هل يحاول الناتو محاصرة روسيا؟.. رئيس وزراء موسكو: نحن لسنا أعداء محتملين

الثلاثاء، 07 أغسطس 2018 11:00 م
هل يحاول الناتو محاصرة روسيا؟.. رئيس وزراء موسكو: نحن لسنا أعداء محتملين
رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف
وكالات

تطورات عدة تشهدها الساحة الدولية خاصة بين موسكو ودول حلف الناتو، بعدما هدد الرئيس الروسي بالرد على كافة الأعمال التي وصفها بالعدوانية تجاه روسيا، والمساعي الداعمة لضم أوكرانيا وجورجيا إلى حلف شمال الأطلسي.
 
وكان الرئيس الروسي قال، في اجتماع مع سفراء ومندوبي بلاده في الخارج، إن موسكو سترد بشكل مكافئ على الأعمال العدوانية، التي تهدد روسيا بشكل مباشر، متابعًا: «زملاؤنا في حلف الناتو يحاولون زعزعة الوضع، ويسعون لضم أوكرانيا و جورجيا إلى الحلف، ويتعين عليهم التفكير في عواقب ذلك». بهذه الكلمات عبر الرئيس الروسي عن استيائه لقرارات حلف شمال الأطلسي «الناتو».

في ذات السياق أعلن رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف، أن دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» تنظر إلى روسيا على أنها عدو محتمل، وقدراتها العسكرية، تستهدف روسيا.

ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية عن ميدفيديف قوله: «شهدنا انهيار الاتحاد السوفييتي وحلف وارسو، وفي الوقت نفسه بقي حلف شمال الأطلسي، الذي يحاول محاصرة الاتحاد الروسي من جميع الجهات. الأمر لا يتعلق بأن شخصا ما يحب أو لا يحب القيادة السياسية لروسيا، والأمر لا يتعلق ببعض المبادئ الإيديولوجية أو الاختلاف في القيم، بل الأمر يتعلق بأشياء بسيطة واضحة تماما لأي شخص عادي».

وأضاف: «الآن لا يوجد وضع، حيث هناك كتلتان في حالة مواجهة، مباشرة أو بالواقع، صراع، كما كان الأمر أثناء وجود حلف وارسو وحلف الناتو»، مشيرا إلى أن الناتو لا يزال يواصل عمله، فهو ليس موجود فحسب، بل يتوسع، ويحاول إشراك المزيد والمزيد من الدول له. يذكر أن الحلف كان قد أوقف كل التعاون العملي والعسكري مع روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية.

وعن العلاقة مع جورجيا، قال ميدفيديف بإن موسكو ليست ضد إعادة العلاقات الدبلوماسية مع جورجيا ومستعدة لبناء اتصالات مع الحكومة الجديدة هناك.

وأضاف: «مستعدون لبناء علاقات مع القيادة الجديدة إيا كانت أسمائهم و انتماءاتهم الحزبية»، موضحًا أن العلاقات الدبلوماسية يمكن استعادتها وأن الجانب الروسي لم يدمرها وفي حال رغبة جورجيا في استعادة العلاقات فلم تعارض روسيا ذلك.

كان قد سبق واتهم بوتين، الناتو بمحاولة جر بلاده إلى مواجهة عبر استفزازها بشكل مستمر، قائلًا: «الحلف أعلن أن مهمة ردع روسيا رسمية له؛ لهذا الهدف يجري توسيع الحلف كما جرى من قبل، لكن يبدو الآن أنهم وجدوا سبباً جدياً لتبرير توسيعه أي الحلف، فقاموا بتسريع عملية نشر مزيد من الأسلحة الاستراتيجية والتقليدية خارج حدود الدول الأعضاء في الحلف، وذلك بعد نشر قوات في رومانيا مزودين بدبابات وآليات؛ بهدف تعزيز الدفاع في هذا البلد الذي يعد الخاصرة الشرقية.

وعن العلاقات الأمريكية الروسية، قال إن الطريق نحو علاقات جيدة بدأ، وأنه وفق بعض المقاييس تقع هذه العلاقات في وضع أصعب مما كانت عليه في الحرب الباردة، ولا أحد يتوقع تحسن هذه العلاقات بسرعة، ولكنني مع ذلك أظن أن الطريق للتغيرات الإيجابية قد بدأ».
 
والتقى بوتين نظيره الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة الفنلندية هلنسكي، في قمة شهدت اهتماما عالميا، قال عنها بوتين إنها كانت ناجحة، وأسفرت عن اتفاقات مفيدة، ونرى أن هناك قوى في الولايات المتحدة مستعدة للتضحية بالعلاقات الروسية الأمريكية بسهولة، مؤكدا أن بلاده منفتحة على تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة، ومشددا على أن هذا ضروري للعالم بأسره.
 
وأضاف: نحن بحاجة لجدول أعمال آخر إيجابي يركز على العمل المشترك لإيجاد أرضية مشتركة، مشيرا إلى أنه تحدث عن ذلك مع الرئيس الأمريكي في هلسنكي واتفقا على أن العلاقات الروسية الأميركية الآن في حالة غير مُرضية للغاية. 
 
وقالت روسيا اليوم التابعة للحكومة الروسية، نقلا عن دبلوماسيون إن بوتين فاز على رئيس أمريكا ترامب في قمة هلسنكي بنتيجة واحد- صفر، وأن بوتين أظهر نفسه لاعبا ماهرا جدا، بينما بدا نظيره ترامب عكس ذلك.
 
ونقلت عن السفيرة البولندية السابقة في موسكو، كاتارزا بيلتشينسكا-نالنتش، تكون هناك شعور بأن بوتين وروسيا هما واحد أحد لا يتجزأ، لقد مثل بلاده بأفضل طريقة ممكنة، بينما انتقد ترامب بلاده، وهذا ما لا ينبغي السماح به في اللقاءات والاتصالات مع الجانب الروسي، مضيفة أن نتائج الاجتماع بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين مثالية لروسيا.

يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وجورجيا قطعت - خلال شهر أغسطس عام 2008 - بعد اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية فيما يعتبر ممثلو الحكومة الجديدة في جورجيا أن عملية تطبيع العلاقات مع روسيا واحدة من أولياتهم بعد أن قدموا إلى السلطة خلال الانتخابات البرلمانية التي شهدتها جورجيا في أكتوبر 2012.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق