موجات حر قياسية تجتاح العالم.. والدراسات: الأسوأ لم يأت بعد
الجمعة، 27 يوليو 2018 01:00 م
أيام قاسية وغير معتادة يعيشها الأوربيين تلك الفترة، إذ سجلت درجات الحرارة أرقاما قياسية لم يعتادوا عليها من قبل، كما اتلفت موجات الحرائق والجفاف العديد من الغابات والمناطق، لكن هذه ليست الأزمة فى حد ذاتها، فالأزمة أن درجات الحرارة التى انهار على إثرها الأوربيون قد تكون خلال 30 عاما هى درجات الحرارة الطبيعية للصيف.
فبعد الحرائق الدامية التى شهدتها اليونان خلال الأسبوع الماضى والتى راح ضحيتها نحو 60 شخصا بسبب ارتفاع درجة الحرارة، فإن الحرائق انتشرت فى السويد، وفنلندا، ولاتيفيا، ووصلت حتى روسيا، أما فى هولندا فقد شهدت الأنهار الشهيرة التى تزين الريف الهولندى جفافا شديدا، وأغلقت عدد من الجسور وتأثرت الملاحة النهرية.
ارتفاع درجات الحرارة
أرقام الحرارة المفجعة وصلت إلى درجات غير مسبوقة، ففى فرنسا وصلت درجة الحرارة لـ 38 درجة جنوب شرق البلاد، وفى بريطانيا وصلت الحرارة فى بعض المناطق إلى 36 درجة، وفى المانيا سجلت بعض المناطق درجة حرارة 38 درجة، وفى اليابان أعلنت الحكومة أ،ها بصدد كارثة طبيعية، بعد أن أودت الحرارة التى وصلت إلى 40 درجة مئوية بحياة 65 شخصا.
موجة الحرارة التى يشهدها العالم هذه الأيام، تنذر بمستقبل مخيف ليس فقط على مستوى الإرهاق والتعب الذى يشعر به البشر مع ارتفاع الحرارة أو حتى حرائق الغابات، بل إن العالم سيشهد زيادة رهيبة فى معدلات الفيضانات وأضرارها، فقد أصدر معهد بوتسدام لأبحاث التأثيرات المناخية دراسة مستفيضة أكد أن الخطر بات وشيكًا، وأنه حتى القيود التى فرضت على انبعاثات الكربون لن تشكل فارقا، فالمزيد من الفيضانات فى الطريق إلى العالم، فهناك نحو مليون شخص سيتضررون من هذه الفيضانات فى الولايات المتحدة الأمريكية، وفى افريقيا قد يرتفع إلى 34 مليون، وفى آسيا إلى 156 مليون.
موجات الحرارة فى فرنسا
الامر لن ينتهى عند هذا الحد، فالكثير من المحاصيل ستتعرض إلى التلف نتيجة الارتفاع غير الطبيعى فى الحرارة، ففى دراسة أخرى للجمعية الوطنية الأمريكية لمختبرات للزراعة والبيئة طالب الباحثون العالم بالتدخل لإجراء تغييرات جذرية فى المجتمع لمواجهة تهديد مناخى للزراعة وإلا سيواجه العالم مجاعات محتملة، كما أشار اليونيسيف إلى أن نحو 200 إلى 600 مليون شخص سيتعرضون للمجاعة بحلول عام 2080 بسبب هذا التغير المناخى.
وفى دراسة اليونيسيف أيضا فإنه بحلول عام 2050 سيواجه نحول مليار شخص فى مشكلة نقص المياه، ويرتفع هذا الرقم إلى 3.2 مليار إنسان، كما يرجح اليونيسيف أن يزيد معدلات الوفيات فى الدول الفقيرة بسبب انتشار امراض مرتبطة بارتفاع درجة الحرارة مثل الملايرا وحمى الضنك.
ورغم المؤشرات غير المطمئنة، والدراسات المرعبة، إلا أن العالم حتى هذه اللحظة لم يتخذ أى إجراء قوى للتخفيف من أثر الاحتباس الحرارى، بل إن العديد من قيادات الدول فى العالم مازالوا يعتبرون الاحتباس الحرارى ظاهرة يتم التهويل منها.