاث سنوات، غذاؤها صلوات وتسابيح، وشرابها كلمات الله، وهواؤها رائحة البخور، فعاشت العذراء طاهرة الجسد ونقية الفكر ومقدسة الحواس.