غرام الأفاعى.. لماذا ارتفعت معدلات جرائم القتل بين الأزواج؟ (قصص واقعية)
السبت، 21 يوليو 2018 12:00 ص
ليس سهلا على الإنسان إراقة الدماء، ولكن عندما يوسوس الشيطان فى الصدور تجد كل الأمور ميسرة لارتكاب الجريمة، ويجد الإنسان نفسه أمام محاولة إنهاء حياة آخر بإرادته، سواء باستخدام أدوات حادة أو قوية أو ثقيلة أو سلاح نارى أو مواد سامة، أو حتى عن طريق الشنق والصعق بالكهرباء، وينتظر عقوبة تصل للإعدام شنقا، ويصبح فى نظر الجميع مجرما.
ارتفعت فى الفترة الأخيرة معدلات جرائم قتل الأزواج، وأصبحنا نرصد يوميا أعدادا مخيفة حول وقائع القتل العمد بين الأزواج، التى تتعدد أسبابها ما بين الخلافات الأسرية والعائلية، أو عدم تحمل المسئولية والسعى وراء الشهوات ومن ثم الخيانة التى قد تدفع أحدهما لقتل الآخر، خاصة عندما تصل الأمور بين الزوج وزوجته إلى منتهاها، ويصبح عش الزوجية مهددا بالخراب والانهيار.
اتفقت الشرائع السماوية والقوانين والتشريعات الوضعية فى كل بقاع الأرض على حرمة قتل النفس إلا بالحق، كما اتفقت على تجريم الإقدام على إزهاق الأرواح الطاهرة وقضت على من يفعل ذلك بالققصاص، إلا أن أبشعها هو قتل المرء لزوجته، أو قتل الزوجة لزوجها الذى قد يحث لأسباب تافهة وغير عقلانية بالمرة، ما يدفعنا للبحث وراء أبشع جرائم قتل الأزواج، ومحاولة الوصول لحقيقة الأسباب التى أدت لوقوع تلك الجرائم.
تقوم العلاقات الزوجية كما تقرها الأديان والشرائع السماوية فى الأساس على المودة الرحمة، حيث يسكن فيها كل زوج إلى زوجه، ويحفظ علاقتهما رابطا مقدسا، ولكن عندما تسول للبعض نفسه بقطع ذلك الرباط، فيستبيح دم شريك حياته دون تفكير فى المستقبل سواء القريب أو البعيد، وبدلاً من الإبقاء على عقدة الزواج بالمعروف، أو التسريح بإحسان، فقد اختار هؤلاء طريق الظلام دون دراية أو إدراك لأبسط معانى الرحمة أو المودة والشفقة.
ومن دفاتر أحوال أقسام الشرطة والمحاكم، نرصد أبشع جرائم قتل الأزواج خلال الفترة الأخيرة، فلم يجد مسجل خطر بالسويس، سببا كافيا للتخلص من زوجته سوى شكه فى سلوكها، حيث أقدم على تكبيلها بالحبال والاعتداء عليها بالضرب المبرح، ثم وضعها على سرير غرفة النوم وبدأ فى تعذيبها صعقها بالكهرباء حتى فارقت الحياة، إلا أنه لم يكتفى بذلك، بل حفر لها حفرة أسفل السرير وألقى بها داخل الحفرة حتى تم الكشف عن الجريمة، لتأمر النيابة بحبسه على ذمة التحقيقات.
وفى منطقة أبو النمرس بالجيزة، لم تجد زوجة تبلغ من العمر 37 سنة، وسيلة للتخلص من زوجها السبعينى، إلا بالقتل، حيث طلبت منه الطلاق عدة مرات لكنه رفض، فبدأت تخطط لإنهاء حياته والخلاص منه إلى الأبد، فأوهمته بلعبة يقيد فيها كل منهما الآخر، وعندما جاء دورها وبعد أن قيدته من يديه وقدميه، خنقته بـ"إيشارب" كانت ترتديه، حتى زهقت روحه.
وفى الجيزة أيضا، اعترف «قهوجى» أمام النيابة، بأنه ترك العمل منذ فترة بسبب شعوره بأن زوجته تترك المنزل لفترات طويلة وتعود فى أوقات متأخرة من الليل دون أسباب مقنعة، وبعد شعوره بأنها سيئة السير والسلوك، بدأ فى افتعال الأزمات والمشكلات معها، حتى تعقدت الحياة بينهما، وفى أحد الأيام أسرع إلى المطبخ وأحضر سكينا وسدد لها عدة طعنات برقبتها وصدرها حتى فارقت الحياة.
كما شهدت إحدى قرى المنيا، أبشع جريمة بطلها زوج له تاريخ مع العلاج النفسى، حيث استيقظ يوما من نومه فى حالة هياج شديدة، فاستل "بلطة" وانهال بها ضربًا على رءوس زوجته وأطفاله الثلاثة، ولم تمنعه استغاثات زوجته ولا أنات فلذات كبده من إثر ضرباته الغاشمة، ليغرق منزله فى بحر من الدماء، دون سبب غير أنه مريض نفسيا.
