حروب التطهير ترد على حروب التيه القطرية: بطولات سيناء واصطياد قيادات "داعش"
الثلاثاء، 31 يوليو 2018 06:00 مكتب – محمد الحر
خاضت القوات المسلحة حربا لا هوادة فيها ضد معاقل الإرهاب بمناطق وسط سيناء، وواجه إبطالها الموت بشجاعة وبسالة وسط إصرار على الخدمة في سيناء، وتحديهم للعناصر الإرهابية في كل مكان على ارض سيناء ، وكان إبطال الكتيبة "102" صاعقة بقيادة البطل العقيد احمد منسي وزملائه وجنوده مثالا على الاستبسال والبطولة حيث واجهوا الإرهاب لآخر قطرة من دمائهم ولم يتركوا أسلحتهم حتى نالوا الشهادة.
وبتعاون أبناء ومشايخ قبائل وسط سيناء مع القوات المسلحة خلال الفترة الماضية ، تم توجيه ضربات رادعة للعناصر الإرهابية وخاصة التي تنتمي لتنظيم "داعش" الإرهابي بعد تنامي الهجمات على الأهالي بوسط سيناء واستهدافهم للمقرات الأمنية والقوات بتلك المنطقة الوعرة ، واستهدفت قوات الجيش ، بؤر الجماعات الإرهابية في ووسط سيناء، في أكبر عملية يُنفذها الجيش منذ انطلاق الحرب على الإرهاب منتصف العام ، عقب هجمات إرهابية على مقرات أمنية وأهلية هناك خلال عام 3013".
وتشير بيانات المتحدث العسكري إلى ان قوات الجيش فرضت طوق مُحكم حول شمال سيناء ووسطها، لمنع فرار المتطرفين من ساحة المعركة، وكثفت البوارج والزوارق الحربية تمشيط الساحل الشمالي لسيناء في البحر المتوسط، بداية من شرق رفح المتاخمة لشواطئ قطاع غزة، حتى غرب مدينة العريش.
ونجحت القوات المسلحة من خلال أسلحتها الرئيسية، البرية والجوية والبحرية وسلاح الدفاع الجوي في تحقيق الأهداف الإستراتيجية المخططة ، ونفذت القوات الجوية ضربات قوية ومركزة ضد تجمعات الإرهاب وبؤره بمركزي مدينتي نخل والحسنة ونطاق المناطق المحيطة بهما وخاصة مناطق لحفن والجايفة والجفجافة والمنبطح ، ودمرت مخازن تكديس الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة ومناطق الدعم اللوجيستي، تحت مظله جوية من نسور سلاح الجو بواسطة المقاتلات الحربية الجوية.
وقال مصدر قبلي من رموز ومشايخ منطقة وسط سيناء ، انه تم عقد اجتماعات بالاشتراك بين أبناء قبائل وسط سيناء الاحيوات والتياها والنخالوه والترابين ، مع قادة القوات المسلحة بنطاق الجيش الثالث الميداني ، وبعد التنسيق والتعاون التام بين الجانبين وتقديم المعلومات اللوجستيه اللازمة ، نفذت القوات حملات دهم في مناطق محددة لمطاردة العناصر الفارة، فضلاً عن تمشيط أمني لكل المناطق السكانية في مناطق الظهير الصحراوي لوسط سيناء ، وتم الوصول الى تلك العناصر وتطهير المناطق التي كانوا يتحصنون ويعيشون بها بوسط سيناء.
بمتابعة بيانات القوات المسلحة الصادرة عن العملية الشاملة سيناء 2018، التي أشارت إلى ان عمليات القوات لم تقتصر على نطاق الجيش الثالث الميدانى بالمنطقة الأولى المتاخمة للضفة الشرقية لقناة السويس وحتى مناطق العمليات، والتى تنتشر بها القوات لتمشيط كل الطرق والدروب والمدقات والمناطق الجبلية لضبط أي عناصر إرهابية أو العناصر المتعاونة معها أو الفارة من مناطق الاشتباكات ومنعها من إعادة تمركزها بتلك المنطقة مع غلق كل الدروب والمدقات المؤدية إلى جنوب سيناء.
المصادر القبلية أوضحت أن عمليات القوات المسلحة استطاعت تطويق البؤر الإرهابية، ومنعت أى تسلل للعناصر الإرهابية، وتكلل نجاحها بأعترافات التنظيم الإرهابي نفسه، بأن الضربات التي قامت بها القوات، كبدته خسائر فادحة في صفوفه، وأعلن عبر منصاته الإعلامية مقتل العديد من القيادات وكبار قادة التنظيم، ومن بينهم هو ناصر أبو زقول أمير تنظيم ولاية سيناء الإرهابي لمنطقة وسط سيناء، ومعه اثنان من معاونيه بعد حصار دام ثلاثة أيام. بعد تبادل كثيف لإطلاق النيران ، و " محمد جزر "، المكني ب "أبو جعفر المقدسي" الفلسطيني الجنسية والفار من قطاع غزة لسيناء.
وحول اصطياد قيادات داعش ومن اهمهم ناصر ابو زقول قالت المصادر أن من الواضح دقة توقيت العملية العسكرية، حيث كان القيادي الإرهابي ناصر أبو زقول أحد أخطر عناصر التنظيم الإرهابي فى وسط سيناء، وكان مسئولا عن عمليات تفجير ومهاجمة أهداف ومنشآت عسكرية وأمنية خلال السنوات الماضية، كما أنه شارك فى تفجيرات دهب عام 2005 وراح ضحيتها أكثر من 80 قتيلا من جنسيات مختلفة.
وحسب المصادر تولى "أبو زقول "إخفاء قائد جماعة التوحيد والجهاد والعقل المدبر والمخطط الرئيسى للتفجيرات، وهو الإرهابي القيادى نصر خميس الملاحي، وفقا لمذكرة تحريات مباحث أمن الدولة حول تنظيم التوحيد والجهاد وقتها، وتم الحكم عليه بعشر سنوات سجن، لكنه استطاع الهروب أثناء اقتحام السجون إبان ثورة 25 يناير عام 2011.
وأدي استهداف قيادات الصفين الأول والثاني للتنظيم الإرهابي بوسط سيناء إلى خفض الروح المعنوية لباقى أعضاء التنظيم فى الداخل والخارج، علاوة على فقدان التوازن والتوقف عن أى أفكار مستقبلية من الممكن أن يخططوا لها فى تلك المناطق بوسط سيناء.
وأدى القضاء على أهم القيادات التي تخطط وتشرف على العمليات الإرهابية للتنظيم إلى انشقاقات داخلية بين أفراد الجماعة لرغبة كل فرد فيهم لتولى منصب أمير التنظيم، فضلا عن إثارة الشكوك بين أعضاء التنظيم على أساس أن مكان اختباء أمير التنظيم لم يعلمه أحد غير مجموعة صغيرة جدا منهم والتى تجعلهم يخونون بعضهم البعض حيث يعتقدون أنه هناك من أبلغ عن مكان اختبائه.