في 15 عامًا.. كيف تحولت العراق السعيد إلى حزين ومن المسئول؟
الثلاثاء، 24 يوليو 2018 02:00 ممحمود علي
قبل 15 عامًا من الآن كان يطلق عليها أو يطمح البعض أن تكون «العراق السعيدة»، ولكن شاء القدر أن تصبح حزينة جدًا في هذه الفترة، بعد أن كانت واحدة من أكبر الدول ذات الموارد الكبرى في الإقليم وذات حكم مستقر، الآن باتت تعاني من أبسط أساسيات الحياة مثل المياه والكهرباء، فضلا عن انتشار الفوضى والسلاح وزيادة بؤر الإرهاب وارتفاع معدل الجرائم.. فماذا حدث لهذا البلد فى عقد ونصف من الزمن وكيف تحول من سعيد إلى حزين؟.
مياة جفت فوق نهر دجلة، محطات كهربائية اغلقت في غضون سنوات، فوضى أسلحة وانتشار جرائم بصورة هائلة، خلايا إرهابية تتكاثر، واستقرار وأمن لا يشعر المواطن مطلقًا، تلك الأحداث شهدتها العراق بعد 15 عام مفعمة بالمأسي والدراما بعد الغزو الأمريكي للعراق.
الغزو الأمريكي
بدأ التحضير لهذ الغزو في أعقاب إحداث 11 ديسمبر 2001 والتي سقط على إثرها برجي التجارة العالمية في أمريكا، إلى أن انطلق عملياته في 19 مارس مايو 2003، ما أحدث حالة من الفراغ الأمني والسياسي في البلاد، التي كان يشهد لها الجميع بإنها مثال يحتذى به في قوة السلطة واستقرار الأجواء والرفاهية الاقتصادية، لكن فتحت هذه الحرب أبواب الجحيم ليس على العراق فحسب بل على العالم أجمع، حيث إنها كانت الشرارة الأولي لتحرير الإرهابيين والتكفيريين من المعتقلات وأدت إلى نشوب سجالات وصلت حد التفجيرات بين مكونات المجتمع العراقي.
أزمة الكهرباء
انقطاع الكهرباء في العراق ضمن أبرز التحديات التي تواجهها الحكومات العراقية منذ سقوط الرئيس الراحل صدام حسين، بسبب ضعف المولدات وتقادمها وعدم وجود الطاقة اللازمة لتشغيلها، فعلى الرغم من العراق تعتبر ضمن أبرز الدول التي لديها ثروات هائلة في مجال الطاقة إلا أنها في الوقت الراهن تعاني من شح في هذا المورد لاسيما بعد العمليات الإرهابية التي استهدفت محطات الطاقة والصراعات والخلافات السياسية المحتدمة التي أدت إلى انهيار هذا القطاع.
ومؤخرًا قطعت إيران إمدادات الكهرباء عن العراق في ظل أزمة سياسية محتدمة بعد مظاهرات خرجت ضد الحكومة العراقية، لذلك قدمت الحكومة الكويتية مساعدات عاجلة إلى العراق، في ضوء الظروف الصعبة التي تواجهها مدينة البصرة وعدد من المدن العراقية بسبب النقص الحاد في الكهرباء.
على ضوء تلك الأزمة اندلعت، قبل أسبوعين تقريبا، مظاهرات في محافظة البصرة قبل أن تمتد إلى محافظات أخرى، وذلك احتجاجا على انقطاع الكهرباء وشح المياه وانتشار البطالة وتفشي الفساد، غير أن أزمة الكهرباء كانت العامل الأهم في تلك الحالة.
الاختلافات مع العراق
الأكراد الذين كانوا دائمًا ما يعبروا عن ضيق حالهم السياسي والاقتصادي في ظل حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين ويشتكون من سوء توزيع الثروة، بعد غزو الأمريكي على العراق استغلوا الفرصة ليطيلو الكثير من المكاسب السياسية والتي مكنتهم من أن يكون لهم صوت مسموع في العراق، حيث أصبح لهم تمثيل كامل في البرلمان وحصلوا على حق الحكم الذاتي وأصبحت لغتهم لغة معترفا بها رسميا في دستور 2005 بل الأكثر من ذلك أنه تم التوافق على أن يكون الرئيس من بينهم وتحديدا من حزب الاتحاد الوطني الكردستانى.
لكن الطموح تطور إلى ما هو أبعد من ذلك وفي سبتمبر من العام الماضي قرر الجيل المؤسس لحلم الدولة الكردية إجراء استفتاء على انفصال إقليم كردستان العراق عن الدولة الاتحادية المركيزة في بغداد مستغلا حالة الشقاق داخل البرلمان والاختلافات السياسية المتوالية بين الحكومة والسياسيين.
شح مياه الشرب
مياه الشرب في العراق هى الأخرى باتت أزمة تؤرق الحكومة والمواطنين، فبعد أن كان نهر دجلة والفرات يروي الأرض ويوفر احتياجات المواطن من المياه بات بحسب تحذير الجولوجيون مهدد بالجفاف، بعد الإجراءات التركية والإيرانية المتخذة لبناء السدود على منابعه، والتي ستهدد العراق من أن تحرمه من مياهها التاريخية التي تغنى بها الشعراء والأدباء.