العلمين الجديدة.. نموذج للإرادة الصح
الأحد، 12 أغسطس 2018 02:43 م
من رأى ليس كمن سمع، كان هذا انطباعى بعدما رأيت هذا الجهد والعمل المكثف وخلايا النحل التى توصل الليل بالنهار لكى ترى "مدينة العلمين الجديدة" النور فى الوقت الذى حدده الرئيس عبد الفتاح السيسى، فقد سمعت من زملاء زاروا الموقع عن حجم العمل هناك، كما قرأت العديد من التقارير والتصريحات، لكن على الأرض يمكنك أن ترى بنفسك كيف تتغير مصر، وكيف يحدث التغيير الإيجابى طالما توفرت الإرادة وفى نفس الوقت الإمكانيات البشرية، وهو ما تزخر به مصر، لكن كنا فى الماضى نفتقد من يحدد لنا البوصلة التى نسير عليها.
السبت الماضى قمت بزيارة لمدينة العلمين الجديدة بدعوة من الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، للإطلاع على آخر الخطوات التى تمت فى طريق خروج فرع الأكاديمية الجديد بمدينة العلمين للنور فى سبتمبر 2019، وكان تواجدى هناك فرصة لأطلع على ما يحدث فى المدينة بشكل عام، وليس مقر الأكاديمية فقط، فهناك جهد وعمل لا يمكن مطلقاً أن تخطئه عين، العمل يسير فى كل المواقع بشكل متوازى، والأهم من ذلك أنه لا يؤثر على راحة المصطافين الذين اختاروا الساحل الشمالى لقضاء عطلتهم الصيفية، وكلنا نعلم أن قرى الساحل الشمالى فى هذا الوقت تحديداً تمتلئ بآلاف المصطافين، لكنهم لا يتأثرون سلباً بالعمل فى المدينة الجديدة، التى تقع فى منطقة حيوية ما بين القرى السياحية.
"الماكيت" الرئيسيى للمدينة يشير إلى أننا أمام نقلة حضارية وسكانية جديدة كنا نتمنى أن تكون موجودة فى مصر، وهو ما يتحقق الأن على أرض العلمين، كما يتحقق أيضاً فى العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة الجلالة وغيرها من المدن الجديدة التى يتم إنشائها وفق أحدث النظم التكنولوجية والهندسية أيضاً، والأهم من ذلك بالنسبة لى أن تخطيط هذه المدن لا يقتصر فقط على المناطق السكنية، لكنه يبحث عن مدينة متكاملة، سكنية واقتصادية ورياضية وتعليمية، لتكون مقراً لإقامة دائمة وليست مؤقتة، متجاوزة بذلك أخطاء تخطيط سابق أهدر عليه مليارات الجنيهات دون أن يحقق نتيجة مرجوة منه.
فى العلمين جمعنى حوار مع مجموعة من الأصدقاء حول المدينة الجديدة، ومستوى الإقبال عليها، رغم ارتفاع أسعارها مقارنة حتى بمدن العاصمة، وهو ما يؤكد وجود إدراك حقيقى لدى المصريين بأن المستقبل فى انتظار العلمين الجديدة، وغيرها من المدن التى قررت الدولة أن تقيمها، سواء على أطراف العاصمة، أو فى أماكن متفرقة ومدروسة جيداً، وهو ما أكده لى أيضاً أحد المهندسين المشرفين على إنشاء فرع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا الذى قال أن العمال والمهندسين فى الموقع وغيرها من المواقع التى تشهد عمل مكثف فى العلمين الجديدة يدركون أنهم يبنون مستقبل مصر بأيديهم، لذلك لا يبخلون بالوقت والجهد لإنجاز المهام المكلفين بها، وهو ما يمكن أن نلمسه بزيارة المواقع، فالعمل على مدار الـ24 دون توقف مطلقاً، حتى أنهم قرروا أن يستمر العمل حتى فى عيد الأضحى، مع تعويض العمل مالياً.
ما رأيته فى العلمين الجديدة يستحق الإشادة، وتوجيه الشكر للرئيس السيسى الذى قرر أن نخرج من الوادى الضيق الذى نعيش فيه، وأن يحدث فى مصر ثورة معمارية وعقارية كنا فى انتظارها، وكذلك للدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ووزير الإسكان والمرافق، وكل رجاله على ما يبذلونه من جهد.