هل تتعرض أسواق النفط لهزات بعد قرار الإفراج عن المخزون الأمريكي؟
الجمعة، 20 يوليو 2018 04:00 ص
مع رفع إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية للنفط ووصوله إلى مستويات قياسية، تجاوزت 11 مليون برميل يومياً، شهدت الأسواق العالمية انخفاضا ملحوظا على مدار الأيام الماضية ،حيث أدى رفع معدلات إنتاج النفط الأمريكي إلى منافسة الولايات المتحدة الأمريكية للدول صاحبة أكبر إنتاج نفطي في العالم على رأسها روسيا والمملكة العربية السعودية،وهو ما يعنى أيضا أن أسعار النفط مرشحة لمزيد من الهبوط خلال الأيام القادمة.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تدرس فيها الولايات المتحدة الأمريكية إقرار اتخاذ هذا القرار بالسحب من مخزونها، حيث قامت بالفعل خلال أعوام 1991،2005، و2011 بالسحب من مخزونها الاستراتيجي ،بسبب التوترات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط والإعصار الذي تسبب في خسارة ربع إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية النفطي.
ويأتي إعلان إدارة «معلومات الطاقة الأميركية» عن أن ارتفاع إنتاج النفط الخام بالولايات المتحدة الأمريكية إلى 11 مليون برميل يومياً للمرة الأولى على الإطلاق، مع ارتفاع المخزون الأميركي، حيث ازداد المخزون الخام ووصل إلى 5.8 مليون برميل ،خلال الأسبوع الماضي حيث شهدت أسواق النفط انخفاضاً في الأسعار، مع زيادة أيضا إنتاج النفط الروسي بعد اتفاق على زيادة الإنتاج مع منظمة «أوبك» حيث تجاوز إنتاج النفط الروسي 11 مليون برميل يومياً.
حيث سجلت أسعار النفط اليوم الخميس، للعقود الآجلة لخام برنت انخفاض بمعدل 21 سنتا بما يعادل 0.3 بالمئة إلى 72.69 دولار للبرميل ،كما انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط سبعة سنتات أو 0.1 بالمئة لتسجل 68.69 دولار للبرميل.
ومع عودة إنتاج ليبيا من النفط، إلى معدلاته الطبيعية بعد المعاناة القهرية عدة موانئ والتي أدت إلى خفض إنتاج النفط الليبي إلى النصف، عاد إلى معدلاته المعتادة وهو أيضا من الأسباب التي أدت انخفاض سعر خام برنت خلال الأيام القليلة الماضية.
وعلى الجانب الآخر، تشهد منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» ضغوطا سياسية كبيرة، حيث ينوي أعضاء في الكونغرس الأميركي ومجلس الشيوخ، مناقشة اقتراح لقانون يساعد على مقاضاة الدول التي تحتكر إنتاج النفط وتتلاعب في سعره وفى هذا الإطار كانت تحركات منظمة «أوبك» للاستعانة بمستشارين قانونيين، خلال الأيام القليلة المقبلة، من أجل التحصن ضد تحركات أميركية لفرض قانون يسمح لها بمقاضاة «أوبك» على أساس مزاعم تلاعبها بأسعار النفط العالمية حيث تقدم السيناتور الأميركي تشك جرازلي، بمقترح يسمح للحكومة الأميركية برفع دعاوى قانونية على دول «أوبك»، فى ظل حالة الانتقاد الشديد الذي يظهره الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه منظمة الدول المصدرة للنفط حيث انتقد المنظمة في عدة تغريدات بوصفه لها تلاعبها في الأسعار.
فيما كانت ردود كثير من وزراء أوبك على مزاعم الرئيس الأميركي، بأن «أوبك» قامت بكل جهدها من أجل استقرار السوق، بأن الأسعار لم تعد في سيطرة «أوبك» بل إن السوق هي من تتحكم بها وهناك مساعى كثيرة إلى أن يتم التعاون مع كبار المنتجين في العالم، مثل روسيا، لأمد طويل في اتفاق مؤسساتي، من شأنه أن يخفف الضغط السياسي على المنظمة.