هل فاز ترامب في حربه الاقتصادية على الصين؟.. تويتر الرئيس الأمريكي يجيب
الأحد، 05 أغسطس 2018 10:00 ص
حتى الآن مازالت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة فى مراحلها الأولى، مازال العالم يترقب ما سيقدم عليه ترامب بعد الرسوم التى فرضها والرسوم المقابلة التى فرضتها الصين، ولكن من ينتصر أولا هذا هو السؤال؟. على ما يبدو أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بدأ في جني ثمار ما يزرعه على حد زعمه.
فقد دافع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، (السبت)، عن سياسته المثيرة للجدل بفرض رسوم جمركية ضد الصين وبلدان أخرى، وقال إن هذه الإجراءات التجارية تؤتي ثمارها بشكل أفضل بكثير مما كان متوقعا.
واعتبر ترامب، في تغريدة على موقع «تويتر»، أن الرسوم كان لها تأثير إيجابي على صناعة الفولاذ لدينا، مضيفا: «المصانع تفتح في كل أنحاء الولايات المتحدة، عمال الصلب عادوا إلى العمل مجددا، والأموال تتدفق إلى خزينتنا».
وقال ترامب في تغريدة أخرى: «زيادة الرسوم ستجعل بلدنا أكثر ثراءً مما هو عليه اليوم»، مشيرا إلى أن المخبولين فقط سوف يعارضون هذا، وموضحا أن الأداء الاقتصادي للصين مقابلنا ضعيف للمرة الأولى. وجاءت تغريدات الرئيس الأميركي وسط تصاعد جديد للتوتر التجاري مع الصين.
ففي وقت سابق هذا الأسبوع، طلب ترامب من مستشاريه التجاريين الكبار دراسة ما إذا كان يجب رفع الرسوم على بضائع صينية تصل قيمتها إلى 200 مليار دولار من 10%، كما هو مقرر إلى 25%.
بعدها هددت الصين بفرض رسوم إضافية على بضائع أميركية متفرقة قيمتها 60 مليار دولار، وهو ما اعتبره المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو: «ردا ضعيفا». وفي السياق، اعتبر وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، التهديد الذي تلوح به بلاده بأنه «مبرر بالكامل وضروري».
وقال في حديث على هامش مؤتمر حول الأمن في سنغافورة: «أما فيما يتعلق بما إذا كان أداء اقتصاد الصين جيدا أم لا، أعتقد أن كل شيء واضح للغاية أمام المجتمع الدولي بأكمله»، مضيفا أن الصين ساهمت بشكل كبير في النمو الاقتصادي العالمي.
كانت «صوت الأمة»، نشرت تقرير بعنوان: «الحرب التجارية .. من يصرخ أولا الصين أم الولايات المتحدة؟»، وتضمن التقرير التالي:
حتى الآن مازالت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة فى مراحلها الأولى، مازال العالم يترقب ما سيقدم عليه ترامب بعد الرسوم التى فرضها والرسوم المقابلة التى فرضتها الصين، ولكن من ينتصر أولا هذا هو السؤال الذى ينتظره العالم اليوم، هيئة الإذاعة البريطانية أجرت مقارنة حول المسألة ولكن النتيجة لم تكن فى صالح الولايات المتحدة بأى شكل من الأشكال.
فالصين قادرة على فرض رقابة كبيرة وتشديد الاجراءات على الشركات الموجودة على أرضها والكثير منها شركات امريكية تعتمد بشكل كبير على الانتاج فى الاراضى الصينية نظرا لانخفاض تكلفة العمالة، وتشديد هذه الاجراءات سيكون له مرجوع سلبى على المواطن الامريكى الذى سترتفع عليه فى المقابل الاسعار.
الرئيس الامريكى ايضا مقيد دستوريا بفترتين رئاسيتين بعكس الرئيس الصينى، لذا فإن معركة عض الأصابع بين البلدين سيصرخ فيها من يخشى على التصويت عليه ومغادرة منصبه بسهولة، كما أن رئيسا آخر قادم قد يلغى كل هذا، لذا فإن الصين ستكون أكثر صبرا فى انتظار تغيير سياسى فى الناحية الأخرى.
الصين ايضا ليس لديها مشكلات مع الجيران الآخرين بعكس الولايات المتحدة الأمريكية، التى انسحبت فى اوائل عهد ترامب من عدد كبير من اتفاقات الشراكة مثل اتفاق الشراكة عبر الباسيفيك، كما أن اثر الحرب التجارية وصل لدول اخرى بخلاف الصين، لكن الصين فى المقابل ليس لديها هذه المشكلات فإنها قادرة على الدخول فى شراكات مع آخرين تعزلهم عنها الولايات المتحدة الامريكية.
الصحفية الاقتصادية بهيئة الإذاعة البريطانية يسيليا باريا اشارت ايضا إلى ان الصين لديها سلاح لم تستخدمه بعد فى تلك المرحلة وهو خفض قيمة عملتها "اليوان" وهو ما يعنى صادرات صينية أرخص وقادرة على التنافس وسلع امريكية اكثر ارتفاعا، لكن هذا قد يكون سلاح ذو حدين إذ يمكن الارتداد على النظام المالى الصينى.
الديون الأمريكية هي سلاح ايضا قد يكون بيد الصين التى لديها حوالى 1.17 تريليون دولار من سندات الخزانة الامريكية والتى راكمتها الصين على مدار 20 عاما، استثمرت الصين فى هذه الاموال لسنوات وجمعت منها مليارات من الفوائد، لكن إذا ارادت الصين ان تعاقب الولايات المتحدة عقابا شديدا فستقلص من حجم هذه السندات وهو ما سيعرض الأسواق الأمريكية لهزة عنيفة ويرفع فى الوقت نفسه تكلفة الاقتراض فى الولايات المتحدة الامريكية، وهو ما يعنى معاناة للمواطن الامريكى والشركات الامريكية أيضا.
لكن كل هذا ما زال فى إطار التكهنات، والتحركات السياسية الامريكية غير قابلة للتوقع فى الوقت نفسه، فالرئيس الذى كان على وشك ان يشن حربا على كوريا الشمالية سريعا قال إنه مستعد للتفاوض معها ومقابلة رئيسها، والرجل الذى اعتبر ايران دولة شر سريعا قال إنه مستعد للتفاوض معها دون شروط مسبقة.