تراجع مساحة زراعات القطن تدق ناقوس الخطر.. إنتاج الأعلاف في أزمة
الأحد، 12 أغسطس 2018 08:00 مكتب ــ محمد أبو النور
تتعرض صناعة الأعلاف في مصر لأزمة منذ سنوات، خاصة بعد تراجع مساحة زراعات القطن خلال الربع قرن الأخير، من حوالي 2,5 مليون فدان في السبعينات والثمانينات، إلى 320 ألف فدان هذا الموسم (2017 – 2018).
بينما كانت المساحة في العام السابق (2016 – 2017) حوالي 219 ألف فدان فقط لا غير، وهو رقم أقل مما كانت تزرعه محافظة واحدة في الماضي، حيث كانت زراعة وإنتاج القطن تُشكلان حوالي 95% من خامات صناعة الأعلاف لدينا، نظراً لوجود بذرة القطن بكميات كبيرة وقتها، وهى المُكوّن الرئيسي في العلف «الكُسب»، والذي كانت تنتج منه المصانع المصرية آلاف الأطنان بالإسكندرية وكفر الدوار وكفر الزيات ودمنهور سنوياً.
انهيار صناعة «الكُسب»
تراجع مساحة زراعات القطن لم تترك أثرها السلبي على صناعات الغزل والنسيج فقط، بل تضررت من تناقص المساحة أيضا جميع الصناعات التي كانت تقوم على زراعة القطن، مثل صناعات الزيوت والصابون و«الكُسب» من بذرة القطن، وكذلك كمية الكسب في البذور المختلفة.
وفى دراسة لقسم الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية بكلية الزراعة جامعة المنصورة، رصدت الدراسة خصائص بعض المواد المستخدمة فى صناعة الأعلاف، وكذلك الأعلاف المركزة والمصنعة والمغذيات السائلة والصلبة.
وأكدت الدراسة أن التغذية تلعب دوراً هاما في الإنتاج الحيواني، وتعتبر دعامة أساسية له، وأنه مهما كانت صفة الحيوان الوراثية للإنتاج الجيد، ومهما كان مقدار الوقاية من الأمراض والأوبئة، فإذا لم تتم تغذية الحيوان على أسس علمية سليمة فلن يستطيع إعطاء إنتاجاً جيداً.
كما أن التغذية الصحيحة للحيوان تعد عملية فنية يجب- من خلالها- تغطية احتياجاته الغذائية كاملة، في صورة علائق متزنة من مواد علف متوفرة، وهى أيضا عملية اقتصادية يتم فيها محاولة استخدام المتاح من المواد الخام المرتفعة القيمة الغذائية المنخفضة في تكلفة تجهيزها، بهدف الحصول على أقصي ما يمكن من الإنتاج من الحيوان بأقل ما يمكن من تكلفة لزيادة ربح المربى، وبالتالي ارتفاع الدخل القومي للبلاد من الثروة الحيوانية.
الأعلاف الخضراء والخشنة
وحسب الدراسة أيضا، فإن هناك نمطان غذائيان في تغذية الحيوان، الأول يعتمد في التغذية على أعلاف خضراء ناتجة عن أرض المزرعة، مع أعلاف مركزة مصنعة، وقليل من الأعلاف الخشنة من خارج المزرعة، والثاني يعتمد على التغذية على الأعلاف المركزة المصنعة والأعلاف الخشنة وكلاهما من خارج المزرعة.
وفي النمط الأول تؤكد الدراسة أن تحميل الأرض بالحيوانات، يكون بأعداد أكبر بكثير من قدرتها على إنتاج العلف الأخضر، مما يستدعى الاعتماد بدرجة كبيرة على الأعلاف المصنعة.
أما في النمط الثاني، يتم تطبيقه بصورة واضحة في مزارع اللبن أو التسمين القريبة من المدن، حيث يتم الاعتماد على تدعيم التغذية بالأعلاف الخشنة باستخدام الأعلاف المركزة المصنعة.
ومن هنا نجد أن الأعلاف المصنعة تلعب دوراً أساسياً في تكوين علائق الحيوان لإنتاج اللحم أو اللبن، وقد تطرقت الدراسة بالتفصيل لصناعة الأعلاف، إلا أننا سنركز في هذا التقرير على أهم خصائص هذه الأعلاف المستخدم، أو تلك التي تقابلها معوقات، وأهمها كُسب فول الصويا الذى مثل 80% من البذور، وكُسب بذرة القطن ويمثل 78.33% من البذور، وكُسب بذرة الكتان ويمثل 70% من البذور، وكُسب الفول السوداني ويمثل 66.6% من البذور، وكُسب دوار «عباد الشمس»، و يمثل 57% من البذور، وكُسب السمسم ويمثل 55 من البذور، وكُسب الزيتون ويمثل 33% من البذور.
دراسة للنهوض بالقطن
أحد الخبراء في زراعة القطن بمركز البحوث الزراعية، التابع لوزارة الزراعة، أكد أن النهوض بزراعته يمثل القاطرة التي ستسحب وراءها باقي الصناعات، وبكلمات بسيطة- حسب رأى الخبير الزراعي- فإن فدان القطن يعطى 7 قناطير قطن، وكل قنطار يعطى 350 كيلو شعر و650 كيلو بذرة.
كما أن بذرة القطن تحتوى على 20% زيت و 80% كُسب، فإذا كان لدينا مثلاً مساحة 336 ألف فدان قطن هذا العام، فهذا معناه أنه سيكون لدينا أكثر من 36 ألف طن زيت، وأكثر من 145 ألف طن كُسب، وهو ما يؤكد أن النتيجة الطبيعية لإعادة النهوض بزراعة القطن مرة أخرى، تعنى وجود القطن الشعر والزيوت والعلف والكُسب.
وكل هذه المنتجات يتم استيرادها من الخارج بملايين الدولارات من العملة الصعبة، ويكلف ميزانية الدولة أعباء باهظة وكبيرة، لكن بزراعة القطن نستطيع أن نرفع عن كاهل الدولة هذه المليارات من الدولارات فى استيراد الأعلاف والزيوت واللحوم، وينهض مشروع البتلو من جديد لوجود الأعلاف، وفي نهاية شرحه قال الخبير في زراعة القطن: «إننا نُعد دراسة لكل ذلك سيعرضها وزير الزراعة على مجلس الوزراء قريبا».