لماذا تأخر سعد الحريري في إعلان تشكيل حكومته الجديدة؟

مر أكثر من شهرين على إعلان البرلمان اللبناني، تكليف سعد الحريري، بتشكيل الحكومة اللبنانية، في 28 مايو الماضي، وإعطاء نبيه بري، رئيس البرلمان اللبناني، مهلة شهر واحد من أجل الانتهاء من إعلان أسماء وزراءه، إلا أنه رغم هذه المدة لا زالت لبنان تعيش دون حكومة حتى الآن.

الخلافات بين الكتل السياسية اللبنانية، والصراع بين المؤسسات شكلتا حائلا كبيرا أمام سعد الحريري للتوصل لتوافق بين القوى السياسية اللبنانية لتشكيل الحكومة، وسط انشغال رئيس الوزراء اللبناني بحل الخلافات بين تلك القوى.

وتعد ممارسات حزب الله في لبنان، وتلويحه أكثر من مرة بأنه قد يسحب الثقة من سعد الحريري، أحد العوائق أيضا أمام تشكيل الحكومة اللبنانية، وسط اهتمام بيروت الآن بملف عودة اللاجئين السوريين إلى مدنهم.

استمرار حالة عدم الاستقرار، وعدم تمكن سعد الحريري من تشكيل حكومته سيكون له انعكاسات خطيرة على الوضع اليمني، خاصة أن حزب الله قد يستغل الوضع ليضع رجاله في الحكومة ويفرض هيمنة عليها.

ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية، عن النائب في البرلمان اللبناني، أسامة سعد، تأكيده أن عملية تشكيل الحكومة تراوح مكانها من دون أي تقدم حتى الآن، حيث إن هناك عدة عقبات تحول دون تشكيلها، منها مرتبطة بالواقع المحلي اللبناني ومنها مرتبط بالأوضاع الإقليمية والدولية، موضحا أن الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة منقسمة على ذاتها وهذه أهم عقبة تواجه تشكيل الحكومة، فضلا عن أن المعايير التي على أساسها تتشكل الحكومة هي معايير مرتبطة بالواقع الطائفي والمذهبي الموجود في البلد، وبمصالح فئوية للأطراف المعنية بتشكيل الحكومة، وغياب كامل لأي معيار وطني يفترض أن يكون بهذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة وتداعيات هذه الأحداث على الواقع اللبناني.

النائب اللبناني، أوضح أن كل هذه عوامل مهمة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عندما نتحدث عن تشكيل الحكومة، بجانب المخاطر أكانت مخاطر داخلية مرتبطة بأزمة اقتصادية ومالية كبيرة في البلد أو مخاطر مرتبطة بتداعيات الأحداث في المنطقة من سوريا إلى اليمن إلى العراق، كما أنه لا يوجد أي طرف دولي أو إقليمي أظهر أنه يضغط باتجاه تعطيل تشكيل الحكومة، ولكن هناك توازنات لبنانية محلية ولها امتدادات إقليمية، نحن أمام صراعات لها طابع إقليمي ودولي في المنطقة لها انعكاساتها على لبنان.