صحيفة من فضلك وبالباقى سيجارة!
الجمعة، 20 يوليو 2018 08:53 ص
اعتاد عم حسن أن يقرأ الجرائد وهو يشعل سيجارته كل صباح، و لكن مع ارتفاع الأسعار، قد يضطر للتخلى عن إحداهما...أتمنى ألا تكون الصحيفة.
فالصحافة الورقية تواجه بالفعل العديد من التحديات،و يرجح العديد من خبراء الإعلام أن الصحافة الورقية تحتضر، و سوف يتم إستبدالها بالصحافة الالكترونية بسبب تغير عادات القراء، والذين أصبحوا يفضلون القراءة من الشاشات. ولكن نقيب الصحفيين المصريين له رأى آخر، و أنا معه، فى أن الوسائل الثقافية لا تأكل بعضها البعض، فمازال الكتاب الورقى موجوداً إلى جانب الكتاب الرقمى، و مازالت دور السينما موجودة مع التلفاز جنباً إلى جنب.
كما أن التقدم التكنولوجى ليس سبباً فى انحصار مبيعات الصحف الورقية، وإلا لما استطاعت الصحف اليابانية أن توزع 70 مليون نسخة ورقية يومياً....
ما السبب إذن فى تراجع أرقام التوزيع و الاشتراكات للصحف الورقية؟
لقد لعبت الأزمة الاقتصادية العالمية الدور الأكبر فى هذا الصدد، فأثرت بالسلب على حجم الاعلانات فى الصحف ،و التى تمثل مصدر التمويل الرئيسى فى هذا المجال.مما أدى إلى تراجع نسب توزيع عدد من الصحف، بينما اضطرت بعض الصحف إلى إيقاف إصداراتها ،أو الاكتفاء بالموقع الالكترونى ، مثلما حدث فى صحيفة الحياة اللندنية و جريدة التحرير المصرية.
المشكلة إذن فى المقام الأول، هى مشكلة اقتصادية، و لكن ببعض التفكير خارج الصندوق، ستتمكن الصحافة الورقية من العبور إلى بر الأمان.فللتغلب على تلك الأزمة ، دعونا نعمل بمبدأ (لا يفل الحديد إلا الحديد) و لنجعل من الغلاء حلاً لدعم الصحافة الورقية.
كيف؟! قسائم الشراء هى الكلمة السحرية... فبالاتفاق مع كبرى المحال التجارية و المجمعات الاستهلاكية ، تتضمن الصحف الورقية عدداً من قسائم الشراء فى كل إصدار. بحيث يحصل بموجبها القارئ على مزايا نسبية من تلك المحال، سواء فى صورة تخفيضات أو هدايا عينية أو ما إلى ذلك.
أما بالنسبة لارتفاع تكلفة الطباعة ،والتى ترفع بالتالى من أسعار الصحف، و من ثم تقليل مبيعاتها، فإن الحل يكمن فى التحويل الى نظام الطباعة الرقمية و الذى سيقلل التكلفة على المدى الطويل، وسوف يساهم ذلك فى زيادة أعداد الاشتراكات كذلك.
كيف؟! فكما يحدث فى بعض البلدان ، نجد أن الاشتراكات فى الصحف تكون بالصفحة، حيث يختار المشترك عدد الصفحات التى يريد الاشتراك، بها و يتم طباعة تلك الصفحات رقمياً و توزيعها ، و بذلك تقل تكلفة الصحف بالنسبة للمشترك وللمطابع ،على حد سواء، و ترتفع بالتبعية أعداد الاشتراكات.
أما بالنسبة للتحدي الأكبر أمام تلك الصحف ، فهو من وجهة نظرى، الجيل الالكترونى من الأطفال، و هم الأطفال الذين يلعبون على الهواتف الذكية و على الحاسب الآلى، قبل أن يتعلموا القراءة. هؤلاء سيصنعون جيلاً لا يقرأ الصحف الورقية فى المستقبل. نحتاج إذن أن نعلمهم قراءة الصحف منذ الصغر حتى يعتادونها.
كيف؟! يجب أن تبدأ الصحف فى تضمين صفحة للأطفال تتضمن أخباراً تهمهم، و بلغة بسيطة يسهل عليهم استيعابها.ولا مانع على الاطلاق، من تضمين بعض الألعاب، و القصص الموجهة لهم. وشئ فشئ سنجدهم يطلبون من أولياء الأمور شراء تلك الصحف، و يشبون على قراءة الصحف الورقية.
وحينها لن يتردد عم حسن عن شراء الجريدة ، لأنه سيحصل على قسائم شراء تساعده على شراء سجائره ،و لأن حفيده يريد أن يقرأ قصة هذا العدد من الصحيفة.