مستشفى سرطان المنصورة بالمجان !!
السبت، 21 يوليو 2018 03:17 م
زوجة رجل أعمال بالدقهلية أثناء زيارتها لأحد أقاربها فى مركز الأورام بجامعة المنصورة (مستشفى السرطان)، سمعت حكايات كثيرة من المرضى وأهاليهم حول الخدمات العلاجية التى يقدمها المركز للمرضى الفقراء وبالمجان من الفحوص والأشعة والعمليات وجلسات الكيماوى، وغيرها من الخدمات بآلاف الجنيهات ولا يدفع المريض منها جنيها، وحينما حكت الزوجة إلى زوجها ما سمعته فتبرع بمليون جنية للمركز، وكان أكبر مبلغ تبرع يدخل خزينة المركز مرة واحدة منذ تأسيسه قبل عشرون عاما، ورغم ذلك فإنه يمثل نقطة فى بحر بالنسبة لمركز الأورام بالمنصورة الذى يعتبر أكبر مستشفى جامعى متخصص فى علاج الأورام فى مصر بعد المعهد الأم بالقاهرة.
مسشفى سرطان المنصورة الجامعى يخدم كتلة سكانية فى محافظات الدلتا تعدادها يزيد على 10 مليون نسمة، ويتردد عليه أكثر من 200 الف مريض سنويا على الأقل 50 الف منهم يتم حجزهم فى المستشفى لإجراء جراحات صغرى وكبرى وتلقى جلسات إشعاع وكيماوى. مسشفى سرطان المنصورة الجامعى بالمحان يعالج كل أمراض الأورام لكل الفئات العمرية، ولم ولن يغلق أبوابه أمام أى مواطن أو ينتقى مرضاه ويقدم لهم الخدمات فى حدود موارده المالية المتاحة من ميزانية الدولة وبعض التبرعات المحدودة لأهل الخير.
مستشفى سرطان المنصورة الجامعى بالمجان مثل مئات المستشفيات الحكومية يتحمل عبء علاج ملايين المواطنين بدون اى بروباحندا أو صخب إعلامى ولا يستطيع عمل اى دعاية إعلانية مدفوعة الأجر وليس لديه الأموال لذلك كما أنه تأثر مثل غيره من قلة التبرعات التى استحوذت عليها بعض المؤسسات الخيرية التى تعالج العشرات ولكنها سحبت التبرعات بسبب دعايتها الإعلانية الفجة.
مستشفى سرطان المنصورة الجامعى بالمجان يتكون من 13 طابقا على مساحة 2500 متر ويشمل 500 سريرا ويهدف إلى توفير الرعاية الصحية لمرضى السرطان بالدقهلية والمحافظات المجاورة وفقا لأعلى معايير الجودة وبأحدث التقنيات وتدريب وتعليم الأطباء والكوادر الطبية المختلفة فى مجال تشخيص وعلاج السرطان وطرق الوقاية وأساليب الكشف المبكر. كما يهدف إلى تخريج أطباء متخصصين فى علوم السرطان المختلفة ومنح شهادات معترف بها عالميا فى ذات المجال والمساهمة الفعالة فى الأبحاث العلمية فى مجال السرطان لتطوير وسائل التشخيص وأساليب العلاج فى منافسة مع كثير من المراكز البحثية.
مستشفى سرطان المنصورة الذى يعالج الفقراء بالمجان يعانى من نقص الموارد ويحتاج إلى تبرعات لشراء كبسولات وبعض أجهزة التدخل الجراحى والأشعة ومازال يضطر لإرسال بعض المرضى للقاهرة لعمل أنواع من الأشعة وزرع النخاع وفى هذا عناء شديد على مواطنين ينهش السرطان فى أجسادهم.
ونظرا لثقة المواطنين فى مركز الأورام بجامعة المنصورة فإنه أصبح يستقبل أضعاف طاقته وقدرته الاستيعابية ومع قلة الموارد فإن مستوى الخدمة يتأثر ويؤدى إلى قوائم انتظار طويلة وهذا خطر على مريض السرطان لذلك فإن د محمد حجازى مدير المركز يسعى إلى إقامة مستشفى آخر ملحق به وذلك من خلال مشاركة المجتمع المدنى نظرا لظروف الموازنة العامة كذلك د حجازى يجهز حاليا غرف عمليات زرع نخاع بعد أن تعاقد على توريد كبسولات الزرع من اوروبا وهو الحلم الذى كان ينتظره مرضى سرطان الدم فمعظمهم كان يلقى ربه بسبب قوائم الانتظار فى معهدى ناصر والاورام بالقاهرة.
كل التحية والتقدير إلى مؤسسى هذا الصرح الطبى العظيم ومن تولى إدارته ودعمه وإلى كل العاملين فيه الذين يبذلون جهود متميزة لتخفيف معاناة فقراء المرضى ويعملون فى صمت وسط تجاهل وسائل الإعلام وظلمها احيانا وتحيا مصر.