«تاريخ فني أصبح رمادا».. القصة الكاملة لحريق سينما ريفولي
الخميس، 09 أغسطس 2018 02:00 م
المشهد كان دراميا قاسيا باقتدار ليلة أمس، في دقائق معدودة منذ بداية نشوب حريق كبير في أحد الأدوار لتتحول قاعات مبنى سينما ريفولي في منطقة التوفيقية إلى رماد.
في تمام الساعة 1:30 بعد منتصف الليل استيقظ سكان منطقة التوفيقية في وسط العاصمة القاهرة على كر وفر وسط الشوارع باتجاه مبنى سينما ريفولي، قبل أن تتصاعد ألسنة اللهب والدخان لتغطي المنطقة كاملة، واكتشاف أن سيما ريفولي احترقت كاملة بداء من صالة العرض بالدور الأرضي حتى التسطح، ولم يسفر الحريق عن إصابات أو خسائر في الأرواح.
لم تمر سوى 15 أو 20 دقيقة تقريبا حتى حضرت سيارات الإطفاء، وحاولت السيطرة على الحريق حتى الدقائق الأولى من صباح اليوم، لكن كان الأوان قد فات، وتفحمت قاعات السينما التاريخية وجدرانها.
الفنان أحمد ماهر، كان أحد شهود العيان على الحريق، بعد تزامن وجوده في السينما لمتابعة أعمال التطوير بالمبنى، والذي حاول مع الأهالي إخماد النيران لكن دون جدوى، قبل أن تصل 20 سيارة إطفاء متتابعة لإخماد النيران.
وانتقل اللواء هشام لطفى مساعد مدير أمن القاهرة إلى مكان الحريق، لمتابعة عملية إخماد النيران، كما تم الدفع بالعديد من سيارات الإسعاف، استعدادا لاستقبال أى إصابات.
رجال المعمل الجنائى انتقلوا على الفور عقب تمكن رجال الحماية المدنية من السيطرة على الحريق، والبدء فى أعمال التبريد، إلى مكان الحريق، لإجراء المعاينة والوقوف على الأسباب الرئيسية التى أدت إلى اندلاع الحريق بالسينما فى الساعات الأولى من صباح اليوم، وأسفر عن احتراق مبنى السينما بالكامل من الداخل.
ومن جانبه، أوضح الفنان أحمد ماهر شاهد العيان الأول فى واقعة حريق سينما ريفولى، أنه كان متواجدا بأحد المكاتب الإدارية التابعة للسينما، وذلك أثناء مناقشة ومتابعة أعمال التطوير وإعادة صياغة سينما "ريفولى" لإعادتها مرة أخرى لما كانت عليه من قبل، إلا أنه فوجئ فى الساعة 1.30 بعد منتصف الليل، بدخول ابن الفنان خالد البطاح يخبره بوجود دخان كثيف يخرج من سطح السينما بالدور العلوى، مضيفا أنه خرج على الفور للتأكد من الأمر، إلا أنه وجد حريق هائل شب بالسينما بأكملها بدءا من صالة العرض إلى الدور العلوى، مما نتج عنه احتراق السينما بالكامل، مشيرا إلى أنهم قاموا بالاتصال برجال الحماية المدنية على الفور للسيطرة على الحريق.
وأضاف ماهر، أن خطة تطوير السينما جاءت بناء على مبادرة من الأمير طلال ابن عبد العزيز، مضيفا أنه تم البدء والعمل بالفعل فى مشروع إعادة صياغة سينما ريفولى مرة أخرى، لتكون منبرا لتقديم الفنون الراقية لجميع أطفال العرب من المحيط إلى الخليج، موضحا أن حادث احتراق السينما بهذا الشكل سيعيق سير هذا المشروع الذى تم البدء فيه بالفعل، بالإضافة إلى هدم ما تم إنجازه فى الفترة السابقة من أعمال تطوير بالسينما.
وأشار إلى أن سينما ريفولى يعود تاريخها منذ عام 1800 تقريبا، وأن جدرانها أصبحت بحكم هذه الفترة الزمنية الكبيرة التى مرت عليها، بالإضافة إلى عوامل التعرية وتعرضها لأشعة الشمس، جعلتها فى حالة متهالكة أقل شىء من الممكن أن يؤثر فيها، لافتا إلى أنه من المحتمل أن يكون سبب الحريق "عقب سيجارة" من العمال سواء العاملين فى أعمال تطوير السينما، أو العمال الذين يعملون فى مشروع مترو الأنفاق الذى يتم تنفيذه أمام مقر السينما.