العقوبات تشعل الخلاف بين موسكو وواشنطن من جديد.. من ينتصر في معركة النفس الطويل؟
الجمعة، 10 أغسطس 2018 04:00 م
العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا شهدت خلال الفترة الماضية، انقلابات عديدة سريعة، فيوماً الدولتان متقاربتان في الرؤى، والرئيس الأمريكي يسعى بشكل أو بآخر إلى إقامة علاقة صداقة مع نظيره الروسي، ويوماً آخر يهدد كل منهما الآخر ويلوح باستخدام ورقة الحرب الاقتصادية، فبعد القمة التي حضرها الرئيسان في العاصمة الفنلندية هيلنيسكي، وظن الجميع أن الهدوء سيحكم صراع القوتين الأكبر بالعالم، خرجت تصريحات من الجانبين تنذر بنشوب حرب اقتصادية جديدة طويلة المدى، وينتصر فيها صاحب النفس الطويل.
في هذا السياق نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف تصريحات شديدة اللهجة قال فيها: «إن تشديد العقوبات ضد روسيا يمكن اعتباره بمثابة إعلان حرب اقتصادية، فإذا حدث شيء مثل حظر أنشطة البنوك أو استخدام العملة، فهذا سيمكن تسميته بشكل مباشر «الحرب الاقتصادية»، وسيكون من الضروري الرد على هذه الحرب بالطرق الاقتصادية والسياسية، وإذا لزم الأمر من خلال وسائل أخرى، ويجب أن يفهم أصدقاؤنا الأمريكيون هذا».
ولفت رئيس الوزراء الروسي، إلى أنه إذا كان رأي الشركاء الغربيين بأن الروس سيئون، وأنهم يطبقون سياسة خاطئة وأن الحكومة الروسية يجب أن تغير موقفها بشأن عدد من القضايا إلى حد كبير، فهذا يؤثر بطريقة ما على اقتصاد روسيا، فكل أنواع القيود تؤثر في نهاية الأمر على صحة الاقتصاد وحركة سعر الصرف، والعقوبات ضد موسكو أدخلت عدة مرات خلال الفترة السوفيتية، وروسيا موجود في المائة عام الماضية في ظل ظروف ضغط العقوبات الدائمة، متسائلاً: «لماذا يتم القيام بذلك، لماذا كل هذا الجهد من أجل إخراج روسيا من بين المنافسين الأقوياء على الساحة الدولية؟».
وتابع رئيس الوزراء الروسي، قائلاً: «موسكو تطورت بشكل جيد في بداية القرن العشرين، وعلى الرغم من كل الصعوبات في الفترة السوفيتية، فقد كانت هناك فترات من التطور السريع، والكثيرون لم يعجبهم ذلك، والدول التي سعت لفرض عقوبات إلى حد كبير الولايات المتحدة وعدد من حلفائها، ولم يتغير شيء».
وكانت وكالة «سبوتنيك» الروسية، أكدت أن الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية ضد روسيا التي ستدخل حيز التطبيق في غضون 90 يوما، تخفيضا في مستوى العلاقات الدبلوماسية، وفرض حظر على الرحلات الجوية التي تقوم بها شركة الطيران الروسية والوقف شبه الكامل للصادرات الأمريكية إلى روسيا.