وفى محافظة الشرقية، لم تقترف زوجة فى شهور الحمل الأولى ذنبا، إلا أنها لم تقم بغس الأوانى بعد تناول الأسرة للطعام، حيث تشاجر معها زوجها بكل عنف وحدة، حتى تدخلت والدة لتزيد من النار المشتعلة بينهما، حتى انهال عليها زوجها بالضرب، ولم يراعى حملها، ولم يكتفى بذلك، لكنه علقها فى حبل وشنقها وهى تحمل فى أحشائها طفله.
وفى إحدى قرى محافظة الغربية، قتلت "صباح" زوجها وشقيقيه ووالدته، وكانت تحاول قتل شقيق زوجها الثالث وزوجته باستخدام مادة "الزرنيخ" بوضعها فى الطعام، وذلك من أجل الاستيلاء على الميراث هى وعشيقها، إلا أن العناية الإلهية كشفتها بعد اعتراف طفلتها عليها، حيث قررت النيابة استخراج الجثث من المقابر للكشف عليها وإثبات قتلهم بالسم على يد المتهمة.
وفى واقعة أغرب مما سبق، قتلت طالبة جامعية زوجها طعنا بالسكين انتقاما منه لاكتشافها بالصدفة أنها الزوجة الثانية، حيث إنه بعد مرور 70 يوما على زفافهما وأثناء تنزههما قابلتهما إحدى أقارب الزوج وسألته عن بناته، فارتبك، ما أثار شكوك العروس، وعقب عودتهما للمنزل حدثت مشادة كلامية بينهما، ثم صارحها الزوج بالحقيقة التى أفقدتها عقلها،مشيرا إلى أن سبب زواجه منها رغبته فى إنجاب «ولد» بعد إنجابه أربع بنات من زوجته الأولى، فسارعت العروس إلى المطبخ واستلت سكينا وطعنته فى صدره، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وتجد أيضا عاملا يقتل زوجته ويحطم رأسها بـ«شومة»، بسبب خلافات عائلية فى قنا، وآخر فى مدينة نصر عاد من عمله لتناول الغداء، ثم التوجه للقاء شخص فى أمر مهم، وعندما سأل زوجته عن الملابس التى سوف يرتديها للمقابلة أخبرته بأنها غير نظيفة، فاستشاط غيظا وتعدى عليها بالضرب، ثم ألقاها من الطابق الخامس، وفلاح بالدقهلية يتخلص من زوجته بإطلاق النار عليها، ما أدى إلى مصرعها فى الحال بسبب خلافات زوجية، وضابط شرطة فى طنطا يقتل زوجته بسلاحه الميرى بسبب خلافات أسرية، وموظف يقتل زوجته طعنا بـ"سكين" بسبب خلافات أسرية فى الهرم، وسائق يقتل زوجته فى الفيوم بسبب سبها له.
تعدت الأسباب والموت واحد، ويتبين لنا من الأمثلة السابقة أن جريمة القتل لا يمكن أن يرتكبها إنسان طبيعى وسوى، فنجد أن الخيانة والخلافات المادية والعائلية كانت أبرز أسباب وقوع جرائم قتل الأزواج، كما يتضح لنا أن الشنق والذبح كانت أسهل طرق الانتقام، ومن هنا يقول العلماء أن سلاح المؤمن الصبر الذى يجتاز به كل بلاء وينجح به كل اختيار، للزوج حقوق عند زوجته وعليه واجبات تجاهها، كذلك الزوجة عليها نفس الحقوق من زوجها ونفس الواجبات تجاهه، وعليهما تحكيم العقل.
ويشدد علماء النفس والاجتماع على ضرورة توطين النفس على الصبر ومسايرة الخلافات أيا كانت، والبحث المشترك ولو بإدخال وسيط من ذوى القربى للطرفين من أجل إيجاد حلول لما قد يقع بينهما إن عجزا على الحل بمفرديهما، وبهذا ينجحان فى كسب وتحقيق الكثير من رضا الله والمجتمع، بالإضافة للحياة الهانئة الكريمة فى ظل أسرة مترابطة سعيدة حالمة بحاضر جميل ومستقبل أجمل تبشر بصلاح المجتمع وتقدمه.
اقرأ أيضا:
190 ألف حالة خلال 2017.. لماذا تحتل مصر المركز الثالث عالميا في معدلات الطلاق؟
ثانى خطر يهدد الدولة بعد الإرهاب.. هل تنجح الحكومة فى التصدى للزيادة السكانية؟
تستهدف عقول الشباب وقلب الوطن.. كيف تستخدم «الشائعات» فى حروب الجيل الرابع؟