«التابلت وشبكات الفايبر».. كيف استعدت «التعليم» لاستقبال العام الدراسي الجديد
السبت، 21 يوليو 2018 04:00 صإبراهيم الديب
استعدادات مكثفة لاستقبال العام الدراسي، للبدء في تطبيق النظام التعليمي الجديد، والوسائل والأدوات القائم عليها، وعلى رأسها «التابلت» وشبكات الانترنت الخاصة به، وتجهيز الكتب واستعدادت بنك المعرفة المصري، وحل أزمات الكثافة الطلابية وتكدس الفصول، واستلام الكتب الدراسية.
في الأول من سبتمبر المقبل تبدأ الدراسة بالنسبة لتلاميذ مرحلة رياض الأطفال «kg1 - kg2»، على أن يلحق بركب انطلاق العام الدراسي باقي الفرق الدراسية المختلفة في 22 من نفس الشهر، الأمر الذي استدعى تضافر كافة الجهود لإنهاء الإجراءات اللازمة لاستقبال ماراثون الدراسة 2018 / 2019.
بدأ الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في مراجعة خطط العمل والإجراءات المفترض الانتهاء منها لاستقبال العام الدراسي الجديد، والتنسيق مع مديري المديريات على مستوى الجمهورية لإنها كافة الاستعدادت اللازمة لذلك، ومتابعة الخطة التنفيذية للمنظومة التعليمية، وذلك بحضور قيادات الوزارة.
6 محاور هامة ترتكز عليها خطة الوزارة للاستعداد للعام الدراسي الجديد على رأسها شراء الأجهزة الجديدة، والمواد التدريبية، وشبكات الفايبر في المدارس، وأعمال الصيانة، وتوفير الموارد المالية، وذلك بالتنسيق التام مع كافة الأجهزة المعنية بالدولة، لاسيما وأن أولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أهمية خاصة لملف التعليم في فترة ولايته الثانية.
وأشار «شوقي» إلى أنه تم تسخير كافة الإمكانيات المتاحة لوضع خطة تطوير التعليم حيز التنفيذ، ونتعاون مع جميع الوزارات وخاصة التعليم العالي، والثقافة، والصحة، والشباب والرياضة، والصناعة والأزهر الشريف، بالإضافة إلى تغيير ثقافة المجتمع والأسرة المصرية ليكون اهتمامها بحصول أبنائها الطلاب على المعرفة، وليس الحصول على الدرجات فقط، وما يستتبع ذلك من طرق التدريس لينتقل دور المعلم من التلقين إلى تحفيز التفكير النقدى لدى الطلاب، وهذا يحتاج إلى تكاتف كافة الجهود بالتنسيق مع أجهزة الدولة لتذليل أي صعوبات قد تواجه تنفيذ المشروع القومى للتعليم، حيث إن تخريج أجيال غير مؤهلة يعد جريمة فى حق الوطن.
وقال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، إنه يتم حاليا وبالتنسيق مع أجهزة الدولة المعنية توفير (750) ألف تابلت على أعلى مستوى من المواصفات والجودة، مشيرا إلى أن وزارة الاتصالات تمكنت من إدخال شبكات الفايبر في (250) مدرسة في أسبوع واحد، وأنه سيتم الانتهاء من إدخال الشبكات لـ(3000) مدرسة بحلول سبتمر المقبل وقبل بدء الدراسة.
وأكد وزير التربية والتعليم أنه سيتم إضافة شاشات داخلية، وبروجكتور بالفصول للاعتماد عليهم في عملية الشرح بشكل أكثر تفاعلية من الطرق التقليدية، وذلك بالتزامن مع خطة الوزارة للانتهاء من طباعة الكتب الدراسية، خاصة كتب الصف الأول والثاني من رياض الأطفال، والصف الأول الابتدائي، وهى كتب الباقة المحورية «باللغتين العربية والإنجليزية»، وكتب اللغة العربية، وكتب اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى كتب التربية الدينية.
ولاتقتصر طباعة تلك الكتب على النسخ الورقية فحسب بل امتدت إلى طباعتها إلكترونيا بشكل أكثر تفاعلية على أن يتم الانتهاء من الباقة المحورية وكتب اللغة العربية نهاية الأسبوع المقبل، بالإضافة إلى إعداد كتاب «دليل المعلم» والذي يحتوي على سيناريو للدرس دقيقة بدقيقة، وما الأدوات التي سيستخدمها المعلم، وما المهارات المطلوب اكتسابها خلال فترة العمل داخل الفصول.
