مطالب جماعية.. فئوية.. فردية

الأربعاء، 08 أغسطس 2018 12:46 م
مطالب جماعية.. فئوية.. فردية
د. ماريان جرجس

 
انتظر المصريون كثيرًا  فرصة العيش الكريم ، لايعنى ذلك فقط  زيادة الأجور ومتوسط دخل الأفراد بل يتصدر ذلك الحياة المنظمة وتلاشى البيروقراطية وسهولة الحياة ويسرها وغياب المعاناة اليومية من قاموس المصريين.
 
وبعد أن بدأت مصر مشوارها الطويل فى حزمة الاصلاحات الاقتصادية والادارية من أكبر المشاكل حتى أصغر التفاصيل التى تخص المواطن، أصبحت الدولة تواجه مشاكل متنوعة منها المشاكل المتعلقة بمصير الوطن كملف المياه وتأمين الحدود والارهاب، وهى المشاكل القومية التى تمسنا جميعًا، بالاضافة الى المشاكل الفئوية التى تخص فئة ما بعينها تعانى من مشكلة مشتركة مثل الحرفى غير المقنن والبطالة وذوى الاحتياجات الخاصة.
 
ورغم أن الدولة واجهت النوعين السابقين من العقبات بمنتهى المهنية والشمول، فرأينا كيف كانت مواقف مصر السياسية الدولية حكيمة وكيف كانت حربها ضد الارهاب ناجحة، وكيف شملت أطياف كثيرة من الشعب بالدعم المادى والمعنوى وقننت كثير من الأواضع والتخلص من العشوائيات، ولكن لا يزال كل منا لديه مشكلة ما فى مؤسسة ما أو فى جامعة ما  أو فى مجال معين لا يستطيع  حلها.
 
تكمن صعوبة العقبات الفردية فى كونها  متنوعة ومتشابكة وليس بينهم قاسم مشترك يستطيع أن ييسر حلها ، ولكن يبقى القاسم المشترك بين مشاكلنا الفردية مع الدولة أما موروثات قديمة من عهود بائدة أو بيروقراطية أو أفراد بعينهم يعرقلون الطريق ويجففون منابع اليسر!.
 
تٌرى هل تترك الدولة العقبات القومية  والملفات الكبيرة وتلتفت للمشاكل الفردية ؟ أم تترك المشاكل الفردية وتضعها فى أولوية ثانية أو ثالثة ؟  أم تعمل بالذراعيين معًا  مما قد يؤثر على كفاءتها فى حل العقبات الكبرى؟.. بالطبع ، تكون الصدارة للمطالب القومية  فلن تقوم الدولة ما لم تُذلًل كل العقبات والعراقيل فى حرب الوجود  ولكن فى ذات الوقت  لا يمكن أن تغفل عن المطالب  الفئوية التى تمثل شريحة كاملة لتحتل المرتبة الثانية من أولويات الدولة المصرية.
 
أما عن المطالب الفردية  فلا أجد حلا سوى أن يكون الأفراد ذاتهم هم حلولا لبعضهم البعض ،ففى الوقت الذى تمتلأ نفس الوطن بكثير من الهموم  التى تثقل كاهله، لابد أن نتبنى سياسة "التيسير"، فلا نكون العراقيل لبعضنا البعض بموروثاتنا القديمة، أو ضغائن نفسية نخلطها بأمور العمل بمنتهى التعنت  ، أو بالبيروقراطية الرثة ، أو بمبدأ التعطيل والعرقلة ما لم يكن ذلك الذى أقدم له الخدمة قريبًا لى أو معرفة !.
 
نحن فى أمس الحاجة لنشكل من أنفسنا طاقم انقاذ لبعضنا البعض لتسهيل وتيسير كل العراقيل والاجراءات ادارية كانت أو مادية طالما كانت صحيحة بروح القانون فى المؤسسات والمستشفيات والادارات ، فتيسير لشخص واحد يصب فى مصلحة الأخر والأخر حتى يعود على الاول لأننا جميعًا فى  نطاق نفس الدائرة  الواحدة  والسفينة الواحدة فى لحظات فارقة فى عمر الوطن.   
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق