نوستالجيا خسوف القمر.. المد والجزر يطلقان العنان لطواحين المياه والغلال
الجمعة، 27 يوليو 2018 10:00 م
تستعد محافظات مصر الآن ، لمشاهدة ورصد ظاهرة الخسوف الكلي للقمر، وأداء صلاتها التى حل وقتها بعد صلاة المغرب مباشرة ، وقد جرت الاستعدادات على قدم وساق فى مصر والعالم، لرصد ومتابعة واستقبال هذا الحدث الكونى والعلمى الهام.
مدة الخسوف
ويُعد هذا الخسوف هو أطول خسوف كلي للقمر في القرن الـ21، حيث سيستغرق من بدايته وحتى نهايته حوالي 6 ساعات و14 دقيقة، بالإضافة إلى ظاهرة مقابلة كوكب المريخ للأرض، وهو في أشد تألقه منذ 15 عاماً ، وتبدأ الظاهرة بـ«الخسوف شبه ظلّي»، في تمام الساعة السابعة و14 دقيقة و47 ثانية مساء، و«الخسوف شبه ظلّي»، هو أن يكون القمر في شبه ظل الأرض، ويبدو ضوء القمر باهتاً ولا ينخسف القمر، وفي تمام الساعة العاشرة و21 دقيقة و44 ثانية تكون ذروة الخسوف الكلي، وهي لحظة أن يكون قرص القمر فيها أشد عتامة، وتنتهي ظاهرة الخسوف للقمر في تمام الساعة الواحدة و28 دقيقة و38 ثانية.
المد والجزر
المد والجزر
المد والجزر ظاهرتان ، تنشأن نتيجة التأثيرات المجتمعة لقوى جاذبية القمر والشمس ، ودوران الأرض حول محورها "قوة الطرد المركزية"،وهما ظاهرتان طبيعيتان تحدثان على مرحلتين لمياه المحيطات والبحار، الأولى هى مرحلة المد و يحدث فيها ارتفاع وقتي تدرجي في منسوب مياه سطح المحيط أو البحر،والثانية وهى مرحلة الجزر و يحدث فيها انخفاض وقتي تدرجي في منسوب مياه سطح المحيط أو البحر.
وبعض الشواطئ يحدث بها ذروتين متساويتين تقريباً للمد ، وحضيضين للجزر يومياً، ويسمي ذلك بالمد نصف اليومي، وبعض المواقع والشواطىء يحدث بها ذروة واحدة للمد وحضيض واحد للجزر كل يوم، ويسمي ذلك بالمد اليومي، كما يحدث ببعض الشواطىء و المواقع مدين وجزرين متفاوتين في اليوم الواحد، وفي بعض الأحيان الأخرى يحدث بها مد وجزر واحد كل يوم، وهذا ما يسمى بالمد المختلط.
طواحين الماء
ويتأثر زمن وطول المد والجزر في مكان ما بالمحاذاة بين الشمس والقمر، و نمط المد والجزر في المياه العميقة للمحيط، وبأنظمة التقابُل المساري للمحيطات، وبشكل الخط الساحلي وبقياس الأعماق القريبة من الشاطئ،ولذلك فإن منشآت المد والجزر ، هي منشآت تعتمد على ظاهرتي المد والجزر، حيث أن كل من الشمس والقمر تؤثر على الأرض وعلى مياه البحار والمحيطات بفعل الجاذبية ،و تسبب جاذبية الشمس للأرض ما يسمى بالمد الشمسي، وتؤثر جاذبية القمر بما يسمى بالمد القمري، ويسبب هذان المدان حركة دورية ومتوقعة للمياه ذهابا وإيابا على شواطئ الأرض.
كيفية حدوث ظاهرة المد والجزر
المد والجزر نتيجة الكسوف والخسوف
تنشأ حركة المد والجزر بفعل جاذبية الشمس والقمر لمياه البحار والمحيطات ، ولأن القمر أقرب إلى الأرض فتأثير جاذبيته يكون أكبر رغم صغر حجمه ؛ فنستنتج أن جاذبية القمر هي أهم عامل في حدوث المد والجزر ، ولكن هنالك عامل أخر وهو قوة الطرد المركزي الناتج عن دوران الأرض حول نفسها ، ويحدث المد والجزر مرتين كل يوم "مرة كل 12 ساعة" ، لأن أجزاء سطح الأرض تمر أثناء دورتها أمام القمر ، فيحدث المد في الأماكن المواجهة للقمر ، ثم لايلبث أن يحدث الجزر عندما تبتعد هذه الأماكن عنه ، ويختلف ارتفاع المد باختلاف موقع القمر في مداره بالنسبة لكل من الأرض والشمس.
ظاهرة الكسوف
عندما يكون القمر فى فترة المحاق والبدر ، يعلو المد إلى أقصى دورته نظرا لوقوع الشمس والقمر في جهة واحدة ، وتبلغ قوة جاذبية القمر أقصاها عند ظاهرة الكسوف ،عندما يكون القمر بين الشمس والأرض فيكون تأثيرهما على الأرض شديدا،وفي الأسبوعين الأول والثالث من كل شهر قمري ، يكون المد ضعيف بسبب وقوع كل من الشمس والقمر على ضلعي زاوية رأسها مركز الأرض ، وبذلك تحاول جاذبية الشمس تعديل جاذبية القمر ، و لحركات المد والجزر أهمية بالغة ، فهي تعمل على تطهير البحار والمحيطات من الشوائب ؛ وكذالك تطهير مصبات الأنهار والموانئ من الرواسب ، كما يستغلها الإنسان في تحديد مواعيد دخول السفن إلى الموانئ التي تقع على مياه ضحلة، ولكن المد الشديد قد يشكل خطرا على الملاحة وخاصة في المضايق.
طواحين الغلال
طواحين الماء
تعتبر ظاهرة المد والجزر من الظواهر الطبيعية المنتشرة في بحار العالم، و تختلف نسبة ارتفاع المد وانخفاض الجزر من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي مرورا بخط الاستواء ، ففي بعض المناطق من العالم تصل إلى أكثر من 200 سم ، وفي مناطق أخرى لا تزيد عن 30 سم، كما أن ظاهرة المد والجزر تحدث يوميا 4 مرات أو كل 6 ساعات تحدث الظاهرة، وقد فطن الإنسان منذ العصور القديمة إلى استغلال قوى المد والجزر ، في إدارة طواحينه لطحن الغلال ، وما تزال هناك آثار لهذه الطواحين على شواطئ مقاطعة "بريتاني" في شمال فرنسا منذ القرن الثاني عشر الميلادي،وكانت الفكرة التي تعمل بها هذه الطواحين بسيطة للغاية ، وتتلخص في حجز ماء المد في خزان أثناء المد العالي، وعندما يمتلئ الخزان بالماء تغلق بوابات خاصة ،و بعد ذلك عندما يحدث الجزر فيكون سطح الماء في الخزان أعلى من مستوى سطح البحر ، حينها يبدأ الماء في الانسياب ويدير الطاحونة المائية ،وقد استغل العرب ظاهرة المد والجزر قبل أوروبا بثلاثة قرون أو أكثر، كما ورد في الكتب التاريخية القديمة ، إذ وجد النص التالى: (استغل أهل البصرة تيار المد والجزر ، في إدارة السواقي وطواحين الغلال قبل أوروبا بقرون، وقد ورد ذكر النص في كتاب البلدان لابن خرداذبه (846 م) ، وفي مؤلفات المقدسي (989 م).
خسوف القمر