وفيما يتعلق بالتدريب، والذي وضعته الوزارة على رأس أولوياتها، إيمانا بأهمية الاستثمار في العنصر البشري وتطوير المعلم لتحقيق الفائدة المرجوة من خطة التطوير بشكل عام، عقدت الوزارة عدة مشروعات تدريبي للمعلمين للتعرف على فلسفة النظام الجديد، على أن يكون التدريب مستمرا طوال العام الدراسي، ويتم من خلال طباعة كارت خاص بالمعلم يحوي كل بياناته ويرافقه طوال رحلة التدريب من الإعداد حتى التنفيذ، بالإضافة إلى وضع آليات ممنهجة لتواصل المعلمين مع زملائهم لتبادل الخبرات واكتساب المهارات بما يحقق النهوض بآداء المعلم وعودة هيبته مرة أخرى.
ويتم تنفيذ الدورات التدريبية للمعلمين في المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية، وعلى مرحلتين، الأولى منها تدريب المعلمين والمدربين، والتي تبدأ في 29 من الشهر الجاري وتنتهي 19/ 8 / 2018، يليها تدريبات المديرين والموجهين والمعلمين الأوائل والتي تنتهي في 1/ 9 / 2018، لتنمية مهارات المعلمين والارتقاء بمستوى جميع أعضاء العملية التعليمية، وتعديل كثير من الأنظمة وخاصة منظومة الحضور والانصراف الحالية والتي تحتاج للمعالجة والتطوير.
كما تعمل الوزارة على تطبيق نظام «التقييم» لمتابعة المديريات الأكثر تعاونًا، وتجاوبًا، وتنفيذًا للتكليفات، بالإضافة إلى تكليف مديرى مديريات التربية والتعليم بإرسال البيانات الخاصة بالأعداد الفعلية للمعلمين فى كل مدرسة، والثغرات التى وجدت فى عدد من البيانات المرسلة، ومراجعة هذه البيانات واستكمالها وإرسالها مرة أخرى فى موعد أقصاه الأحد القادم 22/7 الحالي، ووضع الهيكل الإدارى الخاص بالإدارات التعليمية، متضمنًا كل الأقسام وأعداد العاملين بها وتوصيفهم الوظيفى.
وبالنسبة لمشكلة الكثافات داخل الفصول، وضعت الوزارة خطة مداها 4 أعوام لتصل الإتاحة خلالها إلى 70% بمرحلة رياض الأطفال «KG1 و KG2»، لمعالجة الكثافة، وتحقيق التنمية المستدامة، والتنسيق مع هيئة الأبنية التعليمية لتوفير أماكن تستوعب أعداد التلاميذ بكافة المحافظات ومنع التكدس داخل الفصول.
وعلى الجانب الأخر شكلت الوزارة لجنة تعمل على تطوير المناهج الدراسية أولا بأول من الصف الثاني وحتى السادس الابتدائي تحت مسمى «متعة التعلم»؛ للتركيز على المفاهيم والأنشطة التعليمية المتعلقة بالمحتوى العلمى الخاصة بكل مادة في كل مرحلة تعليمية ورفعها على الموقع الإلكترونى للوزارة بجانب عرضها في الفيديو كونفرنس، على أن يتم إرسال نشرات بالموضوعات التي تم تطويرها بالمناهج في الكتب التي تم طباعتها.
كما اهتمت الوزارة في خطتها الجديدة بالتعاون المثمر مع مجالس الأباء والأمناء والمعلمين، ومشاركتهم في اتخاذ القرارات الخاصة بالعملية التعليمية، ووضع دليل استرشادي لإجراءات كل طرف فى المنظومة حتى لا تتداخل الأدوار، وليعلم كل شخص دوره ومسئوليته، بالإضافة إلى فتح حلقات تواصل مباشر بين مديري المديريات والجمهور من معلمين وأولياء الأمور، والطلاب، والإداريين وأعضاء المنظومة بأكملها، وتحديد يوم من كل أسبوع لهذا اللقاء، وتقديم تقرير بما تم خلال هذه اللقاءات؛ لمعرفة التحديات وتلافيها، وإحداث استقرار للمشروعات التى تنفذها الدولة، وليراقب الشعب ما يتم إنجازه ويكون يدًا بيد مع الحكومة، بالإضافة إلى ضرورة دعم الجهود التنموية، والاجتماعية مع المجالس والأجهزة الرسمية.