ليبيا ترفض أن تكون مستعمرة جديدة لإيطاليا.. وهذه نتائج التدخلات الخارجية

تقع ليبيا الانقسام الداخلي عقب سقوط نظام معمر القذافى عام 2011، إضافة لقوى الإرهاب التى ظهرت وبدأ الجيش الوطني الليبي يحاربها ليطهر بلاده منها، وقد ظهرت قوى دولية جديدة لتكون مطرقة جديد تدك أبواب ليبيا، وقد حذرت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، من أطرافا دولية لم تسمها- فى إشارة للتدخل الإيطالي- من السعي لإنشاء وجود عسكري لها في بعض مناطق الجنوب الليبي، وقد أصدر بيانا فى وقت سابق قال فيه: «تردنا معلومات عن رغبة بعض الأطراف الدولية بإنشاء وجود عسكري لها في بعض مناطق».

الأمر بدا يتصاعد بعد عقد إيطاليا مع حكومة الوفاق الوطني عدة اتفاقيات منها عسكرية لإمداد الوفاق بالأسلحة وتدريبات لقواتها الأمنية، الأمر الذى قد ينذر بحدوث مواجهة عسكرية بين قوات المشير خليفة حفتر وقوات الوفاق الوطني، ومؤخرا تم اختيار ستيفاني ويليامز سفير خارجية أمريكا فى ليبيا لتكون نائب المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، الأمر الذى يؤكد أن لأمريكا دورا أكبر خلال الفترة المقبلة فى ليبيا.

التدخلات الإيطالية لاقت استنكارا ليبيا حادا، وقد تظاهر عدد من المواطنين الليبيين فى العاصمة الليبية طرابلس، ومدينة الخمس، مساء الجمعة، احتجاجا على تصريحات السفير الإيطالى لدى ليبيا جوزيبى بيروني حول الأوضاع السياسية في ليبيا، والتى رفضه فيها حكومة الوفاق الوطنى برئاسة فائز السراج، لفشلها فى حل أزمات المواطنين الليبيين.

 وقالت تقارير اعلامية ليبية حرق المتظاهرون للعلم الإيطالى وصورة السفير الإيطالى لدى ليبيا، معربين عن دعمهم لاجراء الانتخابات فى ليبيا نهاية العام الجارى للتخلص من الاجسام السياسية الحالية التى لم تقدم أى حلول للأزمات المتلاحقة التى تعصف بليبيا.

ورفع المتظاهرون شعارات رافضة للميليشيات والكتائب المسلحة، وتأييدهم للقوات المسلحة الليبية فى حربها ضد الإرهاب، مطالبين حكومة روما بعدم التدخل فى الشئون الداخلية لليبيا.

 الخوف الليبي من التدخلات الإيطالية، دعا العميد أحمد المسماري الناطق باسم الجيش الوطني فى ليبيا لدعوة روسيا للتدخل لحل الأزمة ليبيا علي غرار  سوريا، جاء ذلك فى تصريحات لوكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، قائلا: «الوضع في ليبيا يتطلب تدخلا روسيا وتدخل الرئيس بوتين شخصيا، وإبعاد اللاعبين الأجانب مثل تركيا وقطر وإيطاليا بشكل مباشر، نثق كثيرا أن روسيا دولة عظمى وكلمتها ستكون مسموعة فيما لو تناقشت مع إيطاليا في هذا الجانب أو تناقشت مع تركيا أو قطر أو دول أخرى، مثل السودان، فيما يتعلق بتهريب الإرهابيين وإدخالهم إلى ليبيا».

وأشار المسماري أن تواصل القائد العام للجيش -الوطني- المشير خليفة بالقاسم حفتر مع موسكو لقي استحسانا وترحيبا كبيرا من الشعب الليبي، مشيرًا إلى أن الشعب الليبي يعلم جيدا أن المرحلة صعبة جدًا وتحتاج إلى حليف قوي مثل روسيا، مؤكدا على أن الدور الروسي في سوريا تم بنجاح، مضيفا: «بالحقيقة روسيا في سوريا خاضت معركتين أو ثلاث معارك، المعركة العسكرية، والمرحلة الثانية وهي الأهم هي المرحلة الدبلوماسية والتي قادتها الخارجية الروسية فروسيا لها دور بارز جدا في إبعاد الكثير من الدخلاء على السياسة السورية».

وقد أكد نائب وزير خارجية روسيا، ميخائيل بوغدانوف، أكد الشهر الماضي، خلال اتصال هاتفي مع المبعوث الخاص إلى الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، دعم الجانب الروسي لجهوده الهادفة إلى مساعدة القوى السياسية الليبية الرئيسية في الإسراع بتشكيل سلطة دولة فاعلة في ليبيا على أساس توافقي، بما يضمن وحدة البلاد وسلامتها الإقليمية وسيادتها.