التأمين الصحي والنمو السكاني.. كيف تواجه هالة زايد تحديات التنمية الشاملة؟
الأحد، 29 يوليو 2018 07:00 مإبراهيم الديب
رسائل هامة حملتها كلمة الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان خلال جلسة تطوير منظومة التأمين الصحي في الثاني من المؤتمر السادس للشباب، والمنعقد حاليا بجامعة القاهرة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.
في البداية طالب الرئيس السيسي، بضرورة تضافر كافة الجهود للنهوض بمنظومتي الصحة والتعليم، والتعامل بوعي مع تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، لافتا إلى أن هجوم البعض على تلك المشروعات يفقدها الثقة من قبل المواطنين وهو ماينعكس بالسلب على أداء القائمين عليها.
ووجه الرئيس حديثه إلى وسائل الإعلام والمفكرين، قائلا: «ادو دفعة للنجاح وشجعوا وحطوا ايديكم معانا علشان نقدر نكمل على الباقى، وأنا معاكم إن 15 سنة لتنفيذ المنظومة الجديدة مدة كبيرة، ولكن تطبيق المنظومة تتكلف 600 مليار جنيه، يا رب نقدر خلال الفترة دى إننا نوفر هذه المبالغ».
وأوضح الرئيس روؤيته لحل أزمات قوائم الانتظار مشيرا إلى أنها تكلف الدولة نحو مليار جنيه سنويا، بواقع 100 ألف جنيه، وتم التعاون مع وزارة الصحة لتوفير تلك النفقات وحل تلك الأزمة، مؤكدا أن ملفي الصحة والتعليم على رأس أولويات الحكومة في الفترة الحالية.
من جانبها كشفت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان التفاصيل الكاملة المتعلقة بمنظومة التأمين الصحي الجديدة، وخطتها لتطوير المستشفيات وتنظيم الأسرة، فضلاً عن تصريحات هامة بشأن ملف ألبان الأطفال و فيروس سى.
وقالت وزيرة الصحة، إن الوزارة بدأت فى بناء منظومة التأمين الجديدة، مبينة أن تطبيق المنظومة الجديدة يتطلب تهيئة المحافظات بشكل كامل، فضلا عن مقدمى ومتلقى الخدمة، وتصحيح العوار فى المنظومة الصحية، مشيرة إلى أن أكبر التحديات هى قوائم الانتظار وفيروس سى.
إشراك كافة الفاعلين من القطاعين العام والخاص، كان أحد محاور تطوير منظومة الصحة، للقضاء على مشكلات المستشفيات وقوئام الانتظار ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمرضى، كما تشمل خطة الوزارة التحول الجذري العلمي والتدريجي نحو إصلاح النظام الصحي لإحداث تحسن سريع وملموس لدى المواطن عن الخدمات الصحية، والعمل على تحسين بيئة العمل لمقدمى الرعاية الصحية، والتعليم والتدريب الطبى المستمر لكافة مقدمى الرعاية الصحية، بالإصافة إلى العمل على خفض معدلات النمو السكانى بما يساهم فى رفع معدل النمو الاقتصادى للدولة.
وأشارت «زايد»، إلى أن قوائم الانتظار تضم 12127 مريضا فى قوائم الانتظار فى أهم 9 تداخلات طبية، مشيرة إلى إجراء 3.992 جراحة وتداخل طبى، حيث تضم المستشفيات الجامعية قائمة تضم 5 آلاف واليوم تم الانتهاء من 1700 حالة منها زراعة الكبد، وأوضحت وزيرة الصحة، أن تسعيرة الخدمة كانت سببا من أسباب تراكم القوائم، وعدم توافر المستلزمات.
وفيما يتعلق بالقضاء على فيروس سى، أوضحت أن الوزارة تهدف للقضاء على فيروس سى تماما، حيث تم توفير 130 مليون دولار، بالتعاون مع البنك الدولى، لإجراء مسح شامل، متوقعة علاج 2 مليون مريض خلال عامين، كاشفة عن أن شهر أكتوبر القادم سيبدأ عمليات المسح، مع الاستعانة بقوائم الانتخابات للقضاء على فيروس سي، مشيرة إلى ثقتها الكاملة في إنجاز منظومة التأمين الصحي الجديدة في الفترة المددة لها على مستوى المحافظات لتضافر جهود القائمين عليها لإنهائها.
وفيما يتعلق بتنفيذ توجهات الدولة لإتاحة الفرص للشباب للالتحاق بالوظائف القيادية، قالت وزيرة الصحة، إن الوزارة تضم أصغر مساعد وزير من شباب خريجى البرنامج الرئاسي، وأصغر رئيس هيئة بالإسعاف، موضحة أنه سيتم إطلاق حملة إعلامية لتعريف المواطنين بالتفاصيل الكاملة عن منظومة التأمين الصحي الجديدة لتوعية الناس بها وحث المواطنين على اتباع الإجراءات اللازمة لتطبيقها، والتوعية بمخاطر فيروس سي وإجراءات الوزارة للقضاء عليه.
ولم يغب ملف أزمة نقص لبن الأطفال المدعم عن كلمة هالة زايد والتي أوضحت أن القوات المسلحة ستنتج بداية من العام القادم ألبان الأطفال لصالح الوزارة، وبالتالى لن نحتاج إلى الاستيراد، مضيفة أن الوزارة اشترت تطعيمات بمبلغ 2.5 مليار جنيه هذا العام.
ملف تنظيم الأسرة والنمو السكاني أحد أهم المخاطر التي توجه الخطة التنموية الشاملة للدولة، وفي هذا الصدد أوضحت هالة زايد، أن الوزارة تستهدف معدل إنجاب كلى 2.4 بحلول 2030، لافتة إلى أن هناك عناصر رئيسية لنجاح تطبيق منظومة المستشفيات النموذجية، تمثل فى وضع منظومة صيانة وتشغيل المستشفيات، ورفع كفاءة القوى البشرية وتحسين بيئة العمل.
وقالت «زايد»، إن وزارة الصحة تعمل مع عدة وزارات فيما يخص تنظيم الأسرة، مثل وزارة الأوقاف والتضامن الاجتماعى، لتوعية المجتمع بذلك، مضيفاً أنه سيكون هناك واعظين وواعظات من وزارة الأوقاف فى حملات وقوافل تنظيم الأسرة الشهر المقبل، مبينه أن الاشتراك فى التأمين الصحى إجبارى وسيشمل الأسرة بأكملها.
وأوضحت وزيرة الصحة، أن من عناصر نجاح المنظومة أيضا، هو الربط الإلكترونى للمستشفيات والتدرج للوصول إلى الميكنة الكاملة، وإحكام منظومة التجهيزات الطبية اللازمة المناسبة للخدمة المقدمة، ووضع لوائح تنظيمية تضمن كفاءة التشغيل بجميع مكوناته، وتعزيز نظام الإحالة والربط مع المستشفيات الجامعية، وتطبيق لائحة أسعار خدمات منظومة التأمين الصحى الجديد، فضلا عن وضع خريطة صحية دقيقة لكل محافظة على حدى لتراعى خصائصها الديموجرافية، ووضع متطلبات وحاجة المريض والمعايير كمعيار أساسى للجودة.