ناهد شريف.. نجمة الإغراء التي تمردت على المخرجين
الأحد، 12 أغسطس 2018 06:00 محسن شرف
تدور كاميرات السينما، وتُنتج آلاف من الأفلام العربية، وتظهر على الساحة مئات من الممثلات اللاتي يخطفن الأضواء، بمجرد طلتهن على الشاشة، إلا أن النجمة الراحلة ناهد شريف ستبقى في مكانة بعيدة، لتفردها في ما قامت به من أعمال فنية، وقدرتها على كسر «التابوت»، وتمردها على حصر المخرجين لها في دور الفتاة البريئة التي دائما ما تنخدع لسذاجتها.
بصوتها الذي تملؤه الإثارة، وملامح جذابة، احتلت ناهد شريف مكانة بين نجمات السينما المصرية، وقدمت عشرات من الأعمال الخالدة في تاريخ السينما المصرية، وذلك قبل وفاتها في 7 أبريل عام 1981، عن عمر ناهز الـ39 عاما، حيث ولدت في مثل هذا اليوم عام 1942.
قدمت ناهد شريف- قبل أن تتجه إلى أدوار الإغراء- شخصية الفتاة البريئة أو الطالبة التي تقع في حب البطل، وسرعان ما يقوم بخداعها، وذلك في أفلام «أنا وبناتي» والتي جسدت فيه دور ابنة زكي رستم المتمردة التي تبحث عن الحب لتجده مع شاب ثري يخدعها وتقع فريسة له، وكذلك في فيلم «بيت الطالبات» و«الثلاثة يحبونها».
قدّمت أجرأ أدوارها في فيلم «ذئاب لا تأكل اللحم»، أمام الفنان عزت العلايلي، وهو الفيلم الذي ظهرت فيه ناهد شريف «عارية» تماما، وهو ما تسبب في هجوم عدد كبير من النقاد والجمهور عليها.
اكتشفها المخرج حسين حلمي المهندس، وتزوجت منه لاحقا، بعد أن قدمها في عدة أفلام، ثم اقترن اسمها لاحقا بالفنان الراحل كمال الشناوي، والذي تزوجت منه سرا لمدة 6 سنوات، وتزوجت بعد ذلك رجلا لبنانيا يدعى إدوارد جيرجيان، وهو والد ابنتها الوحيدة.
عاشت ناهد شريف طفولة قاسية، بدأت برحيل والدتها، حيث أصبح اليتم والحزن جزءا من حياتها رغم محاولات والدها لتعويضها عن هذا الحرمان، إلا أنه لم يستمر كثيرا، حيث رحل هو الآخر وعمرها لم يتجاوز 14 سنة، وكانت تعيش مأساة خاصة في حياتها، خاصة أنها كانت العائل الوحيد لشقيقتها التي كانت تعاني من الشلل، وتحتاج لرعاية دائمة، ومع ذلك لم تتاجر بمأساتها لتنال عطف الآخرين.
من أهم أعمال ناهد شريف، وتمضي الأيام، والحب وحده لا يكفي، ومرسي فوق ومرسي تحت، وأخواته البنات، وجواز على الهوا، وشهيرة، ولا تتركني وحدي، وشاطئ العنف، وانتبهوا أيها السادة، وأحلى أيام العمر، ونوع من النساء، واللصوص، والعمر لحظة، وبدون زواج أفضل، وغيرها، حيث اشتركت في أكثر من 100 فيلم في حياة فنية قصيرة.
عانت ناهد الشريف مع المرض لأكثر من عام كامل، وتوفيت في منزل شقيقتها إيناس، بعدما نصحها الأطباء المعالجون بمستشفى «ميدل سيكس» في لندن بزيارة قصيرة إلى بلدها.
أصيبت ناهد شريف بسرطان الغدد وظلّت تُعالج منه في بريطانيا إلى أن تحسنت حالتها الصحية بعض الشيء، ورأى الأطباء أن عودتها إلى القاهرة قد تفيد حالتها النفسية، ولكن فور وصولها تدهورت حالتها مجدداً وانتقلت إلى مستشفى المعادي.
وقبل وفاتها بيوم واحد أجرت ناهد شريف «عملية بذل»، لسحب كمية المياه الكبيرة التي تراكمت في منطقة البطن، وتسببت لها في آلام مُبرحة.