قراءة فى رسائل السيسى لمفكري السودان: لن تروا من مصر إلا كل طيب
الجمعة، 20 يوليو 2018 09:00 م
مصر لا تتدخل فى شئون الآخرين - نؤكد على العلاقات القوية بين الدولتين- مصر كانت مهددة قبل 3 سنوات بالإفلاس ودخلت مسار إصلاح اقتصادى قاسى أنجحه تحمل الشعب - ربط السكك الحديدية والربط الكهربائى يعزز العلاقات بين الدولتين - السودان على مر التاريخ داعماً لمصر - افتتاح أكبر 3 محطات كهرباء وطاقة متجددة 24 يوليو الجارى - - تأسيس 14 مدينة فى إطار الجيل الجديد من المدن"
ما سبق رسائل وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال لقاءه خلال بقادة الفكر والرأى السودانيين.
وفى التفاصيل أكد السيسى، أن زيارته للسودان لها دلالة كبيرة، لأنها تعد الأولى خارجيا فى بداية الفترة الرئاسية الثانية، بالإضافة للتأكيد على متانة وقوة العلاقات مع الجانب السودانى.
وقال الرئيس خلال اجتماعه بقادة الفكر والرأى وبينهم معارضين وسياسيين من كافة الاتجاهات أن مصر لديها مبادئ ثابتة منها عدم التدخل فى شئون الآخرين أو التآمر عليهم، كما أن تجربة السنوات الماضية والظروف التى مرت بها مصر تؤكد أن الصراع بين الدول لا يتم بشكل مباشر ولكن من خلال تفكيك الدول من الداخل لأنه إجراء صعب، وهى إجراءات ترفضها مصر ولن تستخدمها لتحقيق أى مصلحة من مصالحها لأن "لدينا ثقة فى الله".
وتابع الرئيس: "يد الله مع من لا يسعى لتخريب وتدمير الدول، وجئنا لنؤكد على العلاقات القوية والشراكة الاستراتيجية بين الدولتين"، مشيراً إلى أن ظروف الدولتين متشابهة، والأوضاع متشابهة سواء فى نفس التحديات أوالمشاكل، وأن الدولتان لديهما الفرصة إذا صدقت النوايا لتحقيق الكثير للشعبين، مشيرا إلى أن هناك فرص حقيقية بين البلدين ، لافتا إلى أن ربط السكك الحديدية بين البلدين ومشروع الربط الكهربائى سيعزز العلاقات بين الدولتين بشكل وثيق.
وأضاف السيسى: هناك الكثير من العمل والمصالح المشتركة والمصير المشترك بين البلدين، لافتاً إلى أن السودان كان على مر التاريخ داعماً لمصر وما نقوم به ليس بجديد على العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن مصر منفتحة على تطوير العلاقات مع السودان إلى المستوى الذى يستحقه، وعلى مستوى التحديات الداخلية فى البلدين، لافتا إلى أن مصر بدأت مسار إصلاح اقتصادى فى منتهى القسوة، وما أنجحه تحمل الشعب المصرى سواء لأسعار السلع التى تضاعفت خاصة بعد تعويم الجنيه، وارتفاع سعر الدولار، مشيرا إلى إن المصريين تفهموا أهمية إنجاح الإصلاح الاقتصادى لتجاوز عقبات ظلت سنوات طويلة.
وتابع الرئيس : الدولة المصرية كانت مهددة منذ 3 سنوات بالدخول فى حالة إفلاس، وكان سعر الدولار سيصل إلى 200 و300 دولار، لافتا إلى ضرورة تحرك الكثير من الدول فى هذا المسار، خاصة أن أى دولة لن تستطيع تحقيق الإصلاح الاقتصادى دون شعبها وتحمله هذا الإصلاح.
وأعرب السيسى، عن سعادته بتواجده وسط أهلنا فى السودان، مضيفاً:"بفضل الله أيدينا ممدودة ليكم ونستطيع معاً أن إحنا نفعل الكثير"، لافتا إلى أن تعاون مصر والسودان معاً يحقق الكثير موضحا: المشاكل أمر وارد بين الدول لكننا لا بد أن نتغلب عليها، موضحاً أن أعيننا يجب أن تكون على الهدف الأسمى وهو استمرار العلاقة الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين وتابع: والله لن تروا دائماً من مصر إلا كل شئ طيب.. هذا ليس كلام لدغدغة المشاعر.. إحنا صادقين وربنا هيحاسبنا على كل كلمة".
وقال السيسى، إن مصر أطلقت عدداً كبيراً من المشروعات القومية سواء فى مجالات الطاقة والغاز، وضاعفت قدرتها من إنتاج الطاقة والغاز، كاشفا عن افتتاح أكبر 3 محطات كهرباء وطاقة متجددة فى الـ50 عاما الماضية يوم 24 يوليو الجارى.
وأشار الرئيس إلى تأسيس 14 مدينة جديدة بوسائل جديدة لتدخل فى إطار الجيل الجديد من المدن، مضيفاً:": دولنا تستطيع أن تنمو فى هذا الاتجاه والشعب هو أساس تحقيق أى نجاح أو إصلاح اقتصادى"
وأكد السيسى أن مصر يدها ممدودة للأشقاء السودانيين وتستطيع الدولتين فعل الكثير، مشيراً إلى أنه من الطبيعى وجود خلافات ووضعها أمامنا كعائق دائما لن تجعلنا نتحرك خطوة للأمام، مشيرا إلى أنه يمكن تجاوز أى أزمة أو مشكلة بوعى المثقفين ويجب أن تكون الأعين على الهدف الأسمى وهو استمرار العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
واستطرد الرئيس: مصر تستورد لحوماً بـ30 مليار دولار من دولة على بعد آلاف الكيلومترات يعيش فيها فقط 5 مليون مواطن، فى الوقت الذى تعد فيه السودان من الدول الغنية باللحوم، متسائلا: "استورد لحوم من دولة على بعد آلاف الكيلومترات وأخويا جنبى؟!، لافتا إلى أن السودان لديها آفاق ضخمة تطمئن الشعب السودانى على الغد ويجب أن تتحرك مصر والسودان معا ، وتابع "نستطيع بفضل الله أن نغنى بعضنا البعض ونعين بعضنا البعض وتحقيق آمال شعبينا الذين ينتظرون منا الكثير" اتفق مع الرئيس عمر البشير على تشكيل لجنة مشتركة تتحرك فى ملفات محددة، تتناول كافة المسائل وتضع خارطة طريق واضحة بأهداف محددة ، كما سيكون هناك لجنة عليا مشتركة فى شهر أكتوبر المقبل، موجها الشكر فى نهاية كلمته لقادة الفكر والرأى فى السودان على هذا اللقاء.