لا قهوة بعد اليوم.. كيف أثرت التغيرات المناخية على محاصيل البن؟

السبت، 04 أغسطس 2018 09:00 ص
لا قهوة بعد اليوم.. كيف أثرت التغيرات المناخية على محاصيل البن؟
القهوة- أرشيفية
كتب- محمود حسن

 

كثيرون هم الذين لا يستطيعون أن يبدأوا يومهم دون أن يشربوا فنجانا من القهوة، التقديرات تشير إلى أن هناك 2 مليار و250 مليون فنجان من القهوة يتم استهلاكه كل يوم، لكن هذه العادة لدى ملايين البشر أصبحت مهددة اليوم بسبب التغيرات المناخية بحسب الكثير من الدراسات العالمية.

 

ففى دراسة نشرتها مجلة «ناتيور بلانت»، أكدت أن نصف مساحة البن المزروع فى دولة إثيوبيا محل الدراسة لن تكون صالحة للزراعة بحلول نهاية القرن الواحد والعشرين، وتعد إثيوبيا منشأ لحوالى نصف القهوة العربية المنتجة فى العالم، وستكون مهددة بحلول هذا الوقت بفقدان مزارعها للبن.

 

قد يقول قائل لنفسه لكننا على الأرجح لن نعيش لنهاية القرن لنشهد هذا الموقف العصيب، لكن المشكلات بدأت من هذه اللحظة إذ أن المزارعين اليوم بدأوا يعانون من المشاكل وصعوبة التنبؤ بالطقس، كما أن المحصول بالفعل بدأ فى الانخفاض بشكل كبير، وفى دراسة أخرى نشرتها الأكاديمية الدولية للعلوم فإن امريكا اللاتينية هي الأخرى بدأت تعانى وبشكل أسرع من هذه المشكلة، إذ انه من المتوقع أن تنخفض الأراضى المزروعة بالقهوة بنسبة 88% بحلول عام 2050.

 

لا تختلف الكثير من الدراسات أن «القهوة» أصبحت فى خطر، لكن التوقيت الأصعب لها هو المختلف فيه، فوفقا لمعهد المناخ الاسترالى فأنه وبحلول عام 2050 سيقل إنتاج «البن» فى العالم بنسبة 50%، وهو ما لن يضر بـ «المزاج» فقط بل سيضع اكثر من 120 مليون شخص يعملون فى زراعة البن حول العالم فى خطر، أغلبهم من افقر سكان العالم.

 

أما هيئة الإذاعة البريطانية فتنقل بدورها عن تقرير أعده علما متخصصون فى لندن ما هو أكثر من هذا، فقد ارتفعت نسبة استهلاك القهوة حول العالم ثلاثة اضعاف منذ الستينات وهو ما تسبب فى انخفاض المخزون الذى كان متواجدا اثناء سنوات طويلة، وجعل هناك ضغطا كبيرا على الأراضى، وهو ما يعرض أيضا «مذاق القهوة» للخطر بسبب انخفاض جودة المخزون المنتج.

 

البرازيل أكبر منتج للبن فى العالم هى أيضا تعانى منذ سنوات من أسوأ موجة جفاف فى تاريخها منذ بدء تسجيل ظواهر الطقس قبل قرن من الزمان، أما الأماكن الأكثر جفافا فهى تلك الأماكن التى يتم زراعة القهوة فيها بولاية أسبيريتو سانتو.

 

ولا يبدو أن العالم يقف مكتوف الأيدى أمام هذه الظاهرة، حيث تعمل عدد من معاهد الزراعة حول العالم بمحاولة التعديل الوراثى لإنتاج أنواع جديدة من القهوة قادرة على تحمل الجفاف، وذلك بمشاركة شركات كبرى فى مجال إنتاج القهوة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق