مرسل إلى الآنسة إحسان عبدالقدوس.. سر العبارة التي أغضبت أديب الحب والحرية
الأحد، 29 يوليو 2018 03:00 مزينب عبداللاه
كان الكاتب والصحفي الكبير، إحسان عبد القدوس، يعاني من عقدة كبيرة بسبب اسمه، حيث كانت تصله خطابات في بداية حياته الصحفية باسم الآنسة إحسان عبد القدوس على اعتبار أنه فتاة. وزاد غضب أديب الحب والحرية على اسمه بعد زواجه، خاصة وأن شقيقة زوجته الكبرى كان أسمها إحسان.
وقال إحسان عبد القدوس عن هذه العقدة: «منذ صغري وأنا عندي عقدة من اسمي، وكنت عندما أتشاجر مع الأطفال الذين ألعب معهم يصيحون (البنوتة أهو) سخرية من اسمي». وتابع: «كثيرا ما سألت أبي وأمي وأنا طفل: (أنتم ليه سمتوني إحسان؟). وكان لكل منهما رواية، فأمي تقول عندما وضعتك كانت بجانبي صديقتي الفنانة (إحسان كامل)، فأطلقت أسمها عليك!!».
وأضاف: «والدي كان له قصة أخرى وكان يقول إن جدته كانت تركية، واسم إحسان في تركيا يطلق على الأولاد، (إحسان) هناك مذكر لا مؤنث، وجدتي هذه هي التي اختارت لي اسمي».
وأكد إحسان عبد القدوس، أنه كان أكثر اقتناعا برواية ولدته رائدة الصحافة روز اليوسف، مشيرا إلى أن والده حاول أن يخفف من سخطه على اسمه، فكتب قصة بعنوان «إحسان بيه»، تحولت إلى عمل سينمائي، تحت عنوان: «بنت النيل»، وكان ثاني فيلم في السينما المصرية.
جدير بالذكر أن إحسان عبد القدوس ولد عام (1919)، وقبل مولده حدث الطلاق بين والده الفنان محمد عبد القدوس، ووالدته روزاليوسف، حيث كان جده رافضا لزواج ابنه من روزاليوسف التي جاءت من لبنان إلى مصر بلا عائلة، حيث تبنتها أسرة في لبنان وهي طفلة بعدما فقدت والدها ووالدتها، وفي طريق هجرة الأسرة إلى أمريكا تركتها في مصر، لتبدأ حياتها بالعمل في الفن والمسرح والصحافة.
وأعجب بها الفنان محمد عبد القدوس وتزوجها فطرده والده، ولم يتصالح معه إلا بعد مولد إحسان عبد القدوس، ثم وقع الطلاق بين والد إحسان ووالدته، لينتقل وينشأ في بيت أسرة والده المحافظة التي تضع قودا كثيرة على المرأة، وتقوم عمته بتربيته مع أبنائها .
ولم ينقطع إحسان عن التواصل مع والدته رائدة الصحافة. وكان يزورها باستمرار، و يرى في بيتها اختلافا كبيرا عما يراه في بيت جده العباسية، فكانت روزاليوسف تسكن عمارة بالزمالك يملكها الشاعر أحمد شوقي، وتعقد جلسات يجتمع فيها أهل الفن والأدباء، فجمع إحسان بين الثقافتين، وهو ما تجسد في نظرته وكتاباته عن المرأة، حيث جسد بيئة العباسية في بعض القصص ومنها رواية «أنا حرة»، واهتم في كتاباته بقضية تحرير المرأة وحصولها على حقوقها.