بعد توجيهات الرئيس.. كيف تخطط الحكومة لتطوير منظومة إعادة تدوير المخلفات؟
الجمعة، 03 أغسطس 2018 08:00 م
اجتمع الرئيس السيسي، منذ أيام قليلة، بالدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، ومحمود شعراوي وزير التنمية المحلية، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والمهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، حيث تم استعراض الخطة القومية لتطوير منظومة المخلفات وإدارتها.
وخلال الاجتماع، تم عرض الركائز الأساسية للمنظومة وآليات تنفيذها، وسبل التعامل مع التحديات القائمة، إلى جانب الحلول المقترحة لحل الأزمة، والتى تشمل وضع إطار تشريعى منظم من خلال قانون خاص بالمخلفات، وتعزيز الوعى والمشاركة المجتمعية، إلى جانب تفعيل إدارة المخلفات وزيادة مساهمة القطاع الخاص فى منظومة النظافة.
الرئيس السيسى وجه خلال الاجتماع أيضا، بضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لوضع خطة إدارة المخلفات محل التنفيذ نظرا لانعكاساتها المجتمعية المباشرة، ومساهمتها فى تحسين الأوضاع البيئية والصحية والمعيشية للمواطنين، بالإضافة لمساهمتها فى تحسين الشكل الحضارى للبلاد، مشددا على ضرورة توفير المعدات المطلوبة، واتخاذ الإجراءات التى من شأنها إدارة المخلفات بكفاءة عالية، مع مراعاة أن تشمل المنظومة إجراءات الرقابة والتقييم والمراجعة.
اقرأ أيضا: تنفيذا لتوجيهات الرئيس.. كيف تخطط وزارة الصحة للقضاء على فيروس سي؟
الرئيس وجه أيضا بضرورة تعظيم استغلال عملية إعادة تدوير المخلفات الصلبة، بما فى ذلك إنتاج الطاقة والأسمدة، حيث عرضت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة الاستعدادات الجارية لاستضافة مصر لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجى فى نوفمبر 2018، مشيرة إلى أن استضافة هذا الحدث يأتى فى إطار تولى مصر رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجى لمدة عامين باعتبارها أول دولة أفريقية وعربية تتولى المنصب منذ توقيع الاتفاقية فى 1992.
وبناء على توجيهات وتكليفات الرئيس، ناقشت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، خلال اجتماع بمسئولى الوزارة عقد منذ يومين، استعدادات مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة المعروفة باسم «السحابة السوداء» لعام 2018، وأكدت أن مواجهة هذه الظاهرة سيكون من خلال سواعد «جنود البيئة» أى كل من يهمه الحفاظ على البيئة المصرية، سواء الجهات المعنية ومتعهدى جمع قش الأرز والفلاحين والشباب والمواطنين الذين يساعدون فى رصد المشكلات البيئية وحلها.
وأكدت الوزيرة أنها تعكف حاليا على وضع إجراءات فعلية لتمكين الشباب والقطاع الخاص من الانخراط فى العمل البيئي، ومنها الاهتمام بأنشطة رفع الوعى، وخلق حزم تمويلية لمشروعات الاستثمار البيئي، إلى جانب خلق فرص تواصل بين الشباب وشركات القطاع الخاص الكبرى لتبنى المشروعات القابلة للتنفيذ، مؤكدة أن العمل البيئى أصبح فرصة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة شددت أيضا على ضرورة التصدى للسحابة السوداء من خلال جمع وكبس قش الأرز بدلا من حرقه، لخفض الانبعاثات الملوثة للبيئة، إلى جانب الرقابة والرصد والتوعية البيئية بكافة محافظات الجمهورية، وطالبت بضرورة زيادة عدد المعدات اللازمة لموسم الأرز من «مكابس، ومفارم» وغيرها من الأدوات والمعدات والوسائل المساعدة.
اقرأ أيضا: «شارك ونضف».. كيف تستثمر الدولة طاقات الشباب فى الخدمة العامة خلال الإجازات؟
وفى نفس السياق، قالت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، خلال اجتماعها بـ«جيوفانى سيجلى»، ممثل الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بمنظمة «اليونيدو»، إن الوزارة تعمل حاليا بالتعاون مع وزارات الاستثمار والتجارة والصناعة والشباب بشكل متوازٍ، لدعم أفكار ريادة الأعمال الخاصة بالشباب، ودعم تحقيق النمو الأخضر، مشيرة إلى أهمية التعاون من المنظمة كأحد أهم شركاء التنمية.
وحول كيفية الاستفادة من الشباب فى المشروعات البيئية، أوضحت الوزيرة، لممثل الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بمنظمة «اليونيدو»، أنه يتم التعاون حاليا مع وزارة التعليم العالي، لتحديد آلية للاستفادة من مشروعات التخرج المتعلقة بموضوعات البيئة ومساعدة الطلاب على إعداد دراسات الجدوى الخاصة بها، لتكون قابلة للتنفيذ، وبحث الطرفان سبل التعاون لدعم تنفيذ رؤية مصر 2030، خاصة فى مجالات استخدام الطاقة المتجددة.
كما عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، اجتماعا مع اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، لبحث مشكلة المخلفات وتحسين مستوى النظافة بالمحافظات، حيث استعرضت خطة الوزارة بالمنظومة الجديدة لإدارة المخلفات، والتى تسعى لتخطى دورها التقليدى إلى حلول ناجزة تعتمد على الابتكار ومشاركة المجتمع والقطاع الخاص.
اقرأ أيضا: حتى لا تتحول الأفراح لـ«مآتم».. كيف تتصدى الدولة لضرب النار في المناسبات؟
وأكدت الوزيرة أنها تسعى لجذب استثمارات كبيرة فى مجال تدوير المخلفات بشكل يوفر فرص عمل للشباب، مشيرة إلى أن ذلك يحول مشكلة القمامة من عبء على الدولة إلى فرص تدعم الاقتصاد عبر التوسع فى إنشاء مصانع تدوير المخلفات، وتحويلها إلى منتجات مفيدة، ومن ثم إتاحة الفرص للاستثمار فى إنتاج الطاقة من المخلفات، ومن ثم إزالة التراكمات وتحسين حالة النظافة بجميع محافظات الجمهورية خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وعلى صعيد آخر، استقبلت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، الدكتور عمرو حسانين، أستاذ علوم البيئة والتكنولوجيا بجامعة ميريلاند الأمريكية، لبحث تصنيع جهاز تدوير مخلفات لإنتاج الغاز العضوى «بايوجاز»، حيث أوضح الأخير أن المشروع قيد الدراسة لبدء تنفيذه، مضيفا أنه يتم استخدام كل أنواع المخلفات فى استخلاصه، وتم تطبيق ذلك بعدة دول.
الدكتور عمرو حسانين، أستاذ علوم البيئة والتكنولوجيا بجامعة ميريلاند الأمريكية، أكد أيضا إمكانية إنتاج غاز «البايوجاز» من قش اﻷرز، ومن ثم الاستفادة منه بتحويله من مصدر استهلاك وملوث للهواء، إلى مصدر منتج ومحافظ على البيئة، حيث ينتج الجهاز غازا يشبه «الغاز الطبيعى» ويصلح للاستخدام المنزلى، كما يساعد فى إنتاج سماد عضوى للأراضى الزراعية.