المأساة أم الإبداع.. «مي» تبهر النشطاء بلوحة رسمتها بعد رسوبها في اختبار القدرات (صور)
الثلاثاء، 24 يوليو 2018 09:00 م
كان حلم حياتها أن تلتحق بعد الانتهاء من بعبع الثانوية العامة بكلية الفنون الجميلة، فموهبتها التي عرفتها منذ أن عرفت الكلام أثقلتها خلال عشر سنوات بالتدريب والقراءة والاطلاع والاحتكاك بمن هم متقدمون عليها، حتى أنها لم تصدق يوماً أن هذا الحلم يمكن له أن يضيع بجرة قلم، من لجنة لا تعرف معيار قبولهم لقريناتها ورفضهم لها.
مي السيد، فتاة تقف على ناصية العشرينيات، ملأت رسوماتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بعد أن نشرت آخر لوحة لها، والتي رسمتها تعبيراً عن حزنها لرسوبها في اختبار القدرات بكلية الفنون الجميلة، فحازت على إعجاب النشطاء الذين راحوا يتعجبون من رسوبها رغم موهبتها الفائقة، لتعيد إلى الأذهان قصة فتاة صفر الثانوية العامة، والتي باتت بعد تخرجها من أوائل كلية الصيدلة.
تقول مي: «حصلت على 91% علمي رياضة، على الرغم من اني استحق ما هو أفضل من ذلك، ولكن كان عزائي في أنني اقترب من الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، وحصولي على هذا المجموع ساعدني في اقناع والدي بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة، ظللت أقنع في والدي لمدة أسبوعين، وافق بشرط أن أكتب كل كليات طنطا في الأول، وفي النهاية الفنون الجميلة، من المفترض قبل التقدم للامتحان أن احصل على دورة تدريبية كانت تقدم من الكلية وبعض المراكز الخاصة، للتدريب على الشق النظري في الامتحان وكذلك على كيفية التعامل مع الرسومات التي يطلب منا رسمها في الجزء العملي».
وتابعت: «فوجئت أن هذا العام الكلية لن تقدم هذه الدورة التدريبية، فقررت الاعتماد على نفسي وعلى أصدقائي بالكلية، وبالفعل أرسلوا لي ما يخص الجزء النظري، وعملت أنا على تدريب يدي على الجزء العملي برسم تماثيل وما إلى ذلك، قيل لنا أن الجزء العملي يطلب منا فيه رسم طبيعة صامتة، ولكننا فوجئنا بأن هذا الشق تم الغاؤه، والجزء النظري بات عبارة عن معلومات عامة وليست أسئلة محددة كتلك التي أرسلها لي أصدقائي، كلي ثقة في أن ما قدمته في الجزء النظري على الأقل يعطيني نصف الدرجة، وبالنسبة للرسم فأنا قدمت رسمتين على أكمل وجه ممكن».
وتضيف: « منذ أن عرفت بالنتيجة وأنا تائهة، ولا أعمل شيء سوى أن أقوم بالرسم، وسعدت جداً بإشادة متابعيني على مواقع التواصل الاجتماعي باللوحة التي رسمتها تعبيراً عن حزني على رسوبي في اختبار القدرات».