اتحاد المصارعة وسياسة الباب يفوت بطل
الأربعاء، 25 يوليو 2018 03:11 م
لطالما تعامل المسئولون في الاتحادات الرياضية المصرية بسياسة «الباب يفوت جمل»، ويغضون الطرف عن عناصر ربما تحقق إنجازات للبلد، ناهيك عن أنهم لا يملكون أصلا فنون إدارة المواهب داخل المنظومة الرياضية.
كم مرة سمعنا معاناة أحد أبطال الميداليات الذهبية يروي عن كم المعاناة التي عاشها في حياته للوصول إلى إنجاز دون أدنى تدخل من الاتحاد القائم على اللعبة؟، كلها بالمجهود الذاتي حرفيا، أو يمكنك طرح السؤال السابق بصيغة أكثر عدلا، كم مرة سمعنا أحد الأبطال من رافعي رأس مصر في المحافل الدولية يقول إن اتحاد اللعبة التابع له ساعده دون معوقات وعراقيل وأكتاف غير قانونية وتكسير مجاديف وفساد ومحسوبيات أو حتى ترك رحمة ربه تنزل!!؟.
هذه المقدمة ليست من باب التحامل على اتحاد المصارعة في أزمة اللاعب محمود فوزي رشاد، الأمر لا يتحتاج إلى مزايدة فكلنا نعرف ماذا يحدث داخل الاتحادات الرياضية من محسوبية وفساد وحرب على الموهوبين!!.
في مايو الماضي نشر المصارع الأوليمبي محمود فوزي رشاد، فيديو يعتزل فيه ممارسة اللعبة في مصر على حد زعمه أنه تعرض لظلم من الاتحاد المصري للمصارعة برئاسة عصام نوار.
اللاعب الذي، حصل من قبل على ذهبية البطولة العربية في المغرب، وذهبية أمم أفريقيا أكثر من مرة، وفضية في الدورة التأهيلية للألعاب الأوليمبية، زعم رفع اسمه من بعثة منتخب المصارعة المشاركة في دورة البحر المتوسط، رغم أنه يستعد للبطولة منذ 6 أشهر بمعسكرات في ألمانيا وبلغاريا على نفقته الشخصية.
بمرارة وجه اللاعب الأوليمبي أصابع الاتهام إلى المهندس فرج عامر رئيس لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان، بأنه وراء رفع اسمه من بعثة المنتخب المشاركة في دورة البحر المتوسط، بممارسة الضغط على اتحاد المصارعة، لحساب لاعب آخر والده صديق شخصي لعامر، علمًا بأنه خاطب المدير الفني الذي قال له إنه لا يعلم شيئًا عن الأمر.
لكن بعدها لزم التوضيح من المهندس فرج عامر الذي خرج على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ونفى تماما ادعاءات محمود فوزي.
وكتب عامر "اللاعب الذي يدعي أنني تدخلت بدعم اللاعب أحمد إبراهيم ليسافر بدلاً منه ادعاء كاذب، وسوف أقاضيه للكذب وللادعاء الكاذب، هذا اللاعب لم يشترك في بطولة الجمهورية أو في تصفيات المنتخب لكي يشارك في بطولة البحر الأبيض، وليس له الحق في السفر، ونظرا لأن مدربه هو المدير الفني السابق سمح له بمنازلة اللاعب الفائز في بطولة الجمهورية والمتأهل للمنتخب، ولقد نال هزيمة مذلة في كلا المبارتين".
وقرر عامر إخراج ما في جعبته للقضاء نهائيا على اللاعب "أحب أن أضيف أن هذا المدعي سبق الحكم عليه بالسجن سنتين لاعتدائه بالضرب على رئيس لجنة الجكام الرئيسية في إحدى البطولات، وخلال الأسبوع الماضي تم تحرير واقعة تحرش بإحدى اللاعبات بالمركز الأوليمبي بالمعادي ومنع من دخوله، وطلبت من اتحاد المصارعة إيضاح كل هذه الملابسات في بيان يوضح حقيقة وتاريخ هذا اللاعب".
بعدها طفحت على السطح اتهامات هنا وهناك، وتبادل طرفا الأزمة مع أطراف أخرى من داخل اتحاد المصارعة تبرعت لسكب البنزين على النار، التشهير بالآخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي كل في موقع وبمريديه وأدواته.
بعيدا عن الاتهامات التي صاغها اللاعب لمسؤولي اتحاد المصارعة وفرج عامر في الفيديو الذي مالبث على نشره ساعات إلا وتناقلته وسائل الإعلام، وبعيدا عن كون أحد الأطراف مدانا أو بريئا، أين اختفى السادة القائمون على الاتحاد، لماذا لم نشهد فتح تحقيق موسع في ادعاءات اللاعب الحاصل على كل هذه البطولات، لماذا تركوا الحبل على الغارب وكالعادة فضلوا غرس الرؤوس في الرمال؟!، لماذا لم يجلسوا مع اللاعب لاستيعابه والنظر عن قرب في شكواه التي تبدو أكثر قربا من الصحة لما عهدناه من أفعال مسؤولي الاتحادات؟!، لماذا لم يحاولوا حتى تبرئة زمتهم من اتهامات المحسوبية والفساد أو حتى تكذيب اللاعب نفسه حتى لا يتجرأ آخر ويصطاد في الماء العكر مرة ثانية؟!.
إجابة هذه الأسئلة رد عليها اللاعب نفسه، عندما قرر الهروب إلى أمريكا لتمثيلها في أولمبياد طوكيو القادمة، وفقا لصوره ومباركات متابعيه لما نشره عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وبغض النظر عن فعلته وعن كونه حصل على الجنسية الأمريكية أم لا للخروج من مأزقه، فإنه لا عزاء ولا رحمة لمسؤولي الاتحاد المصري للمصارعة وخليكم في سياسة «الباب يفوت بطل»، وجمدوا الوضع بما هو عليه.