النقاب يثير أزمة في حزب المحافظين.. تيريزا ماي تهاجم وزير خارجيتها المستقيل (صور)
الجمعة، 10 أغسطس 2018 08:00 ص
قبل أسابيع استقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون اعتراضا على مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، وبعد أسابيع يبدو أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي قررت الرد بطريقة مختلفة.
منذ استقالة «جونسون» لم تقترب تيريزا ماي من تفاصيل الخلاف، رغم التوترات اللاحقة التي شهدها حزب المحافظين بشكل هدد استقرار الحكومة و«بريكست»، ومع تورط وزير الخارجية المستقيل في تصريح يخص «النقاب» كمظهر إسلامي، سارعت رئيسة الوزراء للرد وشن هجوم حاد عليه، فيما يبدو أنه توظيف للخلاف الجديد في القصاص من الخلاف القديم.
وزير الخارجية السابق كتب مقالا نشرته صحيفة ديلي تلجراف، حول قرار الدنمارك حظر النقاب، أثار جدلا واسعا، وصف فيه مرتديات النقاب بـ«صناديق البريد» و«لصوص البنوك».
الجدل المثار زاد حجمه جاء في وقت تشتعل فيه الأوضاع السياسية بين أحزاب المحافظين والعمال داخل المملكة المتحدة في ظل فوضى «البريكست»، على الرغم من نظرة الكثير من البريطانيين والأوروبيين للنقاب بنفس الطريقة، إلا أنه تسبب في موجة انتقادات واسعة لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، احتجاجا على صمتها على نشر الإسلاموفبيا عبر حزبها.
وزير الخارجية السابق، قال في مقاله: «إذا تقول لى إن البرقع ظالم، سأتفق معك. وإذا قلت إنه أمر مريب ونوع من الاضطهاد أن تتوقع من النساء تغطية وجوههن، سأتفق معك تماما، وسأضيف أننى لا أجد أى سند شرعى فى النص القرآنى يبرر مثل هذه الممارسة»، مضيفًا أن يرفض الحظر الكلي للنقاب لأنه سيسفر خطأ أو صواب بأنه يهدف إلى جعل الموضوع عن الإسلام.
ودافع جونسون عن وجهة نظره في عدم ارتداء النقاب فى الأماكن العامة، يقول: «إذا اخترت المضى بالحظر الكلى، ستقع فى أيدى أولئك الذين يريدون تسييس أو إضفاء مسحة درامية على ما يسمى بصراع الحضارات، وستذكى نيران التذمر وتخاطر بتحويل بعض الناس إلى شهداء، كما تجازف بشن حملة ضد كل الرموز العامة المرتبطة بالأديان. وأنت ببساطة قد تجعل المشكلة أسوأ».
الانتقاد الموجه لتيريزا ماي دفعها إلى انتقاد جونسون، نقلت عنها صحيفة الاندبندنت: «أعتقد أن بوريس جونسون استخدم لغة من الواضح أنها تسببت فى إهانة لوصف مظهر البعض. كانت لغة خاطئة وما كان ينبغى عليه استخدامها»، مضيفة يتعين منح النساء الحرية لارتداء البرقع إذا قررن ذلك.
وتمسك جونسون، بموقفه فى تعليقاته رغم المطالبات بالاعتذار، ونقلت الإندبندنت عن مصدر مقرب منه نيته عن عد الاعتذار، لأنه ذلك من السخف، مضيفًا: «يجب أن لا نسقط فى فخ تكميم النقاش فى القضايا الشائكة، يجب أن نواجه ذلك، إذا فشلنا فى رفع أصواتنا فى الحديث دفاعا عن القيم الليبرالية فإننا ببساطة نسلم الأرض للرجعيين والمتطرفين».
وقال وزير سابق فى الحكومة البريطانية السير إريك بيكلز، سكرتير سابق بالحكومة المحلية، لـ«ديلي تلجراف»، إنه من المحتمل أن يواجه بوريس جونسون، تحقيقا رسميا بشأن تعليقاته حول النساء المسلمات اللواتى يرتدين البرقع، حيث وصفهن فى مقال له بأنهن أشبه بـ«صناديق البريد» و«لصوص البنوك».
وقال، إن حزب المحافظين يمكن أن يتخذ إجراءً تأديبيًا ضد جونسون إذا تم تقديم شكوى رسمية، وإذا تقدم أحدهم بشكوى رسمية ، فستستمع اللجنة المستقلة إلى الشكوى، إضافة إلى احتمالية طرد الوزير السابق من الحزب نفسه.
وضرب جونسون عددا من الأمثلة فى دفاعه عن عدم ارتداء النقاب فى الأماكن العامة، لكنه فى الوقت نفسه يشدد على أنه يعارض الحظر الكلى للنقاب لأنه سيفسر- خطأ أو صوابا-