خطة «الكماشة» لمواجهة النسر الأمريكي.. تركيا وإيران تتحديان واشنطن في البحر الأحمر
الخميس، 26 يوليو 2018 04:00 م
لا يمكن الفصل بين الممارسات العدائية التي تقوم بها مليشيات الحوثيين في ميناء الحديدة اليمني، وتهديد الملاحة الدولية، عن طريق مضيق باب المندب، والدعم الإيراني لتلك التحركات التي تقوم بها المليشيات، عن تهديدات إيران بغلق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط، وتحركات تركيا في دول القرن الإفريقي.
الدعم التركي لمليشيات الحوثيين أصبح معروفا للجميع، خاصة تلك التظاهرات التي خرجت في شوارع مدينة أسطنبول ترفع صور زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي، بينما لم تعلق الحكومة التركية على تلك التظاهرات ما يؤكد دعمها، بجانب التنسيق التركي الإيراني ضد العقوبات الأمريكية ضد طهران بعد إعلان دونالد ترامب الرئيس الأمريكي في 12 مايو الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.
تحالف إيراني تركي
التنسيق التركي الإيراني، تتضمن أيضا تنسيق تجاري واقتصادي بين الدولتين، لمواجهة العقوبات الأمريكية، بجانب مساعدات تركية للنظام الإيراني كي يستطيع أن يتصدى لتلك العقوبات، وهو ما ظهر جليا في الوفد التجاري الذي زار طهران مؤخرا.
التحركات الإيرانية لتهديد الولايات المتحدة الأمريكية عبر بوابة الملاحة في البحر الأحمر، إلا جانب التهديد بغلق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط، مع تهديدات الحوثيين أيضا بشأن منع عبور الناقلات، بالتزامن مع التحركات التركية في الجانب الغربي للبحر الأحمر، يشير إلى خطة تركية إيرانية بمساندة الحوثيين لتهديد الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة الحالية، لإجبارها على التراجع عن سياساتها ضد النظام الإيراني، والدخول مجددا في الاتفاق النووي الإيراني الذي تم إبرامه في 2015.
أردوغان يساند إيران
تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن أن إيران تعد حليف لتركيا ولا يمكن لأنقرة أن تستجيب للدعوات الأمريكية بعدم شراء النفط الإيراني، أو قطع العلاقات مع إيران، يؤكد الاتجاه الذي تتبعه أنقرة في تقديم كل العون لإيران ضد الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في ظل التوتر الذي تشهده العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا منذ مساعي أنقرة لشراء أسلحة دفاع جوي سوري، بجانب أزمة القس الأمريكي، ثم التحالف مع إيران.
كل هذه التحركات تدفعنا لطرح العديد من الأسئلة حول ما إذا كانت تركيا وإيران يسعيان لفرض ما يمكن تسميته «كماشة» على الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وتهديد ناقلات النفط الخاصة بها؟ وهل يكون لواشنطن رد فعل قوي تجاه تكل السياسة العدائية لأنقرة وطهران؟ وهل نشهد خلال الفترة المقبلة حرب بين أمريكا وحلفائها الأوروبيين وبين التحالف الإيراني التركي؟ وماذا يكون رد فعل قطر حال نشبت مثل هذه الحروب؟