صفقة الـ1.8 مليار دولار.. ألاعيب الدوحة في قاعدة "العديد" لشراء ذمة واشنطن
الثلاثاء، 24 يوليو 2018 12:00 ممحمود علي
فشل النظام القطري المتكرر في خداع العالم والترويج لخطاب المظلومية في أزمته مع دول الرباعي العربي المكافح للإرهاب، والعزلة الخليجية والعربية المتزايدة بفعل دعمه للإرهاب، استدعاه أن يغوص بشكل متوالي في استرضاء القوى الإقليمية والدولية من خلال شراء صفقات عسكرية باهظة التكلفة عديمة الفائدة أو من خلال منح امتيازات دبلوماسية وعسكرية لدول أجنبية.
أخر هذه التحركات القطرية الهادفة لاسترضاء القوى الدولية، هو إعلان الدوحة مؤخرًا أنها ستنفق 1.8 مليار دولار لتطوير القاعدة الجوية "العديد" التى تستخدمها الولايات المتحدة لعملياتها العسكرية ومكافحة الإرهاب فى الشرق الأوسط وأفغانستان، بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".
وجاء هذا الموقف القطري بحسب مراقبون فى محاولة من الدوحة لاسترضاء الولايات المتحدة واستمالة الإدارة الأمريكية، بعد إعلان إدارة الأمير القطري تميم بن حمد عن رغبه بلاده في عقد صفقة عسكرية مع روسيا لشراء منظومة الدفاع الروسية s400. وعلى الرغم من أن النظام القطري منى بضربة موجعة بعد إعلانه فشل الصفقة العسكرية مع موسكو إلا أن ذلك لا يمنعه من أن يستميل القطب الآخر (أمريكا) من خلال تقديم امتيازات عسكرية لواشنطن وإنفاق مليارات في القواعد الأمريكية بقطر.
وكان أمير قطر تميم بن حمد اعترف بفشل نظامه في التوصل إلى اتفاق مع موسكو لشراء أنظمة صواريخ دفاع جوى متقدم (إس 400)، ما يشير إلى إهدار الدوحة الوقت والمال في محاولة لإعادة تموضعه مرة أخرى وعقد الصفقات العسكرية، وهو ما ظهر في تعليق المعارض القطري الشيخ سلطان بن سحيم آل الثاني الذي أكد أن النظام القطري «يهدر كرامة الشعب»، في تغريدات عبر حسابه على موقع «تويتر».
وتُقدم قطر وبشكل متزايد على عقد صفقات أسلحة مرتفعة التكلفة، تتجاوز قدرات قوّاتها محدودة العدد، في محاولة منها تارة للترويج بإنها تتعرض لتهديدات عسكرية لتبرير إنفاق مبالغ طائلة على تلك الصفقات التي لا تبدو ذات فائدة عملية واضحة، وتارة أخرى لاسترضاء قوى عالمية وإقليمية متنافسة ومتضاربة المصالح، للوقوف بجانبها في أزماتها المتتالية على خلفية عزلتها في محيطها الخليجي والعربي المباشر بعد مقاطعة كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين بسبب دعمها للإرهاب.
وقال وزير الدفاع القطرى خالد محمد العطية فى مقابلة مع الصحيفة، إن توسيع القاعدة التى تستضيف 10 آلاف من القوات العسكرية الأمريكية، سيشمل منشآت إسكان عائلى لأكثر من 200 ضابط وتوسعات أخرى فى البنية التحتية إلى جانب تحسينات على مستوى العمليات، مؤكدًا أن سيتم الإعلان عن الأمر فى احتفال اليوم الثلاثاء بعد مراجعة الأمر فى الاجتماع بين وزيرى الدفاع الأمريكى والقطرى.
وتسعى الدوحة من خلال إنفاق هذه المليارات لتحسين صورتها وسط شركات الأسلحة واللوبي الأمريكي ذات التأثير الواسع فى واشنطن، فقبل نحو 7 شهور وبعد أيام من إعلان صفقة شراء الدوحة لمنظومة دفاع صاروخي روسية متطوّرة ( وهو أم لا يمر بسهولة على أوساط صناعة السلاح النافذة في دوائر صنع القرار الأمريكي)، أعلنت قطر عن منحها الولايات المتحدة امتيازات عسكرية جديدة، في خطوة ربطها مراقبون بالتوجه لشراء أسلحة من روسيا.